عاد قائد الجيش المعزول في جنوب السودان بول مالونق إلى العاصمة جوبا، السبت، قائلا إنه لا ينوي التمرد ضد حكومة الرئيس سلفا كير.
وصرح رئيس جنوب السودان سلفا كير، الجمعة، أن قائد الجيش الذي أقاله كان في “مزاج القتال” مما يثير احتمال نشوب المزيد من الاضطرابات بعد أكثر من ثلاثة أعوام من حرب أهلية تؤججها نزاعات عرقية.
وقال كير للصحفيين إن بول مالونق لم يطع الأوامر للعودة من ولايته إلى العاصمة لتسليم مهامه لمن يخلفه، مضيفا أن أجانب لم يحددهم يدعمون الجنرال المعزول.
وأفاد كير بأنه في آخر مرة تحدث مع الجنرال المقال لم يكن في حالة مزاجية طيبة كان في مزاج القتال، مضيفا “حاولت تهدئته لكنه كان جامحا”، ولم يقدم الرئيس تفاصيل بشأن فحوى حواره مع مالونق.
وبين رئيس جنوب السودان أنه ينبغي لمالونق العودة للعاصمة كي أقدم له الشكر رسميا على سنواته في قيادة الجيش وتسليم مهامه لمن يخلفه، وأضاف قائلا: “لقد طمأنته على سلامته ما إن يصل إلى جوبا”.
وكان كير أقال مالونق الجنرال الذي قاد حملة على المتمردين في وقت سابق هذا الأسبوع بدون إبداء أسباب.
وغادر مالونق العاصمة وسط عدة مركبات في طريقه إلى مسقط رأسه في ولاية أويل شمال غرب جنوب السودان ما أثار تكهنات بشأن خطوته القادمة.
وجاءت إقالة مالونق بعدما قدم عدد من كبار الجنرالات استقالاتهم متهمين الجيش بانتهاكات حقوقية وتحيز عرقي، وأعلن أحدهم، وهو توماس سيريلو سواكا، تشكيل قوة متمردة تابعة له وهدد بالإطاحة بالرئيس سلفا كير.
المعارضة في جنوب السودان تتكتل ضد الحكومة
قالت سبع مجموعات معارضة في جنوب السودان، يقود إحداها الزعيم المتمرد ريك مشار، السبت، إنها اتفقت على العمل عن كثب لتحقيق مسعاها المتمثل في الإطاحة بحكومة الرئيس سلفا كير.
وجاء ذلك في وقت تستمر فيه الحرب الأهلية في الدولة المنتجة للنفط.
ومن بين الموقعين على الاتفاق الوزيران السابقان كوستي مانيبي ولام أكول وتوماس كيريلو سواكا الرئيس السابق لهيئة الإمداد والتموين في القوات المسلحة الذي استقال في فبراير/شباط احتجاجا على الانتهاكات المتفاقمة لحقوق الإنسان من قبل الجيش وهيمنة “الدينكا” الجماعة العرقية التي ينتمي إليها كير.
وقال ناثانيل أوييت وهو مسؤول كبير في جماعة الجيش الشعبي لتحرير السودان قطاع الشمال التي يقودها مشار: “عندما نعمل معا يمكن أن تكون جهودنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية أكثر فاعلية من عملنا كوحدات منفصلة”.
واستقلت جمهورية جنوب السودان عن السودان في 2011 لكنها سقطت في أتون الحرب الأهلية بعد عامين عقب قيام كير المنتمي للدينكا بعزل نائبه مشار المنتمي للجماعة العرقية النوير.
وقد فاقم الصراع تفشي المجاعة في أجزاء من البلاد ونزوح نحو 750 ألف شخص من بين السكان الذين يبلغ عددهم 3 ملايين.
وقالت الأمم المتحدة إن العنف في جنوب السودان يرقى إلى التطهير العرقي ويمكن أن يتصاعد ليصبح إبادة جماعية.
وتقاتل جماعة مشار القوات الموالية لكير لكن عدة جنرالات انشقوا وكونوا حركات لهم أو انضموا لحكومة كير.
وقال قادة المعارضة في البيان الذي أصدروه، السبت، إنهم سيعقدون مؤتمرا بغرض السعي إلى جبهة موحدة بشأن القضايا الإستراتيجية والعملياتيه المشتركة.
وقال أويايا دينج أجاك وهو عضو في مجموعة من المسؤولين السابقين المنفيين كانوا في حزب الجيش الشعبي لتحرير السودان “نشعر بأننا إذا كان لنا هدف واحد.. سنكون بحاجة إلى تنسيق جهدنا ونحتاج إلى التحدث بلغة واحدة”.
وقال أجاك إن هناك بعض القضايا الخلافية التي لا تزال قائمة من بينها تعيين قائد للجبهة.
وجاءت خطوة المعارضة نحو الوحدة في وقت ظهرت فيه شروخ في الائتلاف الذي يقوده كير، ففي الأسبوع الحالي أقال كير قائد الجيش بول مالونج مما أثار مخاوف من مواجهة في الجيش.
وقال المتحدث الرئاسي أتيني ويك أتيني إن الحكومة لن تتفاوض مع أي معارضين جدد، وصرح لرويترز “الحكومة لا تعترف بمثل هذه المجموعة”، وأضاف “ليس لدينا وقت لهم”.
رويترز