دعم للصراع لم ينقطع يوما..
نسمع عن علاقات أزلية تاريخية تجمعنا مع مصر (الشقيقة) ، علاقة يتحدث من تربطهم بها بعض المصالح (الشخصية) عن قوتها وتميزها مع إضافة مُفردات إنشائية لها كالأشقاء وأبناء النيل والقُطر الواحد ، البعض منّا وهؤلاء كُثر يعلم هشاشتها بل يعتبرونها علاقة غير سوية طابعها التوتر لاشيء أبداً يُميزها تؤثر فيها كلمات الساسة ومقالات الكُتاب ..
وصفها نظام عبدالناصر بالقوة والتميُز مُقابل أن يُهجِّر أهل حلفا ومُقابل تدمير مُكتسباتهم وغمر أراضيهم وإرثهم الحضاري بالمياه أيام حُكم الفريق عبود لأجل أن يهنأ عبدالناصر وشعبه بسد عملاق ما زال قائماً فاعلاً إلى يومنا هذا لم يُهدى منه كيلوواط واحد من الكهرباء للسودان ، وصفها النظام الناصري بالقوية عندما تبنّى النميري القادم إلى حُكم السودان بلا رؤية أفكار عبدالناصر وبدأ في الترويج لها واستمر النميري في بناء علاقاته مع أنظمة مصر الأخرى وتأييده المُطلق للسادات في إتفاقية كامب ديفيد واستمرت العلاقة حتى نظام مُبارك لا تُصف أبداً بالقوية المُتميزة إلا بُمقابل ومُقابل كبير يدفعه السودان.
جاء مُرسي وكان السودان حُضوراً في المشهد السياسي المصري وعادت نغمة العلاقات الأزلية في إعلامهم والمُقابل السوداني المدفوع كان كبيرا..
ما زلنا أخي القاريء الكريم في عقلية المواطن المصري وإعلامه الرديء مُجرد بواب وظيفته القيام بحراسة بناياتهم ولم نتزحزح بعد من كنبة الحراسة وسنظل فيها حتى لو إمتلك هذا البواب البنايات الشاهقة الكبيرة ..
ما زلنا في مكاننا المُتخلف الذي وضعونا فيه وما زال السودان عند أكثرهم مُجرد غابة كبيرة يتسكع فيها الزول السوداني بجانبه كثير من الحيوانات المُتوحشة وهي تُزاحمه في طُرقاته..
ما زلنا في مُربع حُكم الملك فاروق المدعوم بقوة الإنجليز لنا في خمسينيات القرن الماضي وما زال بعض أهل مصر يتحدثون عن تبعية السودان واعتباره الإمتداد الجنوبي لمصر ووجوب عودته إلى حُضن دولتهم والإعلام عندهُم للأسف يدعم هذه التُرهات ..
إمتدت حرب الجنوب لأكثر من نصف قرن والأنظمة المصرية المُتعاقبة تتفرج على مسرحية الحرب البشعة لم تُحرك فيها الدماء المُسالة ساكناً مع دعم سياسي ولوجيستي مُقدر ومُعلن لقادة جنوب السودان حتى إنفصاله وبعد انفصاله حتى لا يهنأ السودان باستقراره والاستقرار يعني النماء والنماء يعني استغلال مياهنا المُهدرة وهنا مكمن الخوف..
عُقوبات السودان وحصاره الإقتصادي الذي أقعده عن منظومة دول العالم لم يفتِح الله على الأنظمة المصرية من مُبارك للسيسي بمحاولة واحدة للتوسط بيننا وبين أمريكا لفك هذا الحصار ، القصة أبداً ما حلايب ولا برتقال (المجاري) الموقوف القصة أن يظل السودان في مُربع الصراع الكئيب هذا وأن لا يخرُج منه أبداً ليهنأ أهل مصر بالماء ..
بالله عليكم كيف يكون الحال لو كُنا جُغرافياً مكانهم..؟
قطعاً لن نهنأ بجُرعة ماء صالحة للشُرب منهم..
والله المُستعان..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة …