ضحايا الهجرة الغير شرعية.. موسيقي سوداني: فقدت إثنين من أطفالي غرقا فاصبحنا انا و الحزن رفيقين

الإسبوع الماضي فقدت إحدي الأثر بمدينة أم درمان ثلاثة من أبناءها كانوا وهم في طريقهم الي اوروبا إلا أن الأقدار شاءت ان تغرق المركب التي كانت تقلهم و آخرين في مشهد مؤثر ومبكي لم يتمالكا فيه الأب والأم أنفسهما بعد ان سيطر الحزن الشديد عليهما.
تزايدت في السنوات الأخيرة أعداد الموتي من الشباب من الجنسين الذين حملوا آمالهم وأحلامهم علي سطح البحر عبر الهجرة الغير شرعية والغير مأمونة العواقب ليلقي الغالبية العظمي منهم حتفهم غرقا وسط البحر ليكونوا طعما للحيتان أو يتجمدوا من البرد الذي لا يرحم جسدا،ليتركوا الحزن والاسي في عيون أهليهم الذين بكوا عليهم مر البكاء.
(1)
هناك قصة اخري اكثر حزنا عاش تفاصيلها المواطن موسي محمود علي الحسن الشهير بـ(ابو الشوش)) و التي قلبت حياته رأسا علي عقب وذلك بعد أن تلقي نبأ وفاة طفليه الصغيرين (مؤمن و مهند) اللذين غرقا في مياه السواحل الإيطالية برفقة والدتهما عن طريق الهجرة الغير مشروعة ،وقتها كاد أن ينشق صدره من الحزن بعد أن أدمي فؤاده مر الفراق لإعزاء علي قلبه و فلذات كبده اللذين فرق بينهما الموت.
في الوقت الذي تقاطرت فيه مجموعة من العازفين السودانيين بالسعودية حيث مقر اقامة العازف (ابو الشوش) لإداء واجب العزاء قبل مغادرته الي السودان ثم إلي روما لمزيد من الإستفسار عن مدي صحة الخبر الذي كان صادما بالنسبة له.
(2)
بالفعل شد ابو الشوش والد الطفلين رحاله صوب روما بعد ان اصيب بحالة من الحزن الشديد الإ انه و رغم ذلك لم يفقد الأمل بأن يكونوا أطفاله أحياء فبذل قصاري جهده بالذهاب إلي جزيرة (صقلية) حيث توافر المعلومات لدي خفر السواحل و عدد من الجهات المعنية التي أكدت له صحة الخبر الفاجعة.
وقتها فقط ذرف (ابو الشوش) دموعه بغذارة و هو يبكي طفليه بحرقة شديدة بعد ان تأكد من وفاتهما ليشد رحاله و يعود مرة اخري الي السعودية حيث مقر عمله.


(3)

تحدث (ابو الشوش) لـ(السوداني) و هو منفطر القلب من شدة الحزن قائلا: (لم اكن اتوقع ما حدث فقد كان امر مؤلم بالنسبة لي و كنت اتاهب وقتها للمجئ بهم الي السعودية الا ان والدتهما تصرفت دون علمي و اخذتهما الي القاهرة حيث رحلة الموت و لم اعلم بذلك الا بعد سفرهما،مضيفا (مؤمن و مهند كانا بمثابة العين التي أري بها جمال الحياة و بموتهما أصبحت الحياة بالنسبة لي بلا طعم و لم اتوقع ان تكون نهاية حياتهما بتلك الصورة الشنيعة حتي أصبحت لا استطيع النوم لان صورتهما ما زالت في خيالي و هم حاضرين معي بضحكاتهما و لعبهما البرئ بالرغم من ان الخبر كان صحيحا الا انني كنت مصرا للسفر الي روما لمزيد من التاكد لانني كان بداخلي امل بانهم احياء و بعد ان تاكدت من ذلك بعد رحلة شاقة وقتها حمدت الله علي ما اصابني من مكروه و لا شئ غير الصبر،لذا عبركم أنوه لخطورة الهجرة الغير شرعية التي حصدت أرواح الكثيرين من الجنسين.)

تقرير: محاسن أحمد عبدالله

Exit mobile version