صادفت أمس هياجاً على الفيس بوك بسبب حلقة كاميرا خفية مع لوشي.
لم أستطع كتمان فضولي هذه المرة. مر بي اسم لوشي كثيراً وكنت أظنها ممثلة هندية يكثر من ذكر جمالها الناس. دخلت على مواقع البحث فعرفت ما جهلت، وأن لوشي فتاة سودانية تعمل بالاعلام واشتهرت على وسائل التواصل بجمالها. حتى إنني قمت بعمل متابعة لحسابها على انستجرام!
المهم .. وجدت حلقة برنامج الخدعة التي تعرضت لها لوشي. وهي خدعة – إن كان هناك غيري لا يعرف – تقوم على مطاردة أشخاص للسيارة التي بها لوشي ووالدتها، ويعتدون على السائق ( المشارك في الخدعة ) ويرشون عليه ما يبدو انه دم. والمفروض ان نشاهد ردة فعل لوشي ووالدتها والذعر الذي يصيبهما.
حسناً .. سأرجع إلى الوراء .. أذكر برنامج كاميرا خفية بدأ في السودان قبل أعوام .. كانت فكرته التصوير في بقالة سعودي بالرياض، وأن يأخذ البائع الحساب من الزبون ثم يدعي انه لم يدفع. وتصور الكاميرا غضب الزبون وحيرته! رجل وقور بجلباب أبيض أفسد عليهم الحلقة وشتمهم قبل وبعد أن أخبروه انها كاميرا خفية. الرجل لم يقبل التشكيك في ذمته ولو على سبيل المزاح، واظهاره كلص بقالة يحاول الادعاء انه دفع ثمن سلعة ليهرب بها.
بعد سنوات قليلة من هذا البرنامج قدمت احدى القنوات الجديدة ( ولعلها كانت قناة الخرطوم ) حلقة أكثر وحشية حين نزل طاقم التصوير إلى شارع الدكاترة بام درمان واخذ يستوقف المارة ويدعي ان الواحد منهم فاز برحلة عمرة مدفوعة التكاليف من الثري المعروف صلاح ادريس. ويتقدم أحد الممثلين مدعياً انه مدير أعمال صلاح ادريس. وتصور الكاميرا سعادة الضحية وشكره لصلاح ادريس. قبل ان يضحك افراد البرنامج ويقولون له كنا نمزح معك !!
أثارت الحلقة غضب كثيرين وتوعد صلاح ادريس بمقاضاة المنتجين.
والآن يأتي هذا البرنامج الرمضاني المعتمد على اثارة ذعر الضيف!
لا أعرف ماذا سيكون رد فعل فريق البرنامج لو أصيبت واحدة من الضيفتين بالاغماء أو تصرفت تصرفاً مذعوراً. كأن تحاول الفرار بالسيارة فتدوس على أحد المارة. انها تهرب بحياتها فلا مجال للتفكير. أو لو قفزت من السيارة لتضرب أحد المشاركين في البرنامج فتصيبه اصابة قاتلة او على الاقل تسبب له ضرراً. ماذا لو دخلت في صدمة نفسية وهي تشاهد ما تظنه عملية قتل لشخص كانت تتحدث معه قبل ثوان ثم يقتل جوارها؟
ما المضحك واللطيف في اثارة الذعر هذه؟
أها .. انه رامز جلال بالتأكيد. الجميع يحاول تقليد رامز. الذي يضع ضيوفه في طائرة تسقط مرة او مركب تهاجمه القروش مرة او بناية محترقة مرة. المشكلة ان برنامج رامز يتفق مع أغلب الضيوف فتظهر حلقاته تمثيلية غير حقيقة. كما ان له تمويلاً كبيراً جدا يمكنه من احكام عوامل السلامة، كما يدفع للضيف مبالغ طائلة ترضيه عن أي خدعة يحس بها. هل يوجد شيء كهذا في البرنامج السوداني أم الشبه فقط في سادية رامز وتحفيز روح الشر لدى المشاهد؟
ان نجلس لنشاهد فيفي عبده تغرق في رمال متحركة او احمد السقا محاصر من أسد أو بيومي فؤاد يهرب من مبنى تشتعل فيه النيران. برنامج رامز يلعب على سادية المشاهد الذي يشعر بالرضا حين يشاهد هؤلاء المشاهير في مأزق ويصرخون من الخوف، بينما ضميره مرتاح لأنه يعرف ان الخطر غير حقيقي.
مقالب الكاميرا الخفية يفترض فيها ان تكون مقلباً مضحكاً لطيفاً حتى لو اعتمد على “الخلعة” لوهلة. لكنه لا يمكن أن يتحول لتجربة مرعبة سادية، أو فضح لحوجة الناس واذلالهم بانهم تلقوا هدية مالية مكذوبة، ولا بمضايقة العابرين بوضعهم في مأزق محرج والضحك عليهم.
العالم يعرف برامج الكاميرا الخفية منذ السبعينيات من القرن الماضي. وفيها ما هو سادي متوحش وما هو لطيف مضحك خفيف الدم.
لا أفهم سبباً لاختيارنا السادية والوحشية. ولم أشعر وأنا اشاهد حلقة “عليك واحد” بأي رغبة في الضحك وأنا أشاهد فتاة وأمها يعانين من الذعر ويصرخن بخوف على حياتيهما. كما لم أجد غناء فريق المقالب “يا لوشي اوعي تدوشي” وحركات العااا عووو مضحكة ولا مفهومة أصلا!!!
عموماً .. البركة في انستجرام لوشي.
بقلم
حمور زيادة