ابنة مانديلا .. عشنا بسلام قبل مجيء البريطانيين والهولنديين

قالت ماكازيوي مانديلا، ابنة زعيم جنوب إفريقيا الأسطوري الراحل نيلسون مانديلا الإثنين، إن بلادها لم تشهد أزمات قبل مجيء (المستعمرين) البريطانيين والهولنديين.

وأضافت مانديلا في حديث للأناضول، أن أجدادها طُردوا بعد اكتشاف المعادن، وأن أغلب شعوب القارة السمراء وعلى رأسها جنوب إفريقيا، يعانون “ظروفا معيشية صعبة للغاية”.

وأوضحت أنه فُرض تصور في جنوب إفريقيا، مفاده أن “ذوي البشرة البيضاء أعلى شأنا من ذوي البشرة السمراء”، وأن هذا التصور ساد في البلاد حتى عام 1994.

وأشارت مانديلا إلى أن تلك الفترة التي سبقت الاستقلال شهدت فيها البلاد “التمييز والعنصرية”.

وأضافت: “السود لم يكن يُسمح لهم بأن يُعالجوا في المستشفيات التي يُعالج فيها البيض، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المدارس، لم تكن هناك مساواة بين السود والبيض”.

واعتبرت مانديلا أنه من الاستحالة نيل الحرية السياسية دون نيل الحرية الاقتصادية، لافتة إلى أن البريطانيين والهولنديين “سلبوا من السود قوتهم الاقتصادية من خلال استعمارهم لدولة جنوب إفريقيا”.

ومضت قائلة: “بصفتي ابنة نيلسون مانديلا، أريد أن أوضح أن أبي لم يكن الشخص الوحيد الذي ناضل من أجل حرية إفريقيا، فكفاحه آتى أكله (حقق غايته) بفضل أصدقائه الذين وقفوا إلى جانبه أيضاً”.

ونوهت إلى تغييرات شهدتها القارة السمراء في الأعوام العشرين الأخيرة من حيث الحرية، واستدركت بالقول: “لكن ذلك لا يعد كافيا”.

وأردفت: “نحن بحاجة إلى قياديين أفارقة مسلحين بالشجاعة، فلدينا من الثروات مثل الذهب والألماس والغاز الطبيعي والبلاتين والفحم”.

وخلال الفترة من 1948 إلى 1994، كانت جنوب إفريقيا هي الدولة الوحيدة في العالم، التي تقر سياسة الفصل العنصري بين البيض والسود، الذي تمسك به الحزب الوطني في “بريتوريا”.

وسقط هذا النظام، بعد احتجاجات داخلية واسعة ورفض دولي، ليتولى نيلسون مانديلا الحكم، بعد أكثر من عقدين في السجن.‎

قبع مانديلا في السجن 27 عاما، معزولا ووحيدا بعيدا عن عائلته، لكنه واصل نضاله ضد نظام التمييز العنصري في بلاده.

وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، وهو الأمر الذي تحقق عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة.

وتلقى مانديلا الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، وحصل على أكثر من 250 جائزة، منها جائزة “نوبل” للسلام، وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من “النظام السوفييتي”.

وكالة الأناضول

Exit mobile version