*طار من الفرح عند نقله إلى ثانوية بنات..
*وبعد أشهر طار من الفرح عند نقله من ثانوية البنات هذه..
*وهذا الذي حدث لزميل دراسة ليس لغزاً من ألغاز الرياضيات التي يُدرِّسها..
*فقد تمنى منذ لحظة تعيينه أستاذاً أن يكون في بيئة (رقيقة)..
*بيئة تتلاءم ورقيق طبعه المحب للطافة…والأناقة…والنظافة…والكياسة..
*وهذه البيئة أبعد ما يكون منها أولاد رماه حظه في (فصولهم)..
*أو رماهم حظهم- هم – في سكة معلم دائم التذمر من كل ما هو (دشن)..
*وبعد شهر في ثانوية البنات تمنى العودة إلى (الدشنين)..
*إلى الذين لم يلفت انتباههم – ولو مرة- بنطلونه الواحد…وقميصاه الاثنان..
*وكره مفردة (اليتيم)…..إشارة إلى بنطلونه اليتيم..
*فكل بنات الفصل- دونما استثناء- لاحظن (وحيده) هذا…وتغامزن بهذه المفردة..
*وقبل أيام كشفت ميشيل أوباما سراً عجيباً عن زوجها..
*قالت إنه لم يرتد طوال فترة حكمه سوى بدلة (وحيدة) في المناسبات..
*وزوج حذاء (يتيم)…..لم يكن ينتعل غيره..
*يعني الرئيس السابق لأقوى دولة في العالم كان مثل صديقي أستاذ الرياضيات..
*كان مثله ، يتيم البنطلون…..وحيد الحذاء..
*وتتساءل ميشيل متعجبة: كيف لم يكتشف العالم ذلك؟..
*لا أهل الصحافة…ولا السياسة…ولا العلم…ولا الفن…ولا حتى المخابرات..
*ولو قالت (ولا حتى النساء) لكان العجب في محله تماماً..
*فمن الغريب حقاً أن لا تنتبه لذلك واحدة- بالغلط – من (نساء حول الرئيس)..
*وقد يكمن السبب في اللون (الخادع) للبدلة…والحذاء..
*ومع هذا الخداع اللوني بعدٌ عن أي تميز شكلي- وتفصيلي- يلفت الأنظار..
*فكله غامق وداكن و(عادي)، البدلة…والحذاء……وأوباما..
*وسياساته نفسها كانت غامقة…وباهتة…و(عادية)….لم تشد انتباه العالم..
*وكان له نهج يتيم…ووحيد……..لا يحيد عنه..
*نهج لا طعم له…ولا لون…ولا رائحة….يتمثل في كلام كثير هو ذاته (رمادي)..
*وخلاصته : لا فعل…لا إجراء…لا مبادرات…..فقط (تردد)..
*وكانت فترة حكم طويلة غامقة…غامضة…قاتمة……..لا إثارة فيها..
*وربما الإثارة (الوحيدة) هي التي عرفناها الآن فقط..
*عرفناها من ميشيل بعد أن لم يعد زوجها رئيساً…وهي اللبسة (الوحيدة)..
*وصاحبنا ذو البنطلون (الوحيد) ليته يعرفها كذلك..
*يعرفها كي يطير فرحاً للمرة الثالثة……..ولو بأثر رجعي..
*شريطة أن تعرف بذلك – أيضاً- كل من كانت تسميه (اليتيم) من طالباته..
*فرئيس أمريكا نفسه كان مثله…(يقشر) ببنطلون يتيم..
*بدلة وحيدة…وجزمة وحيدة…وبنطلون وحيد……وعند ميشيل هو (الوحيد)..
*وصديقنا هذا أستاذ- ما زال- اجتمع أمامه الأولاد والبنات..
*أستاذ جامعي (امتلأ) دولابه بالملابس……و(فرغ) رأسه من الشعر..
*وانتقلت (أزمته) من أسفل………إلى أعلى..
*وبدأ يحس فعلاً إحساس (اليتيم !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة