يتميز السودانيون بعادات وقيم كونت ثقافة محلية خاصة بهم , كل فعل فيها وكل سلوك داخلها وكل قيمة معنوية او مادية تؤشر فقط لاهل السودان ( كرم شجاعة بساطة كبرياء تضحية نكران ذات بسالة رجولة الخ..) صفات وعادات لاتشبهها الا القلائل من العادات المشتركة العربية او الافريقية .
يودع بعض السودانيون ايام الفطر وقبل يوم واحد من دخول شهر رمضان المبارك بعادة تسمى (خم الرماد) وهى عادة حرفت سلوكها مؤخرا فى العقدين الاخيرين اذ انها عادة درجت حبوباتنا وعماتنا ان يقمن بجمع (خم) ما تبقى من بقايا حطب عواسة الحلومر حيث كن لاينظفن مكان العواسة بعد الانتهاء من اعداد الحلو مر وهو مشروب رمضانى لايضاهيه مشروب , وكانن يقولن (الليلة خم الرماد ) وهو م تبقى كما ذكرنا من بقايا العواسة , وصار اليوم سلوكا اخر تظهر فيه سلبية ملحوظة .
ايضا درج السودانيون ان يقيموا (رحمتات) وهى عادة طيبة تجمع ما بين الكرم والتصدق والاحتفال على مستوى الحارة او الفريق او القرية او الاسرة او العائلة فى اخر (خميس) فى شهر رمضان والذى يليه مباشرة (الجمعة اليتيمة) وهى اخر الجمع حيث لا اخت لها ولااخ ..
،فقد درج السودانيون الصائمون على التوسعة على أسرهم الخميس أو الجمعة الأخيرين من شهر رمضان بذبح المواشي وزيادة جرعة الغذاء في ذلك اليوم المختار والذي يعرف بالخميس أو الجمعة اليتيمة لجهة عدم تكرارها والناس صيام فكثير من السودانيين يعتبر الخميس أو الجمعة الأخيرة من رمضان يوما للتوسعة في الأكل والشرب لأفراد أسرهم ومن يعولون بجانب اتخاذها فرصة وسانحة طيبة للتصدق على الموتى عبر وليمة خاصة يدعى لها الفقراء والمساكين وذوي القربى بالرغم من أنه ليس لما تعارف عليه السودانيون بالرحمتات أصل في الدين من حيث الكتاب والسنة غير أن الغالبية العظمى تتعامل معها من اثر السلوك الإنساني المستمد من روح الإسلام وجوهره القائم على التراحم والتوادد ومد أواصر التعاون
يصدح الاطفال :
اتات .. تات الرحمتات
ادونا تلات بلحات
تين تين … أدونا لحم ميتين
هذي عبارات .. وأهازيج .. صفافير … مع طرقات الأواني والعلب ….لأطفال يركضون في الشوارع يرددون الكثير من العبارات وهم في قمة النشوة, وتعد الاسر هنا وهناك هذه الرحمتات وهى مأدبة من أرز ولحم وب(موية بلح) .. يطوفون من أجلها في شوارع الحي ..الصفافير تملأ الشوارع.. يطرقون الأبواب وذلك طلباً لتلك الوجبة الساخنة , ويقول الاطفال
الحارة مابردت ..ست الدوكة مافركت
صابونة صابونة ست الدوكة مجنونة
ادونا الحارة ولانفوت ولانكسر البيوت
يدعو الناس فى هذا اليوم لجميع المتوفين .. وهي نوعاً من الوفاء للأجداد والموتي .. أستمد السودان هذه العادة من كونه دولة أفريقية بأعتقاد الأنسان الأفريقي في أرواح الأسلاف فيقال أن أرواح الموتى تهبط في هذه الليلة طلباً للرحمة وأيضاً من باب السنة والصدقة إضافة إلى أنها تمارس في الكثير من البلدان العربية لكن تقام عندهم في منتصف رمضان وكلمة الرحمتات تعني الرحمة أتت أو الرحمة للميتين .. ومايعزز هذه العادة أن الإسلام يدعو إلى أطعام المساكين (( أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلو والناس نيام .. تدخلو جنة ربكم بسلام …)) و تختلف طريقة إعداد هذه الوجبة من حيث الحالة المادية والطقوس المصاحبة فهناك من يوزع الطعام على المساكين والمساجد وهناك من يعطي مايملك وهناك من يذبح ويقيم الولائم وكل هذا بنية التصدق والرحمة للمتين .. فهي مصدر رحمة للموتى وزهو وفرح للملائكة الصغار الذين كانو يملأون الشوارع إلى وقتٍ قريب
الرحمتات عادة سودانية قديمة ودائماً يكون زمنها آخر يوم خميس في رمضان وتليه (الجمعة اليتيمة) كما يحلو للسودانيين تسميتها ، وهي آخر جمعة في شهر رمضان، وغالباً تذبح فيها الذبائح عند ميسوري الحال، أو تشرى اللحوم لصنع الثريد (الفتة) ويصنع فيه عصير البلح بطريقة سودانية فريدة، وكلمة رحمتات في الأصل من كلمتين: الرحمة تأتي وذلك لكثرة التصدق بنية التقرب الى الله في ذلك اليوم.
لذلك تعتبر من العادات الجميلة التي تمثل روح التكافل والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد الا ان هذا التراحم بين الناس لا يحتاج الى اوقات محددة لكن جرت العادة على ان يتصدق الناس على الاطفال والفقراء في يوم الرحمتات لاعتقادهم ان الصدقة في هذا اليوم تصل الى روح الميت. والرحمتات كعادة مرتبطة برمضان في طريقها إلى النسيان لما كانت تتمتع به من مكانة في قلوب الشعب السوداني
كتب- سعيد الطيب – صفاء ابو القاسم
الخرطوم 22-6-2017م (سونا)