أمس.. عبد الشّكور.. اليوم.. أركو مناوي.. سلطان (مصري) على دارفور. اليوم.. جنود مصريون في دارفور.. أمس .. محمد سعيد (جراب الفول). تهدف سياسة مصر السودانية إلى تقسيم السودان إلى قبائل تحكم نفسها تحت وصاية مصريَّة.
وهذه طبعة جديدة من الخطة البريطانية لتقسيم السودان.في الأيام القليلة كانت المدرعات المصرية تعربد في أراضي دارفور. و لا يمكن أن تتجرأ مصر على التدخل العسكري في السودان غرباً وجنوباً إلا بعد التنسيق والحصول على الضوء الأخضر من حلفاء غربيين. مصر لا تتجرأ لوحدها على غزو السودان . حيث تحالفت من قبل في غزو السودان مع عصابة محمد علي الألباني . ثم تحالفت مرة أخرى لغزو السودان مع بريطانيا . ومن قبل في سياقٍ مماثلٍ سعى غردون إلى أن يأتي بـ(عبد الشكورعبد الرحمن) لتتويجه سلطاناً على دارفور .هل سياسة مصر بالتدخل العسكري في دارفور شمالاً وشرقاً هي أن تأتي بـ(أركو مناوي) سلطاناً (مصريَّاً) على دارفور.هل لهذا الغرض أرسلت مصر الدبابات والمدرعات والعتاد العسكري إلى أرض المحمل.. ما هذا؟. أليس منكم رجل رشيد ؟!.
هذا وقد أكملت القوات السودانية المظفرة مهامها في مطاردة ما تبقَّى من شياطين الغزاة الهاربين الضائعين في صحارى دارفور.حيث معظمهم قُتِّلوا تقتيلاً، إلا قليلاً منهم أسِروا، وأقل منهم هربوا. المصير المحتوم كان في انتظارهم، حيث أذاقهم أبطال السودان الموت. يقارب عدد المدحورين في معركة دارفور الأخيرة عدد قوات الغازي المصري (أبو السعود) المقتولة في معركة الجزيرة أبا. يشار إلى جانب الهالك (أبو السعود) كان من الغزاة المصريين الذين حاربوا السودانيين في أرض وطنهم، الهالك محمد سعيد (جراب الفول) ، حاكم كردفان الاستعماري. حيث كانت الأبيض عاصمة السودان الاقتصادية. محمد سعيد(جراب الفول) الذي أحرقت حشاه هزيمة (أبو السعود) في الجزيرة أبا، أرسل جنوده إليها بعد أن غادرها الثوار بقيادة المهدي إلى جبل قدير. فأحرق الجنود المصريين الجزيرة أبا ولم يتركوا بها بيتاً واحداً وأحالوها إلى (الأرض الخراب) . وذلك ريثما يقبض الثوار لاحقاً على الغازي المصري محمد سعيد باشا (جراب الفول) في تحرير الأبيض. ويلقى الإعدام جزاءه العادل في عاصمة كردفان. حيث نفذ حكم الإعدام عليه الشيخ إسماعيل الأمين.إحالة الجزيرة أبا إلى الأرض الخراب ألا تذكرنا بما فعلته القوات المصرية قبل أيام قليلة وهي تدمر مائة منزل في حلايب المحتلة وتمسحها بالأرض.في مشهدٍ يماثل تماماً ما تقوم به إسرائيل في فلسطين المحتلة.كما هدمت السلطات المصرية هذا الأسبوع مباني سكنية وعمارات سكنية في (شلاتين) لتشريد أهلها. لقد اشتعلت جذوة الأطماع المصرية في السودان. ولابدّ لليلِ أن ينجلي. ولا بد للنَّار من أن تنطفئ. وفي نهاية المطاف لكلِّ رِدّةٍ أبوبكر. الدور العسكري المصري اليوم في مثلث حلايب- أبو رماد- شلاتين ودارفور وجبال النوبة وجنوب السودان، هو بعث جديد لمصر الاستعمارية الطامعة في السودان.اليقظة . الحذر. الإستعداد.
عبدالمحمود الكرنكي
الانتباهة