سهر فاطمة !!

*أعرف أن الصوفية والعشاق يعجبهم الليل..

*فالقاسم المشترك (الأعجب) بينهم هو الليل.. وليلى..

*كلهم يغني لليلاه- ليلاً- مع اختلاف رمزية ليلى ما بين هؤلاء وأولئك..

*وأم درمان- تحديداً- كانت لياليها تئن من وطأة (الليلات)..

*وتضج فضاءاتها بآهات (يا ليلى ليلك جن)…وكسرات (يا ليلى هوي)..

*ويتناغم فيها الليل.. والنيل.. وحمد النيل.. وود عبد الجليل..

*ثم غشيت أم درمان- والسودان- غاشية رفدت رمزية الليل هذه برمزيات أُخر..

*فبات يعني الانقلابات.. والإعدامات.. وإعلان الوزارات..

*وليلة الأول من أمس شهدت إعلان حكومة الحوار الوطني قبل منتصفها بقليل..

*(طيب ليه)…وقد كان هنالك النهار بطوله؟!..

*أو نهار اليوم التالي إن لم تكتمل بعض المشاورات الخاصة بتقسيم الكيكة..

*أو نهار الذي يليه.. أو يليه.. أو يليه.. فالشعب غير مستعجل..

*أو بالأصح.. غير معني بأمر هذا التشكيل الوزاري خالص.. لا من قريب ولا بعيد..

*فهو يخص الذين (يغنون لليلاهم) فقط…وما أكثرهم..

*ويكفي أن بكري حسن صالح قال إنهم تلقوا قوائم بمرشحين بلغ عددهم (1500)..

*كل واحد من هؤلاء يريد أن يكون وزيراً أو نائباً أو وزير دولة..

*وحين كانت أسماء المحظوظين منهم تُتلى تذكرت أيام إذاعة المقبولين في الثانويات..

*أسماء.. تلو أسماء .. تلو أسماء.. لا تلوي على شيء..

*قائمة طويلة.. في ليلة طويلة.. إثر انتظار طويل.. و(طول يا ليل واسهري يا عين)..

*وصار ليل زماننا هذا غير ليالي تلكم الأيام..

*ليالٍ لم تكن (ليلى) ترمز فيها سوى لمعشوق في الأرض…أو الذي في السماء..

*والآن ليلى هي الكرسي.. هي الجلاكسي.. هي (نفسي، نفسي)..

*سواء كرسي وزارة.. أو برلمان.. أو حتى (اتحاد كورة)..

*وبعض (تحركاتنا) الليلية- في ليلٍ غير ليل (يا ليلى هوي)-عبرت آثارها الحدود..

*فسكرتيرة (الفيفا) انزعجت من مكالمة أتتها بعد منتصف الليل..

*وقالت- فاطمة سامورا-أن زوجها انزعج أكثر منها..

*فقد ظنا أن مكروهاً ألمَّ بأحد تربطهما به صلة قربى.. أو صداقة.. أو جوار..

*فإذا بالمتحدث هو (متحدث رسمي) باسم الجماعة الانقلابية..

*الجماعة التي انقلبت على الاتحاد الشرعي وسعت إلى (استلام السلطة بالقوة)..

*ولكن (ليل) الانقلاب هنا لابد له من (نهار) شرعية دولية..

*والشرعية هذه التي تمثلها فاطمة هنا كانت ردة فعلها الرفض.. والغضب.. و(السهر)..

*فقد كان في الإمكان أحسن مما كان وهو الاتصال نهاراً..

*وكان في إمكان حكومتنا أن (تذيع أسماء الفائزين) ضحى.. أو ظهراً.. أو عصراً..

*وكان في إمكان صحافتنا تجنُّب (سهر فاطمة !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version