تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى الأوضاع حول كوريا الشمالية بعد إجرائها التجربة الصاروخية الأخيرة؛ مشيرة إلى خلطها أوراق الرئيس الكوري الجنوبي الجديد.
جاء في مقال الصحيفة:
يعقد مجلس الأمن الدولي يوم 16 مايو/أيار الجاري جلسة خاصة لمناقشة التجربة الصاروخية الأخيرة، التي أجرتها كوريا الشمالية. فقد بادرت واشنطن وسيئول وطوكيو إلى دعوة المجلس إلى الانعقاد، وهي تطالب بتشديد العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ. كما أعلن راديو آسيا الحرة، الذي تموله أمريكا، أن الصين تنوي وقف حركة القطارات بين البلدين. بيد أن بكين دعت إلى تسوية دبلوماسية للمسألة. أما الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية مون جاي إن، فيقول إن الضغط على بيونغ يانغ سوف يجعل موقفها أكثر تشددا. وفي مطلق الأحوال، فقد أظهر اختبار الصاروخ أن كوريا الشمالية تنوي تحسين ترسانتها الصاروخية.
وقد تكون ناجحة تجربة إطلاق كوريا الشمالية صاروخ (المريخ–12) “Hwasong-12” يوم 14 مايو/أيار الجاري، حيث يمكن اعتبار مداه في التجربة بين المتوسط والبعيد. وبحسب مشروع الرصد “38 شمال”، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، لم يلاحَظ ذلك سابقا في التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية. وأشار إلى أن التجربة استعرضت ليس فقط صاروخا بالستيا متوسط المدى يمكنه ضرب القواعد الأمريكية في جزيرة غوام، بل والأهم من هذا بين التقدم الكبير في تصميم الصواريخ البالستية عابرة للقارات”.
أما وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية، فقد أعلنت أن التجربة سمحت بفحص منظومة التوجيه وعمل المحرك الصاروخي الجديد. ويعترف خبراء كوريون جنوبيون بأنه إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن هذا يعني أن كوريا الشمالية تمكنت أسرع مما كان يتوقع من تنفيذ برنامج إنتاج الصواريخ البالستية.
وقد أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على هذه التجربة، وقال: “إذا ما حاول الأمريكيون استفزاز كوريا الشمالية، فلن يتمكنوا من تجنب أكبر كارثة في تاريخ بلادهم”. وقد وصفت وسائل الإعلام المحلية الصواريخ النووية بأنها “السيف المقدس” لكبح جماح المعتدين.
بيد أن وكالة رويتر أفادت، استنادا إلى مصادرها في القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، بأن نوع السلاح، الذي استخدم في الإطلاق، لا يملك مواصفات الصواريخ البالستية العابرة للقارات. ويؤيدهم في ذلك العسكريون الكوريون الجنوبيون.
من جانبه، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في بكين، أن توسيع نادي الدول النووية ليضم كوريا الشمالية مسألة غير مفيدة وخطرة وضارة. لذلك يجب العودة إلى إيجاد سبيل لتسوية القضية سلميا والحوار مع كوريا الشمالية والتخلي عن إخافتها. ومن جانب آخر، إن الانتهاكات الفظة للقانون الدولي، والتوغل في اراضي دول أخرى، وتغيير الأنظمة يؤجج سباق التسلح في العالم. وقال: “يجب علينا في هذا الصدد العمل بصورة كاملة، وتعزيز نظام الضمانات الدولية بمساعدة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
فلاديمر بوتين
ويبدو أن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن ينوي العمل في هذا الاتجاه، حيث يريد استئناف الحوار مع الشطر الشمالي. علما أن كيم جون أون خلط أوراق نظيره الجنوبي، وأصبح الجو غير ملائم للحوار. فماذا سيفعل مون؟ هذا ما ستكشفه الأيام القريبة، ولا سيما أنه قرر إيفاد مبعوثين إلى خمس دول – الولايات المتحدة، روسيا، الصين، اليابان وألمانيا للتشاور في هذه المسألة.
هذا، واستبعد الخبير العسكري العقيد المتقاعد فيكتور ليتوفكين، في حديث إلى الصحيفة، “إمكانية التنبؤ باتجاه صواريخ كوريا الشمالية، لأنها لا تتجه نحو الهدف المرسوم لها وفق برنامج تحليقها. أي يمكن أن تسقط في أراضي روسيا أيضا. بيد أن وسائل الدفاع الجوي الروسية تقف على أهبة الاستعداد دائما لصد أي هجوم صاروخي. أما من الناحية السياسية، فكوريا الشمالية تنتهك جميع قرارات مجلس الأمن الدولي”.
روسيا اليوم