الإسهالات المائية والصحة الولائية
تنتشر الأمراض فى فصل الخريف نتيجة تراكم المياة الراكدة وكثرة الحشرات الضارة والناقلة للأمراض فى هذا الفصل وعدم إتباع الطرق الصحية وقلة الأدوية وإنقطاع الطرق والظروف المادية التى يعانى منها المواطن . الكوليرا أو الإسهالات المائية أو النزلات المعوية كما تسميها وزارة الصحة أودت بحياة أكثر من 120 شخصا وحوالى 3000 مصاب فى منطقة النيل الأبيض وقبلها بالنيل الأزرق وسوف ينتشر المرض الى باقى أجزاء السودان المختلفة وخاصة العاصمة القومية التى ظهرت فيها بعض الحالات وذلك لعدم توفر مراكز العلاج ومكافحة المرض وإتباع الطرق الصحية والوقاية والرقابة .
أصبح من الطبيعى كثرة الأمراض فى السودان حيث لا يوجد توعية وثقافة صحية ولا تتوفر المياة النقية والأكل الصحى والنظافة البيئية والبدنية وعدم توفر المراكزالعلاجية والأدوية مما يسهل إنتشار الأمراض بسرعة بين الناس . الكوليرا أو الإسهالات المائية لم تجد العناية الطبية والرعاية الصحية التى تتناسب مع حجم المرض وسرعة إنتشارة وخطورته ولم تتناول وسائل الإعلام بالصورة المطلوبة التوجية و التحذيروالتثقيف الصحى لشعب وكذلك لتوجيه نداء لطلب الإغاثة العلاجية فى مثل هذه الحالات .
العوامل المساعدة للإنتشار الأمراض هى مخالطة المريض وعدم النظافة البيئة والجسمية وعدم إتباع الطرق الصحية فى إعداد الطعام والشراب والتعليمات الصحية وطرق الوقاية وعدم توفر القيمة الغذائية التى يحتاجها الجسم لنمو ومقاومة الأمراض وكثرة توالد الحشرات وخاصة الذباب والناموس والمياة الراكدة . الى متى تستمر معاناة المواطن السودانى ياحكومة الوزراء والولاة وموظفى الدولة الذين فاق عددهم أعداد أسراب النحل حول خلية واحدة رغم أن النحل يصنع العسل وليقدمة شفاء للناس وهؤلاء يعملون للأنفسهم ليرهقوا الشعب .
فشلنا سياسيا واقتصاديا وصحيا وتعليميا وزراعيا وصناعيا ورياضيا وخاصة فى التعليم حيث أن ترتيبنا قبل الأخير فى محاربة الأمية وفشلنا فى الصحة لاننا أكثر الدول التى تعانى من عدم النظافة البيئية وأفقرها من الناحية العلاجية رغم كثرة الكفاءات التى هاجرت للخارج ومن افقر الدول إقتصاديا ونحن نمتلك المياة العذبة والأراضى الشاسعة والثروة الحيوانية الكبيرة والمعادن المتنوعة .
اصبحنا نمتاز ونشتهر بعدد الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والإضرابات الطلابية وزيادة الولايات وحكوماتها وكثرة مسمياتها السياسية أى أصبح ثلث الشعب السودانى موظفين بدون وظائف وإنتاجية وهم يقتاتون على حساب الشعب من إيرادات الرسوم والضرائب والزيادات الغير مبررة . متى نخاف الله ونتعلم حب الوطن والإعتماد على النفس بعيدا عن الأطماع الشخصية والمزايدات الحزبية .
ماذا أعدت الحكومة المركزية ووزارة الصحة للقضاء على مرض الإسهالات المائية قبل أن تنتشر فى كل السودان وتصبح حربا تقضي على الأرواح وتعطل الإنتاج والتنمية ونصبح بلدا محظور السفر منها وإليها ؟ هل نترك هؤلاء المرضى لزويهم والخدمات الولائية والمنظمات الطوعية المحدودة بإمكانياتها ، تحركات المنظمات الطوعية الشبابية كانت الأسرع والأكبر مقارنة بإمكانيات وزارة الصحة . نحتاج تحرك الجميع وخاصة وزارة الصحة المركزية وبالولايات لمكافحة هذا الوباء قبل أن تتوفر له عوامل الإنتشار فى هذا الخريف . نتمنى من الجهات الخيرية والتجارية أن تدعم المنظمات والتجمعات الشبابية التى هى مستقبل الوطن ومساندة الشعب لرفع المعاناة عنهم بعد الله سبحانه وتعالى لانها أصبحت مسئوليتهم بعد أن تبرأت وزارة الصحة من تلك المسئولية .
عمر الشريف