في أول إطلالة إعلامية بعد قدومه للخرطوم ممثلاً لخادم الحرمين الشريفين بالسودان، ثمن سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم علي بن حسن جعفر الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام السوداني في تطوير علاقات السودان الإقليمية والدولية، وقال في (حوار خاص) بثته قناة النيل الأزرق، في إطار تدشينها لبرنامج (يوم الدبلوماسية والمغترب) الذي يرعاه وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور وينتج شراكة مع الخارجية وجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج وقناة النيل الأزرق؛ قال: وجدت في الإعلام السوداني بكل وسائطه المسموعة والمشاهدة والمقروءة الحس الذي ينطلق من الاهتمام بقضايا الوطن، وأنا أقدر هذه الرسالة الإعلامية الراقية، وأعتقد أنها تؤدي دوراً مهماً لتوطيد علاقات السودان الخارجية. وتمنى السفير تطور العلاقات الإعلامية بين البلدين بالتواصل والزيارات والتعاون وتبادل البرامج والتدريب والخبرات.
شهدت العلاقات السودانية السعودية تعاوناً مشتركاً في كثيرٍ من القضايا التي تهم البلدين، واتحاداً تجاه كُلِّ ما يُهدِّدُ أمن البلدين.
المملكة العربية السعودية تعمل على تدعيم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وكل ما يرفع من شأن الأمة الإسلامية بصفة عامة، ووجدنا من المواقف السودانية الكثير مما يدعم مواقف المملكة في هذا الاتجاه، وموقف السودان الواضح في دعم التحالف العربي كان يحمد للسودانيين ومقدر لدى المملكة العربية السعودية، وتصريحات فخامة الرئيس البشير بأن ما يمس أمن المملكة يمس أمن السودان، كانت مقدرة لدى القيادة السعودية ولدى الشعب السعودي بصفة عامة. الرأي العام السعودي كان حديثه في مجالسه هو هذا التقدير والموقف البطولي، وهذا ليس مُستغرباً على الشعب السوداني.
في اتجاه آخر هناك استراتيجيات واضحة المعالم تدعم العلاقات بين البلدين في مجالات الاستثمار والاقتصاد.
دعني أقول لكم إن المملكة العربية السعودية انطلاقاً من سياستها الخارجية، وهي دعم الشعوب العربية والإسلامية، ومن هذا المنطلق المملكة العربية السعودية قامت بجهود كبيرة وحثيثة لرفع العقوبات الاقتصادية الظالمة على السودان، وما زالت تعمل على ذلك، وكانت نتائجها والحمد لله واضحة للعيان، وإن شاء الله نسمع الخبر السعيد قريباً برفع كامل للعقوبات عن السودان.
فيما يخص العلاقات الاقتصادية تحديداً، والعلاقات في مجملها في كل المجالات، هناك وتيرة عمل كبيرة في إطار العلاقات الثنائية السعودية السودانية في كل المجالات لأننا نرى أنه من الطبيعي أن تكون العلاقات السعودية السودانية علاقات نموذجية في العلاقات الدولية، نحن نسعى لأن تكون علاقات البلدين علاقات استراتيجية، ومن هذا المنطلق فإن العلاقات الاقتصادية تأخذ أولوية في إطار تبادل المنفعة الاقتصادية بين البلدين والتي ستعود مصلحتها على الشعبين بإذن الله تعالى قريباً. هناك كثيرٌ من المشروعات الاستثمارية الخاصة والعامة من قبل المملكة العربية السعودية، وفي كل مجالات الاقتصاد في السودان، بعض منها لها واقع موجود، وافتتحت وتعمل بنجاح والبعض الآخر في طريقه للتنفيذ وهي مشروعات كبيرة ومهمة وسيعود نفعها إن شاء الله على البلدين.
نود أن نقول في هذا الجانب الاقتصادي إن المملكة العربية السعودية ممثلة في صندوق التنمية السعودي لها كثيرٌ من المشاريع التي نُفِّذَتْ والتي ستُنَفَّذُ في السودان وهي مشاريع ذات عائد اقتصادي تنموي كبيرومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مشروع سد عطبرة وستيت الذي افتُتِحَ مُؤخراً، وكان لصندوق التنمية السعودي النسبة الأكبر في تمويله.
بقرار من رئيس الجمهورية تم تكليف وزير دولة لرعاية ومتابعة الاستثمارات السعودية في السودان، كيف ترى هذا القرار وهذه الخطوة من حكومة السودان؟
أولاً أنا وبصفة موقعي، أُبدي شكري وتقديري لفخامة الرئيس عمر البشير الذي يولي اهتماماً خاصاً بالعلاقات السعودية السودانية، ونحن نُقدِّر له ذلك، ونُقدِّر عمله الدؤوب لتذليل العوائق وليست الصعوبات، وهي عوائق في غالبها عوائق إدارية إجرائية، وتخصيص وزير دولة للاستثمارات السعودية هذا حدث مهم وعامل إيجابي لتسريع حركة الاستثمارات.
إذن بهذا القرار وهذه الجهود المشتركة بين البلدين هل يمكن أن تصل العلاقات بين البلدين لمرحلة التكامل في الفترة القادمة؟
الجوانب الاقتصادية بين البلدين تسير بخطى جيدة ومتسارعة، ونحن لدينا لجنة مشتركة وهي لجنة حكومية أهميتها هي متابعة الجوانب الاقتصادية بين البلدين وتنميتها وتطويرها وتطوير الإطار القانوني إذا وُجدت حاجة لتطويره، نحن نهدف إلى أن تكون العلاقات الاقتصادية بين البلدين علاقات متميزة لوجود فرص استثمارية جيدة، هناك فرص طبيعية منحها الله عز وجل للبلدين في مجالات الزراعة، المياه، المعادن وغيرها من الجوانب التي تدعم الإنتاج والاقتصاد فيما بعد وهذا بتعاون مشترك سيُحقِّقُ إن شاء الله التنمية الاقتصادية التي يريدها قائدَا البلدين وتحقيق التكامل الاقتصادي إن شاء الله.
ما هو الدور المطلوب من المستثمرين والمفكرين والإعلاميين لدفع العلاقات المتطورة بين البلدين؟
عوامل الوحدة وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين عوامل كثيرة وكبيرة وما علينا نحن، بوصفنا دبلوماسيين وسياسيين واقتصاديين، كتاب ومفكرين، هو دعم هذا بالكلمة والفعل والزيارات المتبادلة بين السياسيين والمفكرين والإعلاميين والصحفيين، ومزيد من الأنشطة التي تعكس للرأي العام أهمية هذه العلاقة وما يوجد بين البلدين من عوامل كبيرة تدعمها، أولاً الجوانب الروحية والتاريخية ووشائج القربى والدم بين الشعبين.
كيف للمجتمع والمواطن البسيط أن يستفيد من الحراك الاقتصادي بين السودان والمملكة العربية السعودية؟
كما قلت فإن العوامل الإيجابية كثيرة وعديدة، الحمد لله على ذلك، أنا متفائل بشكل كبير أن جوانب العلاقات الثنائية ستزداد تطوراً ونمواً، تفاؤلي ينبع من العديد من العوامل التي ذكرتها في السابق وهي واضحة للعيان، يهمني هنا المواطن البسيط يجب أن يتحسس هذه التطورات في جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا بلا شك نحن نعمل به كسفارات، السعودية في الخرطوم أو السفارة السودانية في الرياض والقنصلية في جدة، نعمل على إثارة هذه الأمور حتى يتحسس المواطن التطور في العلاقات، وأن العلاقة وطيدة وأن عوامل الاندماج والتكامل عوامل عديدة.
للمملكة السعودية دور اجتماعي وإنساني في السودان، حدثنا عن ذلك؟
هنا أود الإشارة إلى أن مركز الملك سلمان حفظه الله وأيده بنصره، هذا المركز يعمل بدأب في الجوانب الإنسانية على مستوى العالم وفي السودان يعمل بجهد كبير، هذا بالإضافة إلى أن الهلال الأحمر السعودي يقوم بمشروعات عديدة، وهناك جهات في المملكة العربية السعودية تعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والصحية وبعض المشاريع الاجتماعية والتعليمية والصحية والخدمية لتحقيق الأرضية التي تمتن للعلاقات الاجتماعية بين البلدين.
– برنامج يوم الدبلوماسية والمغترب الذي يرعاه وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور، ويُنتج شراكة بين الخارجية وجهاز تنظيم شؤون المغتربين وقناة النيل الأزرق، سينتج حلقة خاصة قريباً من المملكة العربية السعودية يلتقي فيها بالجالية السودانية هناك ويسلط الضوء على التطور الكبير الذي تشهده العلاقات السودانية السعودية، كيف تنظر لمثل هذه البرامج؟
أجد أن هذا البرنامج رائع في فكرته، ليربط البلد والمغترب في كل أنحاء العالم، وأقول إن المواطن السوداني في المملكة العربية السعودية ليس مغترباً، هو في بلده الثاني ويتمتع بكل ما يتمتع به المواطن السعودي، والبرنامج فكرته رائدة ونثمن لقناة النيل الأزرق هذا العمل لأنه يجعل ابن البلد يحس بأن (البلد معاه)، هذه فكرة رائدة وتحسب لقناة النيل الأزرق.
كيف رأيت الإعلام السوداني وما هو الدور المطلوب من الإعلام كآلية فعالة لتطوير العلاقات بين البلدين؟
دعيني أقول كلمة في حق الإعلام السوداني، الذي اطلعت عليه بعد مجيئي للسودان قبل خمسة أشهر، الإعلام السوداني بكل جوانبه المشاهدة والمسموعة والمقروءة رأيت فيها الحس الإعلامي المسؤول، ورأيت فيها الحس الذي ينطلق من الاهتمام بقضايا الوطن، ودعم علاقات السودان بمحيطه العربي والدولي، لذلك أنا أقدر هذه الرسالة الإعلامية السودانية الراقية. لا شك أن للإعلام دوراً مهماً في تطوير العلاقات السعودية السودانية واتمني أن يتطور إلى التواصل الإعلامي في البلدين إن كان على مستوى البرامج أو التدريب أو تبادل الخبرات. في أحد الأيام كنت أسيرُ بسيارتي ووجدت إذاعة الرياض مع إذاعة أم درمان في برنامج مباشر ومُشترك، هذا ترك أثراً طيباً لدى نفسي، لأنه فعلاً هذا الذي نريد، تواصل إعلامي مشترك بين البلدين.
كلمة أخيرة سعادة سفير المملكة العربية السعودية في ختام هذه الإطلالة الإعلامية الأولى من خلال شاشة النيل الأزرق.
إنني سعيد بأن أُمثِّل خادم الحرمين الشريفين في جمهورية السودان، وأنا أرى أن العلاقات بين البلدين تنمو وتزدهر في كل المجالات، وأعد كل المشاهدين أن يروا في الأيام القادمة مشاريع تركز على تطوير العلاقات وتفعيل التعاون في كل المجالات.
السوداني