بدأت )أمس(، طلائع السودانيين العائدين من المملكة العربية السعودية الذين حكمت القوانين الجديدة بعودتهم إلى البلاد والحكومة السعودية ترفع شعار )وطن بلا مخالف(، وهي إجراءات اتخذتها السعودية يعود على إثرها حوالي مائة وخمسين ألف سوداني إلى بلادهم وخلوني أقول إننا لا نملك إلا احترام هذه الإجراءات التي اتخذتها المملكة حتى وإن كانت مآلاتها السالبة ستؤثر على أعداد كبيرة من المغتربين الذين لا يعولون أسرهم بشكل مباشر فقط، وإنما في رقابهم أعداد كبيرة من الأسر الممتدة التي تعتمد عليهم بشكل أو بآخر، لكن السؤال ماذا في ما يلي الحكومة السودانية التي لا بد أن تقوم بدورها الأخلاقي والوطني في استيعاب هذه الآلاف المؤلفة من العائدين الذين لا أحسب معظمهم قد تحسب لهذه المفاجأة التي لم تكن على البال أو الخاطر خاصة وأن الرسوم ستتضاعف في يوليو 2018 ليصبح على الشخص مائتا ريال ورب الأسرة ستمائة ريال دفعة واحدة، فهل قامت الأجهزة الرسمية في الدولة بالشروع في إستراتيجية عاجلة وطارئة لتوفيق أوضاع العائدين واستيعاب أكثرهم في وظائف تكفل لهم العيش الكريم، وبمناسبة الوظائف هذه لا بد أن تلتفت الحكومة بشكل جدي تجاه الخبرات العائدة من رحلة الاغتراب واستيعاب الكفاءات التي هاجرت لزمن طويل للاستفادة منها في الوظائف التي تستطيع أن تقدم من خلالها عصارة تجربتها وخبرتها، وفي المقابل ليت الحكومة السودانية التي تفتح ومنذ فترة تفاهمات استثمارية مع الجانب السعودي، ليتها وجهت هذه الاستثمارات نحو مشاريع تستوعب هؤلاء العائدين في شراكة ومسؤولية من الحكومة السعودية التي ساهمت بشكل أو آخر في زعزعة استقرار هذه الأسر وتشريدها.
في كل الأحوال ورغم الظروف الاقتصادية التي يعيشها السودان، إلا أننا ما بنابا أولادنا وهي بضاعتنا ردت إلينا نستقبلها بكامل المحبة والترحيب، وكان ما شالتم الواطة تشيلم رؤوسنا حتى لا يشعروا بضيم أو ظلم ونبقى عليهم نحن والغريب، وكما رفعت السعودية شعار “وطن بلا مخالف” الذي بسببه خرجوا، علينا أن نرفع في المقابل شعار “وطن بلا مظلوم” لنستقبلهم به فعلاً وقولاً، والغريب عن وطنو مهما طال غيابو مصيرو يرجع تاني لأهلو وصحابو
{كلمة عزيزة
أجرى والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” تعديلاً في هيكل حكومته )أمس(، قام بموجبه بإعفاء وزراء الزراعة والبيئة والتخطيط والموارد البشرية، إضافة إلى تعيين “محمد حاتم” نائباً له، وخلوني في البداية أقول إن هناك معتمدين ما كان ينبغي لهم الاستمرار في مواقعهم، لأنهم ظلوا بلا انجاز حقيقي ولا حراك ولا انفعال بقضايا محلياتهم العاجلة، وهم ليسوا سوى محظوظين لأن الوالي يرى عدم تغيير المعتمدين والولاية مقبلة على فصل الخريف، وهو رأي لا أتفق معه فيه، لأن هناك بعض الأسماء كان ينبغي أن تقال قبل فصل الخريف حتى لا تزيد الطين بلة كما يحدث في كل عام.
في كل الأحوال إن كانت مشكلة ولاية الخرطوم في ذهاب الأربعة، فهاهم قد مضوا إلى حال سبيلهم، وإن كانت مشكلتها في الوالي الذي يتفرغ لاجتماعيات الرئيس بعد الثالثة ظهراً، ها هو يتخذ لنفسه نائباً ونحن قاعدين وانتو قاعدين النشوف آخرتا.
{كلمة أعز
غداً أكتب عن الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس والملتقى الذي تقيمه للتفاكر مع المبدعين والفنانين والشعراء وأهل الإعلام للوصول إلى صيغة حضارية لتنوير المستهلك بحقوقه وواجباته.
عز الكلام – ام وضاح