عندما تشاهد حالة الهلع والفزع واللهث في الأسواق لشراء مستلزمات شهر رمضان الكريم من النساء والرجال عباد الله السودانيين، تظن أن هؤلاء المتسابقين الذين غاب اليقين عن قلوبهم، يفطرون بغير أربعة صحون معلومة ومشهورة وموحدة في غالب بيوت أهل السودان، بمن فيهم أثرياء زمان وأثرياء الغفلة، ألا وهي (العصيدة بملاح التقلية أو الروب) ثم (الفول المصري مع الطعمية) وكورية (سلطة روب) و(سلطة دكوة أو سلطة خضراء)، مع ظهور محدود وغير دائم للحوم والأسماك، مع نوعين أو ثلاثة من العصائر، ويشكل (الحلو مر) و(الكركدي) المشروبات الرئيسة في مائدة رمضان في أي بيت سوداني .
{إذن علام الهلع .. والجشع .. والتزاحم في الأسواق، بينما كيس الدقيق أبو (9) جنيهات يكفي لعصائد ثلاثة ليالي رمضانية ؟!
{ختوا الرحمن فوق صدوركم .. وروقوا المنقة .. البرتكان لسه محظور !!
2
{أجمل ما يفعله الفريقان الأولان “بكري حسن صالح” و”عبد الرحيم محمد حسين” في شهر رمضان المعظم، أن الفريق “بكري” يتحفنا – نحن ثلة كبيرة من عباد الله المساكين تضم عدداً من رؤساء تحرير الصحف – بقفة بلح فاخرة من إنتاج مزرعته الخاصة، وقد دأب سيادة رئيس الوزراء على هذه السنة الحسنة منذ أن كان وزيراً لرئاسة الجمهورية وإلى أن ترقى فصار رئيساً لجميع وزراء جمهورية السودان .. زاده الله علواً .. ونخلاً .. وبركات.
{أما الفريق “عبد الرحيم” فإنه يحرص على إرسال رسائل تهنئة خاصة لجميع جهات الاتصال المحفوظة في هاتفه السيار الذي يبدو أنه لم يتعرض للسرقة منذ عدة سنوات، وكيف يسرق وزير داخليتنا .. ودفاعنا .. ووالينا ؟! لو حدث ذلك تبقى فضيحتنا بجلاجل .
{رسالة الفريق “عبد الرحيم” من صياغته مع توقيع اسمه ورتبته، تصلك فور ثبوت رؤية هلال رمضان، وقبيل حلول عيدي الفطر والأضحية المباركين .
{حرص “عبد الرحيم” على تهنئة الجميع يكشف عن تواضعه الجم وبساطته المشهودة وتلقائية معاملاته مع الناس .
{الفريق أول .. الثالث هو المهندس “محمد عطا المولى” مدير جهاز الأمن والمخابرات .. وهو أيضاً يحرص على استمرار تقليد الجهاز في تهنئة رؤساء تحرير الصحف وعدد من رموز المجتمع بكافة شرائحه، وهو عمل يستحق مبادلته بالتحية والعرفان.
{رمضان كريم .. وكل عام وأنتم – سياداتكم – بخير وصحة تامة .. وكل الشعب السوداني آمن وسالم .. ومستقر .. والأمة الإسلامية جمعاء.
الهندي عزالدين شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي