السؤال
أنا معلمة ومتزوجة منذ 2006، ولدي ولد وبنتان، والدتي توفيت قبل زواجي، ووالدي ليس حنونًا، وكذلك إخوتي، فهم لا يزورونني إلا في العيد ولا يتواصلون مع زوجي إلا في العيد، ومقصرون في حق زوجي …مثلًا: يقومون بعمل عزيمة واحدة في رمضان، وبقية أيام السنة لا عزائم فيها، وزوجي يشعر بتقصيرهم وأنا كذلك، لكني أزورهم من فترة لأخرى.
المشكلة أن زوجي عند الغضب يجرحني بكلامه يقول إنني نكرة، ولست ذات قيمة، وأن زواجه مني كبطيخة بيضاء!! لا أظهر تأثري أمامه، لكني سرعان ما أبكي بعد ذهابه وأكره وضعي ونفسي لدرجة أنني أتمنى الموت، كيف أستعيد احترامه؟ وكيف أجعله يكف عن كلامه الجارح؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:
فإن تفادي غضب الزوج مطلب، كما أن عدم التأثر بكلامه حال الغضب من الأمور المهمة، ونسأل الله أن يعين محارمك على حسن التواصل مع زوجك، ولا أظن أن هناك ما يمنع من إشعارهم بحاجتك إلى قربهم وإلى اهتمامهم.
ولكن دون إعلامهم بكلام زوجك عند الغضب، والعاقلة مثلك تحافظ على أسرار بيتها وتتواصل مع أشقائها ومحارمها، وننتظر من إخوانك ومحارمك مزيدًا من الاهتمام، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
ومما يساعدك في تصحيح الصورة وتغيير أسلوب الجفاء من قبل محارمك: الاجتهاد في معرفة أسباب ذلك، فربما فقط لأنهم لم يتعودوا، وربما كان السبب ماديًا، فبعض الناس يرى أن العزائم مكلفة، وربما يكون انشغالهم أو طبيعة أعمالهم هي السبب، وربما وربما..
وعلى كل حال: إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب، ولا شك أن حسن تبعلك لزوجك، وقيامك بحقه وتقديرك لأهله، وأضيافه وأصحابه، مما يعوض التقصير الذي يراه من قبل أهلك ومحارمك، وإذا كان لأهلك أعذار، فيمكنك بيانها لزوجك، ونأمل أن يتفهم ذلك.
وننصحك باختيار الأوقات المناسبة، والألفاظ المناسبة لمحاورته، واجتهدي في إيجاد برامج اجتماعية هادفة، واقتربي من زوجك، وأشعريه بالتقدير والاحترام، وسوف يغمرك بالحب والأمان.
وأرجو أن يتذكر أنه متزوج منك، وأن سعادته مرتبطة بك بالدرجة الأولى.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل مؤلف القلوب أن يؤلف بين زوجك ومحارمك، وأن يعين الجميع على طاعته.
والله الموفق.
د. أحمد الفرجابي
المشكاة