لا تطلع شمس مدينة كسلا بشرق السودان أو تغيب دون أن يحط بها كثير من السياح المحليين والأجانب رحالهم بحثا عن استجمام ومتعة بأجمل الصخور الملساء متمثلة في جبل توتيل الذي يوصف بالجبل الأسطورة.
ومع أنغام أغنيات تحمل كثيرا من طابع إنسان المنطقة مثل أغاني قبائل البجا والهدندوة، يطرب مغن ينتمي لإحدى القبيلتين مسامع الزوار بأهازيج قل أن توجد في مكان آخر، قبل أن تحتفي المقاهي القريبة من الأكواخ بزائريها.
ويعتقد بعض زوار الجبل أن الجلوس على صخوره أو شرب مياهه الموسمية التي تخرج في شكل ينابيع عقب هطول أمطار الخريف أمر يسعد النفس ويبهجها في قادم الحياة.
ولا تبدو زيارة الجبل الذي يتوسط جبلين آخرين مرتبطة بموسم أو فصل من فصول السنة، وإنما تتواصل طوال العام.
وتكثر الأقاويل والروايات عن الجبل وما حوله من مدافن لعدد من شيوخ منطقة كسلا بجانب أحد رموز طائفة الختمية بالسودان، بالإضافة إلى أكواخ تمثل تراثا للمنطقة.
ووسط صخب الموسيقى التقليدية يقدم الشاي والقهوة على الطريقة البدوية المعروفة عند أهل المنطقة الذين يتميزون بعلاقة قوية مع القهوة.
ويتبارى كثير من سكان المنطقة لبيع المشغولات اليدوية المحلية من أوان صنعت من الفخار وإكسسوارات من الخرز ومواد محلية نادرة لبيعها للزوار.
ورغم أن توتيل هو الكتلة الملساء الأشهر بين الجبال في المنطقة فإن التاكا وأويتلا والبدوان ومكرام تشكل مرتفعات جبلية تكمل تلك اللوحة التي تحيط بمدينة كسلا من جهات ثلاث.
الزوار يعتقدون أن مياه نبع توتيل بها ما يسعد النفس ويبهجها في قادم الحياة (الجزيرة) |
سحر خاص
زائر قدم إلى الجبل من غرب السودان في رحلة امتدت لأكثر من يومين يرى أن توتيل وما به من نبع مائي مع ما يمثله من قيمة جعلت الجبل ينال مكانة لم تنلها مرتفعات السلسلة الأخرى “ولما له كذلك من سحر خاصة عند شروق الشمس أو غروبها”.
ويعتبر توتيل من القمم الجبلية الملساء بارتفاع يزيد عن ألف قدم فوق سطح الأرض، كما تعتبر بعض المدافن والكهوف المنحوتة فيه من المواقع الأثرية والسياحية التي تسعى السلطات المحلية في ولاية كسلا لتسجيلها ضمن التراث العالمي.
جبل توتيل يضم عددا من الكهوف الأثرية (الجزيرة) |
عمدة كسلا بابكر أحمد جعفر يقول إن كلمة كسلا نفسها تعني بلغة الهدندوة مرحبا، الأمر الذي جعل إنسان المنطقة أكثر بشاشة وترحابا بالزائرين.
ويضيف أن اسم جبل توتيل يشير إلى شخص كان يحرس الجبل في قديم الزمان “ويعتبره أهل المنطقة من الصالحين”، مؤكدا أن مراقد بعض الشيوخ من أهل البلد جعلت الجبل محل احترام كبير بين السودانيين.
ولا يكتفي معتمد كسلا معتصم محمد عثمان بالحديث عن قيمة جبل التاكا وجماله وما يحققه للزائرين والسياح من راحة، بل يشير إلى وجود عدد من الكهوف الأثرية.
ويقول للجزيرة نت إن منطقة مامان جنوب المدينة تكاد تماثل الجبل في الروعة والجمال، غير أنه يشير إلى أن ما اكتسبه توتيل من سمعة قل أن توجد لغيره من المواقع السياحية بالمنطقة.
عماد عبد الهادي-كسلا