نشر في الفترة الماضية مقطع صوتي عبر وسيلة الاتصال (واتساب) لـ”عبد الواحد محمد نور” حرَّف من خلاله إحدى سور القرآن الكريم، لم نسمع بعد، المقطع الصوتي هل هو “عبد الواحد” أو غيره؟، ولم نسمع تعليق من “عبد الواحد نور” نفياً للذي تم تداوله عبر تلك الوسائط، فإن كان الذي سمعناه وسمعه الكثيرون من أبناء السودان وغيرهم ما جاء في التحريف القرآني من “عبد الواحد” فإن القرآن له رب يحفظه، وقد حفظه من التحريف قرون عدة، فماذا يساوي “عبد الواحد” الذي يريد أن يأتي بقرآن من عنده، وقد كان مسيلمة الكذَّاب من قبله أدى مثل ذلك، ولكن الله الذي أنزل القرآن يستطيع أن يجعل “عبد الواحد” في ثوانٍ خارج هذه الدنيا.
فالقرآن لم ينزله أهل الإنقاذ حتى يحرِّفه، ولم ينزل من أجل أهل السودان الذين يكن لهم العداء، فالقرآن نزل للبشرية جمعاء بما فيهم أنت يا “عبد الواحد”، فإن شئت أن تؤمن وأن شئت أن تكفر، ولكن حسابك عند المولى عز وجل، ولا تعتقد أن تحريفك للقرآن سيجعل أهل الغرب أو الملة غير المسلمة سترضى عنك، فهم لهم دينهم الذي يؤمنون به ولا يريدون أن يحرِّفوه ومن أجل ماذا يحرِّفوه؟ هل ليحكموا السودان، أم أن يرضوا سادتهم؟، فالذي يبدِّل دينه يعلم تماماً ما هو مصيره، وإذا أردت يا “عبد الواحد” أن يكون لك شأن بهذا التحريف فلن تجني إلا العذاب في الدنيا قبل الآخرة وعقاب المولى سريع، وهو حافظ لكتابه من أمثالك، فمن أراد أن يحكم السودان بهذه الطريقة يا “عبد الواحد” ستجد حتى أهل الملل الأخرى يضحكون عليك، لأن من يحرِّف دينه لن يجد الاحترام حتى من اليهود أو النصارى أو أصحاب الديانات الأخرى، ولا أدري تجرأت يا “عبد الواحد” أن تحرِّف كلمات الله التي نزلت على نبي البشرية محمد (صلى الله عليه وسلم)، قبل قرون، فأنت حتى العربية لم تنطقها سليماً فتأتي لتحريف القرآن كلام الله، لقد ذهبت إلى إسرائيل وجعلت لك مكتباً فيها نكاية في حكم الإنقاذ، وإدعاء بأنك ذهبت إلى ربايبك لكي يدعموك لتأتي راكباً حصاناً أبيض لتحكم السودان، وقد قال الذي سرت إلى جواره من قبل الدكتور “جون قرنق” الذي تحاول الآن أن تنتهج نفس النهج الذي انتهجه من قبل وكال العداء ليس للإنقاذ وحدها، بل لكل الحكومات التي جاءت عقب انتفاضة رجب أبريل 1985م، وسمى الحكومة التي تلت ذلك بمايو تو، وظن أن أمريكا والغرب سوف ينصرانه ويأتيان به حاكماً على كل السودان من نمولي إلى حلفا التي كان يردد ذلك في الغابة أو في مجالسه الأخرى، وعلى الأقل “قرنق” لم يحرِّف القرآن وأخيراً جاء طائعاً مختاراً إلى السودان بعد أن استجاب لقرارات أسياده. أما أنت فلن تأتى طائعاً مختاراً، ولكن نهايتك ستكون عظة لكل من أراد أن يسير في خطاك الفاشلة، لم تتعظ من الذي حدث لـ”قارون” أم تريد أن تلقى مصيره، وحينما تصل روحك إلى الحلقوم تقول يا الله كنت ضد الإنقاذ فتبت، ولكن لن ينفعك الندم وقتها..وستكون عظة لمن أراد أن يسلك طريقك.. فمن الأفضل لك أن تكفِّر عما قلته وتتوب إلى الله عسى أن يغفر لك.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي