هل تذكرون الشهيد.(الفريق) عبد المنعم الطاهر ، نعم ، المركوز في ذاكرة السودانيين وفوق ذري المجد علما وراية ، المعطون في انفاسنا وخلجات تمايلنا بين السكون والحركة ، المكحل بالشطة ، واثمد.جلاء البصر والبصيرة من يقين الرجال ، قائد شهداء (توريت) التي كانت ، متكأ لمراقد أعظم الرجال وأشجعهم ،واقول الفريق لانها الرتبة التي خلعها عليه رئيس الجمهورية في ليلة استشهاده حينما حل موكب الرئيس بمنزله بجبل الاولياء جنوب الخرطوم ، وليس العميد كما يقدم في قصاصات التعريف ، عبد المنعم الطاهر حينما تكسر عزم الرجال ، لسبب او لاخر كان يمكن ان يركن لتقدير الموقف ويخرج ، اقله من مخرج قولنا العامي (الرجال شرادة ورادة) او ارتكازا لحجة التكييف الشرعي (تحرفا لقتال) اليه يعود حتما وما كان الرجل خوارا ولا مخذولا في حكايات الجسارة ، لكنه لم يفعل ، ودع جنده وضباطه ، ووقف وحده عدا نفر التزم معه مهوي (فروة التعايشي) ولكنهم هذه المرة قياما ، وقفوا وما في الموت شك لواقف ، حتي سقطوا علي وجوهم لم يمس ظهرهم و(كعب) ارجلهم خزي او يطالهم عار ، فدي (منعم) شجاعته وجنده وربما كانت تلك الدقائق الفاصلة بين الموت والحياة هي من كفلت خروج بقية القوات التي عادت ، والجيش يعود لتسحق من ظنوا ان العزائم كلت ، ارتقي عبد المنعم شهيدا في سبتمبر 2002، لحق بتلك الثلة من المجاهدين الذين كانوا معه في جنوب كردفان ، هم وثلة الملازمين الذين كان يقول فيهم (الملازمين حطب النار) نار هي بردا علي السودان واهله قديما والي يوم نهايات التواريخ ، ولان هذا النبع واحد سبق شهيد توريت اخر ؛ هو جندي ، من اخر صف الاقدميات وفي ادناه ، كان هذا في منتصف الثمانيات ، في بحر الغزال وقد ضل عني اسم المنطقة واسم البطل ، ضاقت الارض وخذل الجيش ، بشح الانفس والثمرات والذخائر ، يقول الراوي كان الجندي مصابا ، ورفاقه متراجعون فطلب من قائده (زمزمية) ما ونثار تمر نخره السوس ، فركه ليزيل عنه رهق الطين والعرق وطلب مدفعا رشاشا جمعت له أشرطة الذخيرة وقال لهم (ودعتكم الله والرسول) الي ان تنفذ هذه الذخيرة واكرع مائي وامضغ تمري سارهق هؤلاء الخوارج وانتم تعبرون ، يقول الراوي ظللت لمدة ليس بالقصيرة اسمع مساقط ناره ، فرد عدل امة من الرجال حتي سكن فعرفنا انه شرب شربته الاخيرة واغمض عينيه
انهم الرجال الذين تنازلوا عن ارواحهم لفداء بلد ، ما كان لاي منهم حرص علي نفسه اكثر من بلده ورفاق سلاحه ، مثل هؤلاء حتي الابناء من اصلابهم شقوا طريقهم بلا امتنان ، احتسبوا وصبروا فعوضهم الله نجاحات بعرق الكسب الحلال ،
ويحكم يا رجال هل هان الوطن لدرجة ان البعض يتحول الان ليجعل (البلد) كبشا لاطماعه ، يتمسك نفر من عتاة العمائم والارصدة وتلال الفشل بكرسي في اتحاد للكرة ، اكلوه وجعلوه مملكة ، عجيب ومخجل ان يحاكم امين خزينة الاتحاد العام لانه خص وكالة سفر يملكها بمال ومنح الكرة السودانية ، يتهم هو ومدير وكالته ، لم يطرح الامر في عطاء ولا مناقصة وهذا بخلاف عقود احتكار اخري لم يخجل بعض قادة الاتحاد الرياضي من ان تحمل الشركات اسماء اجدادهم !! وبعد كل هذا حينما كان يمكن لهم الرحيل بما غنموا جبنوا ويريدون لوطن وشعب رياضي كامل ان يفيدهم ، وذات الموقف ينطبق علي القائمة الاخري ، هي ايضا تريد للوطن ان يفدي كبرياء الزيف عندها ، اني والله لارجو من (الفريق) عبد الرحمن سر الختم ان يمزق الراية التي يقف تحتها الان ، افضل واكرم ان يحتفظ (باورنيك) ارتباطه بمؤسسة الجيش خاليا من مذمة ما يجري واما الحكومة فلا خير فيها ولا مقدار عدل لها ان هي رضيت بالانتظار ساعة علي (مأكلة) انما هي اساس كل ما يجري ممن يزعمون انهم (اولاد الفيفا) ، هم فشلوا يوم ان منحوا سنوات للعمل قبل وفاء مدتهم فماذا فعلوا ، فشل في كل المواسم ، ولا عمل لهم يذكر الا ملاحقة الاسفار وتسول اللجان ، الملاعب التي اقيمت اوجدتها الحكومة ، والمباريات التي لعبت احياها الجمهور ، اتحاد فاشل في كل النواحي فلماذا يستميت في البقاء ان لم يكن ساع في طمس اثار جريمة لانه موقن انه لن يفوز ولو اقترعت في الصناديق جيوش نمل المدرجات ناهيك عن عضوية الجمعية العمومية !!
بقلم
محمد حامد جمعة