رشح في الأنباء أن الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي بدأ تحركاً بين طرفي التفاوض .. الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
عضو وفد التفاوض حسين حمدي قال إن الوساطة تحاول إزالة العقبات الراهنة التي تحول دون تقدم المفاوضات خاصة فيما يتعلق بملف وقف العدائيات والترتيبات الأمنية.
أعجب والله أن امبيكي كثيراً ما يتحرك في الوقت الخطأ وكم دهشت أنه اعترف لنا في آخر لقاء جمعنا به أنه في إحدى جولاته قبل نحو عام كان ينبغي أن يأتي إلى الخرطوم بعد أن أحرز تقدماً معتبراً حول ملف العدائيات في لقائه بوفد الحركة في باريس لكن تمويل الوفد حال دون متابعة التفاوض.
صدقوني إن قلت لكم أن تلك الواقعة أفقدتني الثقة في تحركات امبيكي بل وزهدتني في أي دور يمكن أن يلعبه.
سنوات عديدة منذ أن تولى ملفات الحرب في السودان جرت فيها عشرات اللقاءات ولا فائدة تذكر.
الآن يتحرك امبيكي لعقد جولة تفاوض في الوقت الخطأ بل في وقت لا ينبغي أن يفكر فيه أي عاقل أو حتى مجنون في أي تحرك.
بربكم مع من يتواصل امبيكي أو فريقه وهو الذي يعلم أن الحركة الشعبية في أبأس أحوالها وقد جرد مفاوضها الأول عرمان من كل مناصبه ولم يعد له أو لرفيقه عقار أي موقع في هياكل الحركة لينفذ ما يمكن أن يتم الاتفاق حوله؟
أقول لحمدي ولوفد التفاوض الحكومي إن هذا وقت الصمت فالكرة الآن في مرمى الحركة والأمر لا يعني الحكومة في شيء بالرغم من حرصها على تحقيق السلام.
أما امبيكي فأقول له عليك الله (روق المنقة شوية) ولا تتحرك إلا بعد أن ينجلي الأمر تماماً فلا تضع وقتك ، بالله عليك ،ووقت السودان فكفانا ما ضاع من زمن في انتظار تحركاتك التي لم نجن منها حتى الآن غير السراب.
با بني علمان ..انصتوا إلى دكتور مصطفى محمود
الدكتور مصطفى محمود أحد أكبر عقول الأمة الإسلامية أمضى وقتاً طويلاً يبحث وينقب في رحلة شك استغرقت كثيراً من عمره إلى أن اهتدى بل بلغ عالمنا النحرير درجة عالية من اليقين سطرها في كتاباته الرائعة التي أنارت الطريق إلى كثير من الضالين والحيارى.
في الأسطر التالية يخاطب مصطفى محمود أعداء الإسلام الحركي المجاهد الذين لا يريدون إلا إسلاماً هيناً ليناً مستكيناً (لا يهش ولا ينش).. إسلاماً يسكت على حروبهم التي يشنونها على ديارنا ومقدساتنا ..إسلاماً يجمد آيات كتاب ربه التي تحرض المؤمنين على القتال دفاعاً عن الأرض والعرض وتنادي بإعداد القوة لمواجهة العدو : (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ).
أرجو أن أترككم مع مصطفى محمود وهو يخاطب الأمة الأسلامية ويذكرهم بما يريده أعداءها فماذا يقول ؟.
———
لا مانع عندهم أبداً من أن نصلي ونصوم ونحج ونقضى ليلنا ونهارنا في التعبد والتسبيح والابتهال والدعاء..
ونقضي حياتنا في التوكل ونعتكف ما نشاء في المساجد، ونوحد ربنا ونمجده ونهلل له ..
فَهُم لا يعادون الإسلام الطقوسي،إسلام الشعائر والعبادات والزهد.
ولا مانع عندهم في أن تكون لنا الآخرة كلها،
فهذا أمرٌ لا يهمهم ولا يفكرون فيه بل ربما شجعوا على التعبد والاعتزال، وحالفوا مشايخ الطرق الصوفية ودافعوا عنهم، ولكنَّ خصومتهم وعداءهم هي للإسلام الآخر!!
الإسلام الذي ينازعهم السلطة في توجيه العالم وبنائه على مثاليات وقيم أخرى ..
الإسلام الذي ينازعهم الدنيا ويطلب لنفسه موقع قدم في حركة الحياة ..
الإسلام الذي يريد أن يشق شارعاً ثقافياً آخر، ويرسي قيماً أخرى في التعامل، ونماذج أخرى من الفن والفكر ..
الإسلام الذي يريد أن ينهض بالعلم والاختراع والتكنولوجيا، ولكن لغايات أخرى غير التلسط والغزو والعدوان والسيطرة ..
الإسلام الذي يتجاوز الإصلاح الفردي إلى الإصلاح الاجتماعي والإصلاح الحضاري والتغيير الكوني ..
هنا لا مساومة ولا هامش سماح .. وإنما حرب ضروس ..
هنا سوف يطلق الكل عليك الرصاص .. وقد يأتيك الرصاص من قوى سياسية داخل بلدك نفسها أو من أقرب الناس إليك.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة