ﺃﻣﺲ ﺍﻧﻔﺮﺩﺕ ( ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ) ﺑﻠﻘﺎﺀ ـ ﻭﺟﻬﺎً ﻟﻮﺟﻪ ـ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﺄﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺭﺩﻫﺎﺕ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .. ﻣﻮﻓﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻬﺔ ﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﺐ ﺑﺨﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﺃﻧﻬﺖ ـ ﺗﻤﺎﻣﺎً ـ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﻓﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ .
ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ـ ﻭﺩﻭﻥ ﺯﻋﻞ ـ ﻇﻠﻠﺖ ﺃﺗﻔﺮﺝ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ ﻟﻨﺎ ( ﻣﻬﺎ ) ﻣﻦ ﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ، ﻭﻧﺸﺮﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺎ .. ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ( ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ .. ﻓﻲ ﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ) ـ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺑﻲ ﺗﻤﺎﻡ ـ ﺑﺘﺼﺮﻑ .
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﻣﻨﺘﺼﺒﺎً ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺑﻜﻞ ﺛﺒﺎﺕ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ، ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺑﻪ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ :
( ﺃﻧﺎﻡ ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺷﻮﺍﺭﺩﻫﺎ .. ﻭﻳﺴﻬﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺟﺮّﺍﻫﺎ ﻭﻳﺨﺘﺼﻢ ) .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻻﺳﻢ ( ﻃﻪ ) ﺭﻧﻴﻦ ﺷﻌﺒﻲ ﺩﻓﺎﻕ ﻛﺎﻑ ﻟﺤﺼﺪ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻂ ﺫُﻛﺮ، ﻭﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺗﻔﻴﺾ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺑﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ( ﺧﺮﻭﻗﺎﺗﻪ ﻭﺧﻮﺍﺭﻗﻪ ) ﻳﺒﺪﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻﺗﻪ ﻓﻲ ﻭﻓﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﻣﻦ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﺗﺸﻤﺦ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻦ ( ﻗﺪﺭﺍﺕ ) ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ( ﺗﺘﻔﻴﻪ ) ﻣﺆﻫﻼﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ .
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﺩﻫﺸﺘﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺒﺮ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎية ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺲ، ﻋﻦ ﻗﻤﺔ ( ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ـ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ) ﺗﻌﻘﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻔﺘﺘﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ـ ﻃﺒﻌﺎً ـ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻗﺮﺃ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .. ﺑﺎﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ .
ﺣﺴﻨﺎً ـ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﻪ ﻳﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻗﺎﺭﺓ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ .. ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻗﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻔﺘﺎﺣﺎً ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ، ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ـ ﻫﻨﺎ ـ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ؟ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻔﺼﻠﻲ ـ ﺟﺪﺍًـ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﺒﺎﺭﻫﺎ ﻳﻌﻠﻮ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ .. ﻓﺎﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ـ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎً ـ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﻘﺮﺑﻪ ﺍﻷﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﻧﺎﻝ ﺳﻄﻮﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻘﻂ ـ ﻫﻨﺎـ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻘﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﻗﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ؟ .
ﻫﻞ ﻧﺠﺤﺖ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻃﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻲ ﺧﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻩ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻜﻮﺳﺎً؟؛ ﻓﻔﻜﺮﺓ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻗﻤﺔ ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ـ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺫﻛﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻭﺗﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ، ﻭﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺗﺴﺘﺤﻖ ( ﺟﻨﺴﻴﺔ ) ﺳﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺃﻛﺜﺮ .!
ﻃﻪ ـ ﺟﺎﻥ ﺃﻡ ﻣﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ؟
عثمان ميرغني