ما زالت قضية وزير العدل الذي لم يؤدي القسم تشغل وسائل الإعلام خاصة بعد أن اتهم في حواره مع (السوداني) القيادي البارز في المؤتمر الشعبي كمال عمر أنه السبب وراء الشائعة التي أشارت إلى تزويره شهاداته الجامعية (الماجستير والدكتوراه).
أبوبكر حمد كشف الكثير في حواره مع (السوداني)، في حين فند كمال عمر الاتهامات التي كالها له الرجل مشككاً في قدراته وأدائه.. فإلى ما أدلى به الطرفان:
حوار: محيي الدين شجر
هل صحيح أنك لا تملك شهادة جامعية ولم تمارس مهنة القانون في حياتك؟
هذا اتهام لا يسنده الواقع فأنا تخرجت من كلية القانون جامعة الخرطوم دورة 86،19 وكان من دفعتي نقيب المحامين الحالي الأستاذ الطيب هارون علي والطيب مركز عميد كلية القانون الحالي وماجد يوسف يحيى سفير السودان بأريتريا ومها بخيت مدير الملكية الفكرية بجامعة الدول العربية ومثل هذا الاتهام يسهل إطلاقه كما يسهل إثبات عكسه..
أيضا اتهموك بأنك لم تنل شهادة معادلة؟
من يريد اغتيال الشخصية يمكن أن يقول أي شيء ولكن الحقيقة أنني محامٍ ولي مكتب محاماة بل أنا أول من أسس شركة محاماة في السودان اسمها شركة (حمد)، فكيف أُمارس مهنة المحاماة دون الحصول على شهادة المعادلة وقد وقع عليها الشيخ الترابي.
تم اتهامك أيضا بأنك لا تملك شهادتي ماجستير ودكتوراه أمريكية، وما لديك هي شهادات مزورة؟
أولاً أمريكا للذين لا يعرفون، تمنح شهاداتها بصيغة (حاز) أي اقتلع وثابر واجتهد، لأنها دولة تعترف بجهد الطلاب، في حين يستخدم النظام البريطاني كلمة (منح) الطالب، وبالعودة إلى سؤالك أتساءل أنا: هل دولة مثل أمريكا يمكن أن يكون فيها تلاعب وتزوير في الشهادات العليا، وحتى يطمئن قلبك أقول لك إنني نلت الماجستير في القانون الجنائي من جامعة شيكاغو ستيت shicago state والدكتوراه من جامعة جامعة نورث وسترن (إلينوي) northeastern illinois ومن جامعة الملكية الفكرية جون مارشال john marshall..
اتهموك أيضاً بأن وزارة العدل رفضت استيعابك عقب عودتك من دولة قطر، ما صحة ذلك؟
لقد التحقت بالهيئة القومية للاتصالات عبر عقد خاص، وعُدت من قطر في مهمة خاصة، وهي المساهمة في صياغة استراتيجية الاتصالات في السودان وترتيب الهيئة القومية للاتصالات والتي من ضمن مهامي فيها هيكلة الإدارة القانونية، وأذكر وقتها أن الأستاذ الطيب مصطفى أراد تسكيني بوزارة العدل وانتدابي للهيئة القومية للاتصالات، ولكني فضَّلت العمل عن طريق عقد فتم التعاقد معي تعاقداً مباشراً.
لماذا فضلت العقد المباشر؟
الأمر مُتعلق بالأجر الذي كنت سأتقاضاه إذا كنت بوزارة العدل والذي سيختلف كثيراً، ويقل كثيراً عن أجري إذا كان وفق تعاقد مباشر.. بل وقبل انتهاء عقدي مع الهيئة القومية للاتصالات تم انتدابي لتسلم ملف الحكومة الإلكترونية وأصبحت مدير عام الحكومة الإلكترونية وترأست لجنة تسييرها. وكانت لي مساهمة في الاستراتيجية القومية لصناعة المعلوماتية في السودان.
ماذا تقول عن فصلك من قطر لأنك لا تملك شهادات؟
أنا وصلت قطر من أمريكا مباشرة، وتم التعاقد معي في مرحلة من المراحل كان العمل يجري لتخصيص وزارة الكهرباء والماء، وأنا ساهمت في تأسيس الكهرباء، وهل قطر تتساهل في تعيين والتعاقد مع الذين لا يملكون شهادات، ولقد كنت مسؤولاً أيضاً عن العقودات والمناقصات التي تتم في الشركة القطرية لإنتاج الكهرباء والمياه في إدارتها القانونية التي يرأسها قطري وفيها مستشارون مصريون ومستشار سوداني، وأنا من أقترح تعيين محمد يوسف أبوحريرة مستشاراً قانونياً، والذي بعد انتهاء عقده عمل بسلطنة عمان وتوفي فيما بعد بدولة قطر.
هل فُصلت؟
انتهى تعاقدي نهاية طبيعية، بل منحوني فترة ما بين شهرين وثلاثة أشهر مدفوعة العقد لإكمال إجراءات مستحقات الخدمة وأعطوني الحق لأنقل إقامتي لأي عمل آخر، ووقتها أنهت زوجتي عملها بقطر وكانت أستاذة في جامعة قطر ورافقتني للسودان، وبعد عودتي للسودان فتحت مكتباً للمحاماة وعملت بمنظمة الشهيد.
هل صحيح أنك فُصلت من جامعة قطر؟
أنا لم ألتحق بجامعة قطر بصفة رسمية، ولكن استعانوا بي لتدريس بعض المواد كأخلاقيات الحاسوب والحكومة الإلكترونية وقوانين الجرائم الإلكترونية، ومن يشكك في كلامي عليه سؤال كلية علوم الحاسوب بجامعة قطر.
ورد بأنك حزب أمة ورواية أخرى بأنك اتحادي ديمقراطي؟
أنا شخصية قومية وشاركت في الحوار كشخصية قومية ولي علاقات مع كل الأحزاب.
كيف شاركت في الحوار؟
تم ترشيحي بواسطة الشيخ حسن الترابي رحمه الله.
*ذكر السجاد المنتمي للمؤتمر الشعبي أنك شخصية مريبة وأنك من وقَّع على ما سماه بالوثيقة المزورة للجنة الحريات؟
توصيات لجنة الحريات تم توقيعها من قبل رئيس اللجنة عبيد حاج علي والرئيس المناوب أبو بكر حمد والمقرر إبراهيم دقش وأودعت للأمانة العامة وبحضور السجاد نفسه وكمال عمر فعن أي توصيات يتحدث، كما أن السجاد كان مساعد لمقرر الأمانة العامة للحوار ولا علاقة له بلجنة الحريات حتى يتحدث عن لجنة ليس طرفاً فيها.
من يقف وراء هذه الاتهامات؟
أقول لك أن كمال عمر كان يريد منصب وزير العدل، وأذكر أنه وأثناء ما كان الحوار يمضي كشف الترابي عن عدم رغبتهم في المشاركة في السلطة وأن الشعبي سينتظر الانتخابات، فلم يعجب كمال عمر بذلك فقال الترابي: (كمال عمر شايف البيرق قدامو شخصياً)، أنا أرى أن وزارة العدل لخصوصيتها رأى رئيس الجمهورية أن تُترك لشخصية قومية، وأشير عليكم أن كمال عمر بعد ذلك مباشرة أعلن تخليه عن المؤتمر الشعبي، والسؤال هو: هل كان يُريد كمال عمر أن يكون شخصية قومية لأجل كرسي وزارة العدل.
هناك أنباء عن اختيار مولانا محمد أحمد سالم كوزير للعدل بدلاً عنك؟
محمد أحمد سالم من الشخصيات القومية المحترمة، ولكنه تلقَّى دعوة للمشاركة في الحوار مثلما دعيت ولكنه لم يشارك.
هل ستُؤدِّي القسم؟
نعم بعد عودة الرئيس من زيارته الخارجية..
حدثنا عن ملابسات ما حدث أثناء أداء القسم؟
وقتها تم استدعائي لمقابلة السيد النائب الأول فدخلت عليه فقابلني بأخلاق عالية وتحرك من كرسيه نحوي، وقال لي بالحرف الواحد: لقد كان لك في الحوار دور واضح واكتسبت ثقة الرئيس وأطلب منك إرجاء أداء القسم إلى حين عودة الرئيس لكي نجلي بعض الأمور الصغيرة.
ماذا قلت له؟
قلت له هل هنالك شيء، قال: نريد أن نجلي بعض الأمور؛ فقُلت له: أشكركم على الثقة لاختياري وأنني على استعداد لخدمة الوطن.
كمال عمر لـ(السوداني):
حوار: لينا يعقوب
أبو بكر حمد اتهمك بصورة مباشرة أنك من تقف وراء الشائعات التي لحقت به بتزوير شهاداته الجامعية؟ سأفتح فيه بلاغاً.
كيف بدأت علاقتك به؟
أنا من رشحته بواسطة سليمان أونور، قال لي هناك شخص خريج قانون من الجامعات الأمريكية اسمه أبوبكر حمد وكنت أعرفه لكن حقيقة لم أتذكره في تلك اللحظة، إلى أن فوجئت به داخل لجنة الحريات، وفي اللجنة كان أداؤه “زيرو”.
كيف عرفت أن أداءه سيئ؟
هو يجلس في مقعد المعارضة لكنه كان منحازاً للحكومة بشكل مخل جداً، وتحدثت معه مراراً، وهناك كلام سأقوله في وقت لاحق ليس الآن.. أنا شخص في تنظيم قوي ولو أراد التنظيم هذه الوظيفة لما نالها شخص ليس لديه خبرة أو تنظيم أو اسم.
عفواً، هو أصلاً غير مُنظَّم ولا ينتمي لحزب ما؟
ليس لديه اسم معروف.
أنت من شرحته للجنة الحريات، كيف نفهم أن لا اسم له؟
لا لا.. نحن رشحناه للجنة ولم نرشحه لوزارة العدل، حقيقة كان أدائه ضعيفاً.
أداؤه ضعيف فقط لأنه انحاز للحكومة من وجهة نظرك؟
أبداً.. حتى نقاشه عن الحريات كان ضعيفاً ولا يملك رؤية حولها.
ألا تعتقد أنه يمتلك أدلة، أي لا يمكن أن يطلق الاتهامات جزافاً؟
لا يملك أدلة، “وأنا ما فاضي ليه”.. هو رجل ليست له إمكانيات.
ألم تبلغ إذن جهةً أن هذا الرجل، أي أبوبكر حمد، شخص ضعيف لا يملك مؤهلات؟
أبداً.. لم أكن منشغلاً بشخص، كنت مشغولاً بالقضية، مشكلته أنه وقَّع على توصيات مطعون فيها، وهو لا يملك تفويضاً، فالتفويض ممنوح لعبيد حاج علي، نحن اعتدنا حينما يكون عبيد غائب أن نُرئسه اللجنة، هذا شخص متسلق لم يَخْتَرْهُ أحد.
أنت في لجنة الحريات وقانوني كبير ومعروف، هل يُعقل أن لا ترشحه مثلاً أو تطعن في تشريحه، باعتبار أن رأيك مهم في المسألة؟ هذا سؤال يُسأل للمؤتمر الوطني الذي رشح شخصاً عديم الخبرة لا اسم له، وأنا أعتبر أن هذه القصة لديها مغزى، شخص خدم الحزب في اللجنة ووقَّع على توصيات مطعون فيها ودافع عنها، الله أعلم أن يكون الترشيح حدث فيه حسن نية.. وبالشكل المطروح الآن الله أعلم أن يكون وزيراً للعدل.
عفواً.. الرجل قال إن الترابي هو من قام بترشيحه، كيف يمكن أن نتأكد من ذلك؟
أنا المتأكد من ذلك، الترابي عليه الرحمة، رشح عبيد حاج علي وأنا من أحضرته للترابي في المنزل، لكن الترابي لا يعرف أن هناك شخصاً اسمه أبوبكر حمد.
ألم تكن ترغب بوزارة العدل خاصة أن البعض أشار إلى ذلك؟
أريد وزارة العدل من أي منطلقات؟ أنا شخص منظم في حزب لا أطلب شيئاً، من يطلب هو الشخص الذي يقول إنه قوي ولا يملك حزباً، الحزب هو من يرشحني، أنا والعياذ بالله من كلمة أنا، اسمي أكبر من الوزارة، أنا شخص غير متطلع في هذه الأمور، اسمي في عالم السياسة السودانية اتفق الناس أو اختلفوا معي هو اسم معتبر وكبير، لكن من الذي يعرف أبوبكر حمد؟ هذا الشخص لا يستطيع مواجهتي.
*كيف لا يستطيع وهو واجهك على صفحات الصحف؟ مواجهة جبانة، المعلومات التي قيلت حوله جاءت من قطر وأنا لست طرفاً فيها وتصريحاتي ذكرت أني أتمنى أن تكون شهاداته صحيحة، أنا لست من يستغل الأحداث، نعم أرجو أن تكون شهاداته صحيحة ولكن هذا ليس هو الشخص الذي يمكن أن يشغل وزارة العدل الآن.
ومن الأنسب لشغل المنصب؟ أنسب شخص هو مولانا عوض حسن النور لديه تاريخ واسم، لكن لا يمكن أن نأتي بشخص نكرة لكي يتعرف ويعرف من خلال الوزارة.. لكن أنا كمال عمر الوزارة لن تزيدني الوزارة معرفة.
أبوبكر حمد يبدو واثقاً من شهاداته؟
في حوارات عرض شهادة المعادلة، لماذا لم يعرض الماجستير والدكتوراه؟ كما أنه يدعي أني وراء الشائعة، لذا أنا أسأله: من أين عرفت ترشيحه للوزارة؟ أنا سمعت بترشحيه مثلي مثلكم؟ وما هي علاقة الشائعة بمنع أدائه القسم؟ هل باستطاعة كمال عمر أن يكون نافذاً لهذه الدرجة؟
هو يعتبر أنك من أطلقت الشائعة لدرجة أن البعض شكك في الموضوع؟ الشارع بدأ في الحديث بعد المراسم، أنا أسأل لماذا مُنع من أداء القسم؟ والإشاعة بعد المنع وليس قبل المنع، لذا من أين لي بهذه المعلومة؟
رأيك في كل ما حدث؟ الإنقاذ لا تنقضي عجائبها.
السوداني