1- موقف الحياد الإيجابي الذي اتخذته حكومة السودان من أزمة بعض دول الخليج مع ” قطر”، هو الموقف العقلاني والدبلوماسي الصحيح ولا طريق أمام السودان غير هذا الطريق .
وعلى أية حال، ما يزال الجيش السوداني يقاتل في “اليمن” ويبذل الأنفس الغالية والدماء العزيزة، وهو ما لا تفعله عدة جيوش من دول مجلس التعاون الخليجي نفسها .
لا تحمِّلوا السودان فوق ما يحتمل، فللقطريين – اختلفنا أو اتفقنا معهم – أيادٍ بيضاء قديمة وسابقة للآخرين في دعم السودان خلال سنوات الإحن والمحن والحصار، ولا يمكن لحكومتنا أن تكرر خطأ قرار إغلاق السفارة الإيرانية في الخرطوم بينما ما تزال السفارات الإيرانية مفتوحة في” الكويت”، و”الإمارات”، و”سلطنة عمان”، و”مصر”، وبالتأكيد في ” قطر” !!
2
قرار البرلمان “التركي” مساء أمس الأول بإرسال قوات ” تركية” إلى ” قطر”، قلب موازين القوى العسكرية في المنطقة، فبينما تنبأ الصحفي والكاتب العربي المقيم في “لندن” الأستاذ “عبد الباري عطوان” بغزو عسكري للأراضي القطرية بواسطة الدول الخليجية الثلاث المقاطعة (السعودية، الإمارات والبحرين) بالإضافة إلى “مصر”، فإنني أرى جازماً أن دخول القوات “التركية” البرية والجوية طرفاً في الصراع لصالح “الدوحة”، يلغي الخيار العسكري تماماً، فضلاً عن ما تواتر من أنباء عن وصول قوات من الحرس الثوري “الإيراني” لحماية قصر الأمير” تميم بن حمد”، وبعض المواقع الإستراتيجية الأخرى في الدولة .
لا خيار أمام دول الخليج الست، سوى القبول بالتسوية والتهدئة، وإفساح المجال للوساطة الكويتية والمساعي السودانية، لأن الدول المستفيدة من هذه التوترات هي : الولايات المتحدة، وإسرائيل وإيران، ولن تكون هناك دولة (خليجية) واحدة رابحة من وراء هذه الأزمة، بأي حال من الأحوال .
نرجو أن تكون التسوية المأمولة بعيداً عن (البيت الأبيض) ، لأنها في ظل سياسة ” ترمب” وثقافته المتشربة بقواعد (السمسرة) في سوق العقارات، ستكون باهظة التكلفة، عالية الفواتير، ورحلته الأخيرة للمنطقة تكشف عن عقليته (التجارية) في تصريف شؤون السياسة والدبلوماسية !!
وقد ذكرها ” ترمب ” بنفسه عندما قال مخاطباً الشعب الأمريكي عبر حسابه في (تويتر) عقب عودته من رحلة “السعودية” و”إسرائيل”: (أتيت إليكم من الشرق الأوسط بمئات المليارات من الدولارات.. وهذا يعني وظائف.. وظائف.. وظائف) !!
الهندي عزالدين
المجهر