توالت ردود الأفعال الدولية لليوم الثاني حول الأزمة الخليجية، بعدما قررت السعودية والإمارات ومصر والبحرين في بيانات متزامنة، الإثنين الماضي، قطع العلاقات مع قطر، وإغلاق المنافذ الحدودية معها، وإمهال بعثاتها الدبلوماسية 48 ساعة للمغادرة، والرعايا 14 يوماً بناءً على تُهم وُجهت للدوحة بدعم الإرهاب. ويأتي ذلك بعد أسبوع من احتدام التوتر بين قطر ودول الخليج على خلفية تصريحات منسوبة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حول العلاقات الخليجية والعربية، بُثت عبر وكالة الأنباء القطرية الرسمية، وهي تصريحات نفت الدوحة بشدة صحتها، معلنة تعرض وكالتها الرسمية للاختراق.
دول تتوسط
وفي إطار احتواء الأزمة الخليجية أبدت كل من الكويت وأمريكا وتركيا وسلطنة عمان والجزائر والسودان استعدادها للتدخل، ولعب دور الوسيط بين أطراف الخلاف الخليجي، لتدارك الوضع، بعد أن هزت الأزمة الخليج والمنطقة العربية، ومن المتوقع ان يكون أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح قد وصل الرياض أمس للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، الصباح أجرى اتصالا هاتفياً بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وطلب منه ،”تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، إتاحة للمجال لجهود رأب الصدع وحل الأزمة”، في إشارة تدل على أن الكويت بدأت تمارس جهوداً دبلوماسية لحل الأزمة، وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير طلب في اتصال هاتفي أمس عقب تفجر الأزمة من أمير الكويت لاحتواء الازمة، ووعده الأخير أنه سيغادر إلى المملكة العربية السعودية لمقابلة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في محاولة منه لترتيب البيت العربي، ودرء المخاطر التي تحيط بالعالم العربي.
تجربة سابقه
الكويت لها تجربة سابقة في احتواء الازمة الخليجية، ففي العام 2014م عندما أقدمت كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر احتجاجاً على تدخلها في شؤونهم الداخلية، ودعم جماعات تهدد الإقليم، وعلى الرغم من النجاح السابق الذي حققته الكويت، فإن الوضع هنا يبدو أنه أصعب عن السابق، مما قد يجعل مهمة الصباح تواجه بعض الصعوبات في الوصول لتسوية سريعة الآن، بعض المراقبين يرون أن المقاطعة لن تستمر طويلاً، وتوقعوا أن تتراجع الدول الخليجية المقاطعة عن موقفها بعد تحقيق أهدافها التي قاطعت من أجلها، وكذلك الحال بالنسبة لقطر التي ستضطر لقبول الوساطة وتقديم تنازلات .
نجاح المبادرة
مدير مركز العلاقات الدولية د. عادل حسن توقع نجاح المبادرة الكويتية، وأشار إلى أن كل الأطراف ستقبل بها لعدة اعتبارات، لافتاً إلى أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن يظل الوضع كما هو عليه الآن.
واعتبر عادل خطوة المقاطعة من الدول الخليجة رسالة عنيفة لقطر لتعديل سلوكها، حتى تنسجم مع سياسات مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب أنها ستكون رسالة تحذيرية لأى من الدول الأخرى، ولم يستبعد عادل أن تتطور المبادرة الكويتية وأن تصل لجامعة الدول العربية وقال لـ (آخر لحظة) إذا لم تنجح جهود الكويت والجامعة العربية، يمكن أن تكون المبادرة على مستوى دولي، سيما وأن هناك دول عديدة أبدت رغبتها في التسوية مثل تركيا وأمريكا .
فريق آخر من المراقبين يعولون على الجانب الأمريكي في احتواء الأزمة بين الطرفين، فقد نقلت وكالة (رويترز) الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إن الولايات المتحدة ستحاول بهدوء تخفيف التوتر بين السعودية وقطر، وإنه لا يمكن عزل الدولة الخليجية الصغيرة في ضوء أهميتها بالنسبة للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأمريكية، ولواشنطن أسباب عديدة تجعلها ترغب في الدعوة للعلاقات الجيدة في المنطقة.. وتستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد التي تنطلق منها ضربات تقودها الولايات المتحدة وتستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وقالت رئيسة معهد دول الخليج العربية في واشنطن مارسيل وهبة، وهي سفيرة أمريكية سابقة في الإمارات إن الولايات المتحدة لها نفوذ، لكنها ستستخدمه بحكمة وستتحرك ولكن كيف ستفعل ذلك؟ أعتقد أنه سيكون تحركاً هادئاً للغاية ووراء الكواليس.
اخر لحظة