قد يسأل المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي هذه الايام لماذا الاهتمام بما يتم تداوله حول اقالة الفريق طه عثمان وزير الدولة برئاسة الجمهورية ومدير مكاتب الرئيس ..
وفي اعتقادي ان الاهتمام مرده الي المساحات الواسعة التي اتيحت للرجل ليلعب فيها ادوارا ظلت محل اخفاق طيلة السنوات الاخيرة … فمنذ العام 2014 بدأ نجم طه في الظهور وبات يزداد لمعانا كلما انحلت عقدة من تعقيدات العلاقات السودانية الخليجية لا سيما فيما بين الخرطوم والرياض وابو ظبي الي ان جاءت عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن والذي يعتبر الفريق طه المهندس الاساسي في ترتيب مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن ..
بل ان مساحات الرجل توسعت اكثر حينما اعلن هو عن قطع السودان لعلاقاته مع ايران الحليف الاستراتيجي طيلة سنوات العزلة .. وعندما اعلنت واشنطن في يناير الماضي تخفيف العقوبات المفروضة علي السودان وعقدت الجهات السودانية المشاركة في الحوار مع الادارة الامريكية مؤتمرا صحفيا بوزارة الخارجية تحدث فيه وزير الخارجية ابراهيم غندور عن الجهود التي بذلت لاقناع الجانب الامريكي ومحاور المفاوضات السرية التي تمت .. وقبل ان تسكن اصداء تصريحات غندور .. انبري الفريق طه للتقليل من جهد الاخرين ناسبا الفضل في تخفيف العقوبات لنفسه ولادواره التي لعبها مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وانبري طه المقل في الظهور اعلاميا في حوار خص به صديقه محمد لطيف الكاتب بصحيفة اليوم التالي للدفاع عن مواقفه التي بدت اكثر جرأة خلال الفترات الاخيرة .. وهو الامر الذي جعله في مواجهة غير معلنة مع الجهات المعنية بالملف الخارجي سيما وزير الخارجية ابراهيم غندور ..
وكذا ظهوره عقب ازمة التراشق بين السودان ومصر وهو يحمل رسالة من الرئيس البشير الي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رغم وجود لجان من الخارجية معنية بملف العلاقات بين الخرطوم والقاهرة ..
هذا بجانب حضوره الملفت في القمة الاسلامية الامريكية التي عقت الشهر الماضي بالرياض ومصافحته الباسمة للرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي رفض حضور الرئيس للقمة رغم دعوة الملك سلمان المسبقة له وان كانت المصافحة في حد ذاتها امر عاديا في مثل تلك اللقاءات الا انها تحمل من المدلولات ما يكفي للقول بوجود رضا ومباركة امريكية وخليجية للادوار التي لعبها وما يمكن ان يلعبها مستقبلا ..
تلك بعض النقاط التي جعلت من الفريق طه عثمان محلا للاهتمام في غضون السنوات القليلة الماضية هذا بجانب الثقة الكبيرة يوليها له الرئيس البشير الذي امسكه بالكثير من الملفات والتي خلقت بالمقابل حنقا عليه من قبل بعض الذين ابعدوا من مراكز اتخاذ القرار في الدولة …