لستُ غاضباً بسبب عدم مشاركتي في الحكومة
مبارك الفاضل يتمسك برأيه وينظر لقيادات حزبه بدونية
الفرق بين مبارك الفاضل والصادق الهادي كالفرق بين أحمد وحاج أحمد.
بصورة مباغتة، تفجرت الخلافات داخل حزب الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل بعد البيان الغاضب الذي أخرجه القيادي بالحزب عبد الجليل الباشا والذي كشف فيه عن خلافات عميقة داخل الحزب مع انفراد مبارك الفاضل بكل القرارات المصيرية داخل الموسسة الحزبية.
بالمقابل كشف الباشا عن وجود خلل تنظيمي كبير داخل حزبهم جراء انفراد الفاضل بكل قرارات الحزب والنظر بنوع من الدونية لقيادات الحزب، وقال الباشا إن كل الخيارات واردة في المرحلة القادمة من ضمنها الخروج من الحزب وتأسيس كيان جديد .
حوار: عبد الرؤوف طه
ـ بعد هجومك العنيف على مبارك الفاضل، هنالك أنباء عن اقترابك من حزب الأمة بقيادة الصادق الهادي؟
هذا حديث ليس له أي أساس من الصحة وكان عليه أن يتحدث عن مضمون القضايا التي وردت في البيان والحديث عن انتقالي لحزب الصادق الهادي حديث ليس له أي معنى .
ـ الشاهد في الأمر أن الخلاف بينكم وبحسب البيان خلاف تنظيمي بحت؟
نحن تحدثنا عن قضايا سياسية وتنظيمية وفق حيثيات، ومن أراد أن يرد على البيان عليه أن يفند هذه الحيثيات.
ـ مارست الصمت طوال الفترة الماضية ثم أخرجت بيانك الغاضب؟
نحن سودانيون نعمل وفق قيم وعادات وتقاليد وسعيتُ لمعالجة المشكلة بصورة شخصية وأجريت اتصالات مباشرة مع مبارك الفاضل وبعدما فشلت في مهمة معالجة القضية تركت الفرصة لبعض المقربين أن يعالجوا القضية وتدخل عدد من القيادات ولكن الأمور تراوح مكانها.
ـ لماذا فشلت كل المحاولات في حل الإشكالية؟
هو يظن أن رأيه هو السائد ويجب أن يسود وبالإضافة لنظرته الدونية للقيادات والكوادر والظن بأنهم ليسوا ذوي قيمة أو تأثير لذا هو لا يتنازل عن آرائه أو قراراته بأي حال من الأحوال .
ـ بمعنى مبارك أن الفاضل لا يسمع لآرائكم مطلقاً؟
كانت هنالك جلسات مشتركة لحل القضايا ولم نصل لحل، ونحن شركاء لا أُجراء، التقينا على فكرة وإذا لم يكن البعض مؤمناً بقيم ومعاني الفكرة يجب إعادة النظر فيها ومبارك الفاضل هدم الفكرة التي التقينا من أجلها .
ـ البعض يرى أن الصراع الحالي صراع مناصب بعد مشاركة الحزب في الحكومة؟
ليس صراعاً على المناصب بقدر ما هو صراع مؤسسات وحينما دخلنا الحوار الوطني كنا نهدف لتحقيق السلام والتحول الديمقراطي والإجماع الوطني، خلاف ذلك سيكون الحوار بلا معنى.
ـ عفواً حزبكم حقق من الحوار المشاركة في الحكومة وما زال السلام غائباً؟
قضية المشاركة في الحكومة لم تكن واردة ضمن خيارات حزبنا.
ـ لماذا شاركتم في الحكومة؟
المشاركة كانت وسيلة.
ـ المشاركة خلقت صراعات وتصدعات داخل الحزب؟
شكل المشاركة الحالية ليس هو الشكل المتفق عليه داخل الحزب.
ـ بمعنى؟
كنا نتحدث عن مشاركة حقيقية وليست مشاركة صورية وكنا نتحدث عن معانٍ مشتركة يجب أن تتحقق على أرض الواقع، ولكن كل الأشياء التي تحدثنا عنها أصبحت هباءً منثوراً.
ـ نفهم أنك لست ناقماً على عدم مشاركتك في السلطة؟
في 2004م حينما تمت إقالة مبارك الفاضل من الحكومة أنا الشخص الوحيد الذي دفع باستقالتي من الوزارة من أجل حماية ظهر مبارك الفاضل ولو كنت أريد المناصب أو المكاسب الذاتية لما تركت الوزارة وكانت أمامي فرص البقاء كما فعل آخرون وما زالو مستمرين في السلطة .
ـ هل عرض عليك مبارك الفاضل فرصة للمشاركة في الحكومة؟
كانت أمامي فرصة دخول المجلس الوطني الذي يضم وزراء اتحاديين، ولكن نحن أصحاب معانٍ وقيم لا يمكن أن نتركها من أجل المناصب لذلك اعتذرت عن دخول البرلمان لأن طريقة الاختيار لم تكن ديمقراطية والمنهج نفسه كان غير ذي قيمة ولا يمكن أن أقبل بموقع مقابل الموافقة على أشياء غير سليمة .
ـ الشاهد في الأمر أن مبارك الفاضل أدمن الصراعات التنظيمية منذ خروجه من حزب الأمة في 2002م.
ـ إلى أي شيء نعزو هذه الخلافات؟
نحن التقينا حول فكرة الإصلاح الحزبي من أجل إيجاد الديمقراطية والإصلاح الحزبي واحترام الرأي والرأي الآخر داخل الحزب وخلق برنامج للحزب يؤثر على الوضع السياسي في البلد، ولكن طبيعة الانفراد بالرأي دائماً تخلق إشكالية في العمل العام .
ـ هل نتوقع انضمام عبد الجليل الباشا لأي حزب من أحزاب الأمة وفك الارتباط مع مبارك الفاضل؟
في البيان رد على القضايا ذات الطابع التنظيمي والشخصي ولعبت هذه القضايا دوراً في ذلك، وأعرف كل تبعات هذه القضايا، أما موقف خروجي من الحزب والانضمام لحزب آخر فهو متروك للتشاور مع الآخرين. وبعدها لكل حدث حديث .
ـ بمعنى أن الخيارات مفتوحة؟
لا يمكن أن أتخذ أي قرار دون التشاور مع الآخرين.
ـ ما زال السوال قائماً؟
نعم، الخيارات مفتوحة وسنتشاور مع المقربين من حولي حول عدة خيارات وربما نبقى مع الإصلاح وربما نقود تياراً جديداً وربما نخرج، هذا متروك للتشاور مع الآخرين.
ـ بعد إصدارك للبيان الصحفي هل تحدث معك مبارك الفاضل؟
تلقيت عدة مكالمات من شخصيات مختلفة ولكن لا أدري هل اتصلوا بناء على رغبة مبارك الفاضل، أم مبادرات شخصية .
ـ ما الذي دار داخل المحادثات التي تلقيتها؟
طلبوا مني فرصة للتشاور مع مبارك الفاضل ومن ثم معالجة الخلافات.
ـ هل هنالك فرصة للتصالح؟
نحن لم نختلف في قضايا شخصية بل اختلفنا في قضايا تنظيمية وسياسية بالتالي مسألة التصالح مع مبارك الفاضل متروكة للتشاور مع آخرين، وأنا لا أتخذ قراراً منفرداً في قضايا عامة، وإذا فعلت ذلك يصبح عاراً علينا لأنني أنأى عن اتخاذ القرارات بصورة انفرادية .
ـ هنالك من يقول إنك تملك قواعد جماهيرية في كردفان لذلك تمارس نوعاً من المناورات والتهديدات على قيادة الحزب؟
المسألة ليست مسألة ضغط بل المسألة هي العمل من أجل بناء حزب فعال يعبر عن قضايا الجماهير وطرحنا الفكرة في كل السودان ليس في كردفان وحسب ووجدنا تأييداً وتجاوباً منقطع النظير، ولكن حينما تكون هنالك فجوة بين النظرية والتطبيق ستكون هنالك مشكلة عصية، شخصياً أومن بأي نظرية وأعمل على تطبيقها لذلك كنت مؤمناً بالإصلاح الحقيقي نظرياً وعملياً، لذلك إذا استمررنا فيما يحدث بالتأكيد نحن نمارس خداعاً على أنفسنا .
ـ لماذا لا تسعى لتأسيس حزب بعيداً عن بيت المهدي؟
هولاء الأشخاص يظنون وخاصة مبارك الفاضل من خلال تفكيره يظن أن أي شخص من غير آل المهدي لا يمكنه أن يفعل شيئاً وحينما تعبر عن قضية محددة أو موقف محدد يتم تجاهل القضية الأساسية وبالتالي يقولون فلان سيذهب لحزب الصادق الهادي لأن هنالك انطباعاً سائداً في مخيلتهم بأننا خلقنا لنكون تبعاً لهم، لذلك هو يظن بأننا لا نملك آراء وقضايا ونؤمن بهذه القضايا وهو ينسى أننا نملك القدرة، قدرة عن التعبير عن القضايا التي نؤمن بها ولذلك كلما اختلفنا معهم يظنون أننا لن نخرج من بيت آل المهدي.
ـ إذاً لا فرق بين مبارك الفاضل والصادق الهادي المهدي ؟
لا فرق بينهم مثل أحمد وحاج أحمد .
ـ سؤالي، هل يمكنك تأسيس حزب بعيداً عن بيت المهدي؟
كل الاحتمالات واردة، لا يوجد مانع في تأسيس حزب بعيداً عن بيت المهدي، ولكن هذا الحديث سابق لأوانه.
اخر لحظة