الشيخ سليمان الراجحي .. اطال الله عمرك
مرت على «أخبار اليوم» منذ صدورها في تسعين القرن الماضي نحو خمسين عيدي فطر وأضحية لم تكف فيها مطابعها عن الدوران على غير ما ألف الناس احتجاب الصحف فيهما والجمع وعطلات غيرهما عديدة بعضها من بنات أفكار أنظمة حكم تعاقبت منذ لدن استقلال بعد لم يكتمل كما يراه جلنا إن لم يكن كلنا. والصدور في سوداننا غير أيام العطل غير مربح ومريح دعك فيها والخسائر تتعاظم وتتفاقم كورم سرطاني. ولن ندعي إفلاطونية نغني بها على هوى الرسالية المهنية بعيدا عن الربحية التجارية، فمهنة لا تحقق الحد الأدنى من العوائد استمرارها صعب وعصرنا الماثل شهد تهاوي عرش عدد من الصحف لأسباب اقتصادية نعلمها ولازلنا نعمل على مقاومتها في بحر متلاطم الصعاب والتحديات وطريق ذي شجون تتخللها حفر ومطبات وبالكاد يفلح الناشر بالإمساك بالدفتين وحاله حال المستغيث عرض بحر لا حياة فيه لمن تنادي. فالصدور في غير أيام العطلات ينطوي على خسائر جمة فضلا عن عدم التوافق على نهج صحفي يرتضيه الجميع لا يتحكم فيه فريق مع غياب رؤية واضحة في كل شيء تفضي لحالنا المتردي في كافة المناحي والصعد. فما بالكم والصدور في عطلات تقصر وفي الغالب تطول في بلد أزمته ضعف الإنتاج، فتتردى الإنتاجية الصحفية مع ضيق مساحات التوزيع وطرائقه المتخلفة وكلفة النقل والترحيل الباهظة للعاصمة دعك من الولايات وتلك حدوتة كبرى، أما الحديث عن ضعف الإعلان وانعدامه في العطلات يزيد من معدل خسائر الصدور اليومي وسدها من موارد ذاتية والجمل فطرة يأكل من سنامه والإنسان إن قوي فإنما لفترة قصيرة. والمعادلة فزورة وفاعلها إما مدعوم أو مجنون إن واصل كحالنا الصدور خدمة لرسالية ليس مرضيا عنها من الكل بطبيعة البشرية. والصدور في العطلات بقوة ضعيفة مدفوعة الأجر مع استمرار مرتبات الغائبين عن العمل بقانون العطلات يزيد من كلفة الصدور وتكبيد الناشر خسائر مالية فادحة إزاء استمرار جفاف أو تجفيف الإعلانات. تجتمع وتتكالب هذه مع تلك لتجعل الصدور في العطلات آية من الجحيم يرتضي خوضها مؤمنون بأهمية دوام الصدور بحسبانها خدمة للبلاد والعباد جزاهم الله خيرا يعملون في ظروف صعبة وبالضرورة تقع هنات وترتكب أخطاء ويشهد تاريخ الصدَور بأنها نادرة وإن وقعت فغير مؤثرة على مدار نحو ثلاثة عقود مضت، ولكنها وقعة الشاطر وغلطته ارتكبناها حتف حرصنا وتدقيقنا وتفحيصنا وتمحيصنا حتى علا كعب مصداقيتنا وصار الخبر في أخبار اليوم هو الخبر، وانسحبت مصداقيتنا بالأمس على بعض وسائل التواصل الاجتماعي الميديا الجديدة بنشرنا لشائعة سخيفة أصبحت في زماننا راتبة، ناشر أو ناشرو الشائعة كادوا أن يضللوا حتى صحفا سعودية كما حدثنا زملاء هناك وقد أوحوا بصورة أو أخرى أن واس هي مصدر خبرهم بل شائعتهم وواس منها براء بينما وقعنا نحن وعدد من المواقع الأخبارية السعودية في الفخ ومن كلفناه بالتحقق من الخبر وهو محل ثقتنا ولازال انطلت عليه الحيلة فأكد لنا صحة الخبر الذي تحصلنا عليه بذات حرصنا وتوجسنا وما ترددنا ووضعنا خبرا عن وفاة الرقم والرمز والعلم السعودي ومن قبل الإسلامي والعربي الشيخ سليمان الراجحي ضمن خطوط الأمس العريضة لنفاجأ صباح اليوم التالي بأنه مجرد شائعة سخيفة وقعنا في شراكها وحبالها رغما عن شديد حرصنا حتى في التعامل مع أصغر الأخبار دعك من خبر بحجم عميد أسرة الراجحي وما أدراك ماهي الممتدة في كل صقاع وبقاع الدنيا، وشعارنا الخالد المصداقية مقدمة على الأسبقية خاصة في شؤون ذات أبعاد إنسانية ولكننا بشر خيرهم الخطآؤون التوابون، فلن ندعي كمالا يعصمنا من الوقوع في الزلات كشأن البشر في أي مجال وبون شاسع بين الوقوع في أخطاء لمرات معدودات غير مقصودات وبين تكرارها مع سبق الإصرار والتعمد ونربأ بأنفسنا أن تكون هذه مدرستنا، فبكل احترام وتقدير نعتذر لآل الراجحي لما ألحقناه بهم من ضرر غير مقصود ونهتبل السانحة وإن كانت غير طيبة لنقول بضع كلمات في حق الرجل مع الدعاء له بطول العمر في طاعة الله.
والشيخ سليمان الراجحي اسم محفور في الذاكرة السودانية المعاصرة وكثيرون من أبناء بلادي في مغتربهم بأرض الحرمين الشريفين التحقوا بمؤسسات الراجحي فآوتهم وفتحت أمامهم أبواب العمل وكانوا هم نعم السفراء الذين حازوا على رضاء القائمين على مؤسسات وشركات وبنوك الراجحي وغيرها من وسائل وسبل كسب العيش الكريم، فأسست هذه العلاقة العملية نواة المحبة بين السودانيين والشيخ سليمان الراجحي الذي بدوره مهرها بالشروع في الاستثمار في بلادنا بفقهه القائم على منفعة الناس وفتح آفاق وفرص الحياة الطيبة أمامهم بلا من ولا أذى وبعيدا عن الإعلام ابتغاء لمرضاة الله غارسا كل القيم النبيلة والفاضلة في آل الراجحي حتى صار أي منهم الشيخ سليمان مما فتح على بلادنا من نعم وآلاء الراجحي التي حازوها بفضل من الله وبالعمل على التطوير المستمر لرفعتها بالعلمية والمنهجية والانفتاح على تجارب ومعارف الآخرين للابتداء من حيث انتهوا، ففي كل مجالات وأوجه الحياة العملية الاقتصادية فاقوا الآخرين وبزوهم وبثوا فيهم روح المدافعة والمنافسة لصالح الإنسانية بحصاد علامته وماركته المسجلة الجودة والامتياز، وأعمال الراجحي اقتصادها من محاور الارتكاز في إطار الحركة الكلية للمال والأعمال في عالم اليوم الذي تتأثر بورصاته صعودا وهبوطا وحتى انهيارا بمجريات الأحداث والوقائع داخل مجموعة شركات الراجحي فما بالكم بإشاعة قميئة بئيسة عن رحيله عن دنيانا وأمثاله من الأخيار والأماثل لا يخشون لقاء الله وقد أعدوا العدة لذلك لا تهزهم ريح إن هبت في ما هبت على جبل موتود ولا إشاعات مغرضة ضلل مروجوها ليس أخبار اليوَم وحدها إنما عددا من الوكالات ومواقع و مظان الأخبار التي لا تحصي ولا تعد وهذه الطامة الكبرى في عالم اليوم الذي تتسبب فيه الكثير من الطوارف في ربكات ودربكات يختلط فيها الحابل بالنابل، ولا ينفي ذلك وقوع أخطاء في والوسائل الإعلامية التقليدية التي لازال الاعتزاز والاعتداد بها قائما وماثلا وتحتاج لتعديل طبيعتها للمواكبة ويصعب جدا على أية دولة بالمفهوم العصري أداء مهامها في حال غياب هذه الوسائل الإعلامية والشاهد أثر أخبار اليوم في إضفاء صدقية على خبر كان مجرد إشاعة في وسائل الميديا الجديدة التي باتت تنجح بمشاغباتها التي لا يحدها قانون ولا حدود في إحداث ربكة تزول بصدور الصحف في اليوَم التالي بالحقيقة لذا ما اقترفناه في أخبار اليوم عظيم في حق شخصية رمز في بلادها وقارتها وإقليمها بل العالم قاطبة، وحسبنا أن الشيخ سليمان عبد العزيز الراجحي صاحب الاستثمارات الضخمة في بلادنا والتي تقدر من متابعاتنا بنحو مليار وخمسمائة مليون دولار حبا في السودانيين الذين يبادلونه من ذات المعين ويتابعون استثماراته في العاصمة والولايات صناعات متقدمة بمنتهى ما وصلته تكنولوجيات اليوم ومؤسسات وشركات في مختلف المجالات لتنفتح فرصا للعمل داخل البلاد التي يمنحها السمكة والشبكة، غير ذلك فإن للشيخ الراجحي وعدا بإدخال عشرة آلاف فسيلة نخيل ليكون السودان خلال سنوات أربع أكبر مصدر للتمور فضلا عن استثماراته في الثروة غير الناضبة قمحا وأرزا وأبقارا عبر مشاريع شبه خيرية يعود ريعها للسودانيين. وللرجل الراجحي نظرة بأن السودان فيه من الخيرات التي تستحق الاحتفاء والانتشار لأجلها فكل أرجائه في نظره استثمار جدير بالاحتفاء ومن قبل وبعد بالإنسان، ومما نعلم أن نائب رئيس الجمهورية قد بادل احتفاء الشيخ الراجحي باحتفاء مماثل وأعلن عن تكوين لجنة عليا لمتابعة استثماراته لتنساب في بلادنا خيرا وفيرا عميما، فالتحية والتقدير لآل الراجحي ولكل المنتسبين لأعمالهم داخل وخارج بلادنا لإعلائهم من قيم الجودة والانضباط حتى أصبحوا ومنتوجهم ماركة مسجلة وعلامة فارقة موقعة وممضية باسم الشيخ سليمان الراجحي أطال الله عمره في طاعته وله ولكل محبيه العتبى حتى يرضوا، وبقدر ما شقينا بالوقوع في فخ الشائعة المنصوب بعناية، سعدنا كذلك لأنها فرصة لحديث عن رجل أبعد ما يكون عن الأضواء ودوائر الإعلام ابتغاء للأجر بمنفعة الناس خفية ولواذا وحسبه أعماله باسمه ناطقة.
عاصم البلال
اخبار اليوم عدد الجمعة 30 يونيو 2017م