المعامل المؤهلة
ظهرت انفلونزا الخنازير أول ما ظهرت في المكسيك وانتشرت بعد ذلك الى العديد من دول العالم كانتشار النار في الهشيم، ما دعا دول العالم كافة لاتخاذ التدابير وإجراءات السلامة الواقية للحد من انتشارها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ان العديد من الدول لجأت الى «دور الافتاء» فيها خاصة الدول الاسلامية للنظر في أمر الحج والعمرة هذا العام إتقاءً وتحوطاً للعدوى، وقد تناولت «الرأي العام» هذا الموضوع عند ظهور هذه الانفلونزا والآن وبعد تفاقم الموقف وازدياد الاصابة بالحالات أجرت «الرأي العام» تحقيقاً مع بعض المختصين لمتابعة المستجدات والتدابير التي اتخذت خاصة بعد أن رفعت هيئة الصحة العالمية درجة المرض الى الدرجة السادسة أي «الوباء».
وتجدر الاشارة هنا الى أن بعض الدول العربية قد أصدرت فتوى بعدم جواز السفر الى الدول الموبوءة بهذا المرض، كما اتخذت «الصين» اجراءات للحد من الحركة والتجمعات في المدن درءاً لهذه الانفلونزا.
المعامل المؤهلة
دكتور «محمد عبدالرازق» وكيل وزارة الثروة الحيوانية أجاب على تساؤلنا حول وجود المعامل المؤهلة لفحص الحالات المصابة بهذا المرض قائلاً:
الإمكانيات المعملية والمختبرات في السودان مؤهلة تماماً لفحص أي وباء بما فيها مرض الأنفلونزا في الحيوانات، وبروتوكولات الفحص تستدعي تأكيد الفحص بواسطة معمل «مرجعي» تحدده المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
الحذر واجب
دكتور «إبراهيم عباس موسى» اختصاصي طب الحيوان قال إنه في العامين «1918 – 1920م» أعلنت هيئة الصحة العالمية وفاة بين «50 – 100» مليون شخص بسبب وباء أنفلونزا الخنازير، وفي العام 1957م حدث وباء مات فيه «330» ألف شخص في العالم وأعلن كحالة وباء، وهذا الموضوع جاد ويجب ان يأخذه الناس مأخذ الجدية والاحتياطات اللازمة بدون إشاعة نوع من الذعر أو الهلع لا مبرر له، غير أن الحذر واجب وهناك خطوات كثيرة لابد أن تتخذها الدولة حتى تقي مواطنيها من هذا المرض خاصة وزارة الصحة التي عليها وقاية المواطنين إذ أن المدارس بالبلاد قد فتحت أبوابها للتلاميذ، وهناك المناشط الرياضية والرسمية والتجمعات في المواصلات وغيرها.
قلت له إن الناس تتحدث عن أن حرارة الجو في البلاد تقلل من وجود المرض، فأجابني بأن حرارة الجو تساعد كثيراً جداً في تخفيف حدة الفيروس، علماً بأنه «يعيش في درجة الحرارة العالية، لكن هذا لا يعني ألا نتخذ الحيطة والحذر خاصة في المدارس، إذ يجب ان يعمم الحذر وذلك ببقاء الطالب المريض بأي نوع من أنواع الانفلونزا في منزله وعدم ذهابه للمدرسة كذلك الحال بالنسبة لأي شخص من هيئة التدريس تظهر عليه أعراض الأنفلونزا وعلى المدرسة تعليم التلاميذ كيفية الوقاية من هذا المرض وأيضاً وقاية الآخرين منه، وإذا ظهرت حالات إصابة كثيرة بهذه الانفلونزا في المدرسة فلا بد من النظر بجدية في إيقاف الدراسة بقرار صادر من إدارة المدرسة يعافي التلاميذ والمرضى.
وتطرق دكتور إبراهيم الى نقطة مهمة، فقال إن لدينا مشكلات تتعلق بـ«السفريات الطويلة المكثفة من الخرطوم لبورتسودان مثلاً، وهذه السفريات بالنسبة لأناس داخل البص طويلة جداً فإذا كان هناك شخص مريض، وكان البص «مكيفاً» فحتماً سينقل العدوى للآخرين لذلك إذا أحس شخص ما بأنه يعاني من أنفلونزا مثلاً فعليه ألا يسافر وقاية له وللآخرين حتى ولو قابل الطبيب فلابد وأن يجلس في منزله ويرتاح لمدة «7» أيام على الأقل وبذا لا يكون هناك شخص مصاب داخل البص أو السفينة أو الطائرة.
الأمصال الواقية
قلت له نسمع كثيراً أن هناك أمصالاً واقية قد استوردت بغرض مكافحة هذه الانفلونزا فما قولك في هذا؟ وهل هذه الأمصال كافية لمكافحة المرض؟
– أجابني: بالطبع لا، فإذا أردت تغطية الناس في دائرة الخطر فلا بد من توفير جرعات كافية كي يغطي كل الناس وتقيهم شر الوباء وهذا يتطلب مئات الآلاف من الجرعات، وهذا ما بدأته بريطانيا والولايات المتحدة والمكسيك وبعض الدول الأوروبية الأخرى، ولا تزال الأبحاث جارية لاستخراج جرعات سريعة الإنتاج.
? وهل هناك مختبر بإمكانه الفحص أو التعرف على هذا الوباء؟
– لاتوجد الإمكانيات الكافية حسب علمي، ففي السودان مثلاً إذا اشتبه في حالة مصابة مثلاً بأنفلونزا الخنازير فإن العينات ترسل لإيطاليا وانجلترا لمعرفة نوع الفيروس هل هو انفلونزا الخنازير أم لا؟
? وعن التحوطات التي يجب على الإنسان إتخاذها ليكون بمأمن من الإصابة بهذا الوباء قال دكتور إبراهيم هناك عدة خطوات منها:
? متابعة الأجهزة الاعلامية من صحف وراديو وتلفزيون ونشرات إعلامية إذا كانت حكومية أو غيرها حتى يكون المواطن على علم بتطورات المرض ووجوده أو عدمه في المنطقة التي يعيش فيها.
? وعن كيفية انتقال هذا المرض من الإنسان للإنسان أفادنا دكتور إبراهيم أنه ينتقل بطريقة السعال، أو العطس، أو رزاز الشخص المصاب بالمرض وتلوث الشخص الآخر بهذه الحبيبات من اللعاب أو الكحة أو العطس من الشخص المصاب لذا يجب عليك الآتي:-
? أن تغطي فمك وأنفك بـ«كمامة» مع ضرورة تغيير هذه الكمامة من وقت لآخر بأخرى نظيفة.
? غسل يديك بالماء والصابون عدة مرات خلال اليوم خاصة إذا تلوثت يداك جراء سعال أو عطس من شخص لا تعلم إذا كان مريضاً أم لا؟
? تجنب لمس عينيك فقد يدخل الفيروس من الغشاء الرقيق للعين وكذلك الغشاء المخاطي للأنف والفم .
? اجلس في منزلك إذا كنت مريضاً تعاني من احد الأعراض السابقة.
? اتبع الإرشادات الصحية الرسمية الواردة من قبل الجهات المختصة بخصوص انتشار المرض وقوته أو عدمه، مع ضرورة تجنب التجمعات الكبيرة.
الحج.. الحج
? نشير أخيراً الى أن بعض وكالات الأنباء تناقلت عزم بعض الدول العربية إلغاء أداء العمرة وفريضة الحج هذا العام لمواطنيها تحسباً من وباء أنفلونزا الخنازير، فكان ان استطلعنا مصدر موثوق بالهيئة العامة للحج والعمرة الذي أكد أن السودان خال من هذا الوباء وأن إجراءات العمرة والحج تسيران بصورة طبيعية وليس هنالك ما يعيقهما.
إشراقة حاكم :الراي العام