قناعاتي بعد دراسة ملف العلاقات السودانية المصرية من مختلف جوانبه وتاريخ هذه العلاقة والاستراتيجية المصرية تجاه السودان أن مصر لن يأتي من جهتها خير أبداً وأنه كلما تم تقليص هذه العلاقة للحد الأدنى فهو الأسلم والأجدى فمصر كانت ومازالت هي السبب الأكبر وراء ما حاق بالسودان من ضعف وهوان وتخلف وراء الأمم والشعوب وحصار وتخبط في السياسات ومجيء الحكومات العميلة التي وقعت في فخ المخابرات المصرية والأحزاب الخائنة التي ما زالت تحلم بالوحدة مع الجارة المتنمرة ذات العقلية الخديوية التي تعتبر السودان أرضاً مشاعة وبلداً تابعاً وعبيداً وبوابين.
مصر الرسمية وباء لا تحتاج إليه أبداً وكل ما ابتعدت عنه فهو أسلم لك. وتبقى العلاقات الشخصية مع شعب مصر المنكوب بداء الحكام والحكومات غير أنني لا أعفي شعب مصر نفسه من المسئولية فلم أسمع مصرياً يقول الحق أو يدافع عن العدل تجاه السودان إلا من رحم ربي.
إن الذين يدافعون عن العلاقات الأخوية من المشفقين على مآلات ما يدور الآن بين السودان ومصر هم في جملتهم ممن لم يفقهوا النوايا المصرية الحقيقية تجاه السودان ولهذا فلا ألومهم لكونهم تحدثوا وهم غافلون عما تدبره مصر لهم لكنني لا أعفي النخب السودانية من المسئولية إن هم وقفوا نفس الموقف فالعداء المصري المستمر على مدى القرون لم يترك للسودانيين سانحة أمل للاستمرار في قبول المهانة والاستغباء من مصر الرسمية وساستها ونخبها ومثقفيها.
د. عمر فضل الله