أكد الدكتور أحمد بلال عثمان، نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام السوداني، أن العلاقات المصرية السودانية هي علاقات مقدسة وأزلية وستظل علاقة أبدية، وقال الوزير السوداني إن مصر هي قائدة العرب، ولا يمكن أن يكون العرب في حال أفضل إلا إذا كانت مصر في أفضل حال، وأنه لم يكن يقصد أي إساءة حينما نسبت إليه قبل أسابيع وسائل الإعلام القول بأن فرعون هو سوداني الأصل وأن ما كان يقصده “أنه لم يكن هناك حدود بين البلدين وكان الشعبان يعيشان في بلاد وادي النيل، القطر الشمالي والجنوبي وكان أحيانًا يأتي الحكام أو الفرعون من القطر الجنوبي”.
وشدد وزير الإعلام السوداني على ضرورة تحصين العلاقات المصرية السودانية وتحصين المزاج الشعبي ضد أي محاولات للإساءة للبلدين، محذرًا في الوقت ذاته من وجود مؤامرة ضد وادي النيل لجعل العلاقات الشعبية في حالة من العزلة.
جاء ذلك خلال لقاء نظمته السفارة السودانية بالقاهرة بحضور السفير عبدالمحمود عبدالحليم والمستشار الإعلامي للسفارة راشد عبدالرحيم مساء اليوم.
وأوضح الدكتور بلال أن السودان ضحى كثيرًا لكي يتم بناء السد العالي الذي يمثل بوابة الأمن المائي لمصر، حيث غمرت مياه بحيرة ناصر قرى ومدن مثل حلفًا على مساحة كبيرة ولكن بلاده على استعداد لتقديم المزيد من أجل مصر، مبديا تعجبه من وجود مشكلة حول منطقة حلايب الصغيرة بالنسبة للمساحات التي غمرها السد، ولكن الاعلام هو من ضخم هذه المشكلات وشحن الرأي العام في البلدين.
وأضاف ان العلاقات والوحدة بين مصر والسودان كانت علاقة مصالح مشتركة وارتباط مصلحة حقيقي لتقاسم النعمة في وادي النيل، مؤكدا ان الحدود بين البلدين جديدة وأمر حديث بالنسبة للعلاقات الممتدة منذ مئات السنين، وان الاحتلال البريطاني هو ما وضع بذور العزلة والحاجز بين الشعبين.
السودان والأزمة القطرية:
وحول موقف السودان من الأزمة القطرية قال وزير الإعلام السوداني إن السودان تلتزم الحياد في هذه الأزمة، موضحًا أنها أزمة داخل البيت الواحد، ولها أسباب والتخوفات من الطرفين مشروعة.
وأكد ضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي لعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل بلد عربي، وتابع: “قمنا بالوساطة في هذه الأزمة وايدنا الوساطة الكويتية ونتمنى أن تحل الإشكاليات”، واكد ان موقف بلاده الواحد مع الحل السلمي الأسرى داخل البيت الخليجي، وأن موقف بلاده محايد ومع الوساطة الكويتية، وليس مع طرف او اخر.
وحول تطورات ملف سد النهضة قال وزير الاعلام السوداني أن سد النهضة جاء في فترة حرجة كانت تعاني فيها مصر من الارتباك، مشيرا الى ان هناك ثلاثة قضايا يجب ان تعالج، الاولى وهي التخوف من التصميم وانهيار السد، حيث ان المتضرر الاول حال سقوط السد هو السودان الذي سيغرق في البداية، كما انه لو تم ملأ الخزان في سنة لن تصل قطرة مياه واحدة لمصر والسودان، وإذا تم ملئه خلال ثلاث سنوات سيكون هناك ملايين من الذين سيعطشون، قائلا ” وفِي تقديري لا يقل الماء عن سبع او ثمان سنوات، والامر الاخر الدفقات لان السد مبني في جزء صخري ولن تستخدم في الزراعة، بل الكهرباء، والسودان لايقوم بالوساطة بل نحن في معركة واحدة مع مصر في ان حصة مصر لا تنقص قطرة واحدة، والمعارك القادمة معارك مياه وليس بترول.
وحول الاتهامات الموجهة إلى السودان بشأن إيواء عناصر من الإخوان الإرهابية، أكد الوزير السوداني أنه لا يوجد فرد مصري يتدرب في السودان لكي يأتي مصر مقاتلا، رغم وجود سودانيين معارضين ومتمردين في مصر ولم تقم الخرطوم باتهام مصر بتدريبهم، مؤكدا أنه سيتم حل هذا الملف بهدوء والجانب السوداني على استعداد تام للتعاون مع مصر في هذا الملف ولا يمكن أن تقبل السودان بتصدير مشكلات لمصر أو تهديدات.
رضوى السيسي
البوابة نيوز