قال النائب الأول لرئيس حكومة جنوب السودان تعبان دينق قاي، إن عودة زعيم المتمردين رياك مشار الى جوبا للمشاركة في الحوار الوطني “وصفة للكوارث وإلحاق مزيد من المعاناة على البلاد”.
وفي خطاب القاه امام اجتماع استثنائي لزعماء الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيقاد) الاثنين، أصر تعبان على أن وجود مشار في البلاد يؤدي دائما الى الموت والكارثة وهو ما لا يحتاجه شعب البلاد.
وقال المسؤول الحكومي لزعماء الإيقاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن “مشار الذي كان منفيا الى جنوب افريقيا يجب أن يبقى هناك ولن يوافق على اعادة الانضمام الى العملية السياسية لانهاء النزاع في البلاد دون استخدام جيشه”.
وخلال مناقشات الاجتماع الذي استمر يوما واحدا قرر رؤساء الدول والحكومات القيام على وجه السرعة بتنشيط التنفيذ الكامل لاتفاقية حل النزاع في جمهورية جنوب السودان، مشيرين إلى فشل الحكومة الحالية في جوبا في تنفيذ اتفاق السلام وتمهيد الطريق للإصلاحات الديمقراطية.
وأشاد رؤساء الإيقاد بعملية الحوار الوطني التي ستضع أساسا للمصالحة الوطنية، لكنهم في الوقت نفسه أكدوا أنه يتعين إيلاء الأولوية لإنهاء الحرب وتحسين الوضع الإنساني في البلاد في الوقت الحالي.
كما حاول النائب الأول في خطابه اقناع الإيقاد بأن مشار كان يبذل جهودا لاستخدام العمل العسكري لحكم البلاد، لافتا إلى أن مشار لم يكن فى حاجة الى الحوار الوطني. وأردف “أنا الذي كان مع مشار وأعرفه أكثر من أي شخص وأعرف عقليته وأنه لا ينوي المشاركة في أي عملية، هو فقط يريد أن يصبح رئيس جنوب السودان حتى ولو من خلال الحرب”.
واستمر النائب الأول في الرد على النداءات التي وجهها عدد من المسؤولين السياسيين بأن يسمح لمشار بالعودة إلى جوبا كمواطن عادي.
وقال “هذه هي بداية كل شيء. إذا تم اقتراح عودة مشار إلى جوبا بعدها سينتقل الناس إلى موضوع جديد وهو وضعه في منصبه السابق الذي تركه العام الماضي، لكن الواقع هو أن مشار سيدمر البلاد”.
وقال قاي “بحلول نهاية الفترة الانتقالية سيكون الاندماج الكامل للجيش قد اكتمل وسيكون حينها آمنا لجنوب السودان أن يقبل عودة رياك مشار والذي يمكن أن يأتي بعد ذلك ويخوض الانتخابات الديمقراطية السلمية كزعيم سياسي مدني”.
وشدد النائب الأول أنه سيكون من غير الحكمة أن يعود مشار إلى جنوب السودان الآن بسبب سلوكه، لكن سيكون موضع ترحيب إن أرسل مندوبين نيابة عنه للمشاركة في الحوار الوطني، وزاد “أن حكومة الوحدة الوطنية ليس لديها اعتراض من حيث المبدأ على ارسال مشار لوفد لتقديم وجهات نظره ورسالته الى شعب جنوب السودان في منتدى الحوار الوطني”.
وتعتقد حركة مشار أنه ينبغي مناقشة تنفيذ اتفاق السلام من أجل تحديد طرق وقف إطلاق النار وفتح إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، ولكنهم يريدون أيضا حصتهم في الحكومة الانتقالية.
سودان تربيون