بالتزامن مع شهر رمضان بجانب ارتفاع درجات الحرارة وقطوعات الكهرباء المستمرة شهدت أسواق الخرطوم زيادة كبيرة في أسعار الثلج نسبة لكثرة الاستهلاك وحاجة المواطن، وبالرغم من ارتفاع أسعاره التي تفوق المعقول، إلا أن نسبة الإقبال عليه كبيرة جدا، وتتجدد معاناة المواطن البسيط يوما بعد يوم، حيث اشتكى الزيادات وجشع التجار الذين بدورهم يرفعون الأسعار كل يوم، خصوصا وأن الثلج يُعدُّ عنصراً أساسياً في شهر رمضان، بجانب المعاناة من قطوعات الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة.
ويتراوح سعر لوح الثلج ما بين (45–50) جنيها في الأسواق، وفي السابق كان يبلغ سعره (15) جنيها فقط، ومن المصنع للتجار يتراوح ما بين (25 – 30) جنيها، وتزدهر مهنة تجارة الثلج في شهر رمضان الكريم، بحسب الشيخ يونس بائع ثلج في السوق العربي، حيث قال لـ (اليوم التالي): إن معظم المواطنين الذي ينشطون في الشراء من الشرائح الضعيفة، ولذلك يشترون الثلج بكميات كبيرة.
انتعاش الأسواق
وفي هذه الفترة ينتعش بيع الثلج لعدم استغناء الناس عنه للتخفيف من درجات الحرارة. وقال الشيخ يونس: يبدأ بيع الثلج طبيعيا بعد أذان الظهر ويستمر حتى المساء، منبهاً إلى أن أي قطوعات الكهرباء تأتي في مصلحتهم، إذ تزيد من القوة الشرائية فيتضاعف الدخل. من جهته أرجع عبد العزيز حسن – تاجر ثلج – أسباب الزيادات إلى زيادة الطلب المستمر، خاصة وقد تزامن موسم شهر رمضان مع فصل الصيف، الذي يعد الموسم الرئيس للبيع، بجانب أن هناك بعض التجار أو بائعي الثلج المتجولين داخل الأسواق يتعاملون بالجشع.
ارتفاع الأسعار
في ظل حاجة المواطن لسلعة الثلج ظل التجار يستغلون الحاجة إليه، لذلك يرفعون الأسعار (على مزاجهم) لكي يضعوا المواطن أمام الأمر الواقع، كما يوجد بعضهم لا يبيعون بسعر قليل أي من (3 -5) جنيهات، لكن هناك قلة منهم رجل إنساني يدعى محمود علي صاحب محل للثلج، يصر دائماً ويوصى كل المتعاملين معه على عدم الجشع، وأن لا يكلفوا المواطن فوق طاقته، قال محمود لـ (اليوم التالي): لولا مشكلات الكهرباء والمياه لما حدث هذا الجشع، خصوصاً وأن هناك الكثير من المصانع التي تعمل في تصنع الثلج في ولاية الخرطوم منها أكثر من (40) مصنعاً في أم درمان وأضعافها في الخرطوم وبحري.
طريقة عمل الثلج
قال الطاهر الرضي – يعمل بمصنع في بحري – لـ (اليوم التالي): إن عملية تجميد المياه تتم بنفس الطريقة المنزلية، حيث تصب المياه في أوانٍ ويوضع عليها اللوح لكي يصبح الثلج في مستوى وحجم واحد، غالباً ما تكون بطول يتراوح بين المتر والمتر ونصف ولا تملأ لحافتها. وأضاف: المصانع لديها أحواض بها مكنات مثلها مثل مكنة الثلاجة المنزلية. وأردف: فترة التجميد تستمر (8) ساعات في اليوم إذا كانت كل الوسائل متوفرة من كهرباء ومياه.
مشكلات المصانع
أكد الطاهر أن هناك مشاكل كثيرة تواجه مصانع الثلج أكثرها الكهرباء والمياه، لأن قطوعات الكهرباء تمثل خطراً على صناعة الثلج التي دائماً تستمر لمدة 18 ساعة عكس التي تقطع من الأحياء السكنية، وبالتالي هذا يجعلهم يلجأون إلى العمل بـ (المولدات)، وهو مكلف جدا يستغرق نحو (15 – 18) برميلا من الجاز فيما يبلغ سعر البرميل الواحد (750) جنيها، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الزيت التي يحتاجها المولد الكهربائي. وأشار إلى أن بجانب الكهرباء أيضا قطوعات المياه التي تتم بصورة مستمرة وتعد مشكلة كبرى نسبة وأنها عامل مهم في صناعة الثلج، وهناك رسوم مفروضة للمياه من قبل المحليات عندما يتم التأخر في الدفع يتم قطعها مباشرة دون سابق إنذار.
الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي