قالت سلطات ولاية الخرطوم، الخميس، إن الإزالة التي تعرضت لها كنيسة جنوبي العاصمة السودانية، كانت ضمن إزالات لتعديات على الأراضي شملت عدة مرافق أخرى، وذلك بعد ساعات من زيارة دبلوماسي أميركي للمكان ومطالبته بإجراء تحقيق.
واتهم بيان لمجموعة “حملة التضامن الدولية مع المسيحيين السودانيين” سلطات حكومة الخرطوم بتجريف كنيستهم في ضاحية سوبا الأراضي، 19 كلم جنوبي وسط الخرطوم الأحد الماضي، واعتقلت إثنين من قساوسة الكنيسة المدمرة “بول صلاح وناجي عبد الله”.
وقال معتمد محلية جبل اﻷولياء، جنوبي الخرطوم، جلال الدين الشيخ الطيب إن اﻹزاﻻت التي قام بتنفيذها جهاز حماية اﻷراضي الحكومية والبيئة والطرق وإزالة المخالفات، بمنطقة سوبا اﻷراضي التابعة للمحلية، طالت عددا من المؤسسات التعليمية والصحية واﻻجتماعية ودور العبادة.
ونفى المعتمد في تصريح صحفي تلقته “سودان تربيون”، أن تكون اﻹزاﻻت وقفا على الكنيسة مثار الجدل، وذلك بموجب قرار صادر من مدير عام اﻷراضي منذ العام 2012 والقاضي بإزالة التعدي العشوائي بسوبا اﻷراضي وتخطيطها بهدف إسكان 7194 مواطنا.
وأكد أن اﻹزاﻻت بالمنطقة شملت 12 مسجدا وزاوية و3 كنائس ومدرستين من جملة 8 مدارس صدر قرار بإزالتها ضمن أعمال التخطيط الجارية بالمنطقة.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن ولاية الخرطوم تنشط منذ بداية العام الحالي في حملات لإزالة التعديات على الأراضي عبر جهاز حماية الأراضي بالولاية.
وأشار المعتمد الى أن منطقة سوبا اﻷراضي نشأت عشوائيا منذ العام 1985، وبدأت فيها مذ ذاك الحين إجراءات البحوث والتخطيط، بواسطة سلطات التخطيط واﻷراضي ومساندة لجان التخطيط واللجان اﻷهلية والمحلية.
وزار المسؤول بالسفارة الأميركية في الخرطوم ايرفن ماسينغا، الأربعاء، مقر الكنيسة التي تم هدمها من قبل السلطات الحكومية بسوبا الاراضي.
و طالب لدى خطابه من مقر الكنيسة الجميع بإحترام حكم القانون وحرية الأديان، قائلا إنه “بدون حكم القانون والحريات لم تتقدم الدولة ولن ينعم المواطنين بالأمن والاستقرار”.
وتابع “ما حدث محزن ومؤسف جدا، وأطالب السلطات الأمنية بإجراء تحقيق مباشرة لمعرفة السبب، ولضمان عدم تكراره في المستقبل، وناشد المسيحيين التحلي بالصبر حتى يتم التحقيق في القضية.
وكانت السلطات السودانية أوقفت في وقت سابق من هذا العام خطة هدم 27 كنيسة بما فيها كنيسة سوبا الأراضي، لافتة الى أنها غير معترف بها رسميا ككنائس.
لكن قادة الكنيسة يقولون إن السلطات ترفض منحهم تراخيص بناء عندما يقدمون طلبا لبناء كنيسة، ما يجبرهم على اللجوء إلى بيوت الصلاة هذه في ضواحي الخرطوم.
وتقول السلطات السودانية إنها تضمن حرية الدين، وتستشهد بالعديد من الكنائس في العاصمة، وتفاقم وضع المسيحيين السودانيين والمسيحيين من جنوب السودان منذ انفصال الأخير من السودان في يوليو 2011.
وفي ذلك الوقت قال الرئيس عمر البشير إنه يريد اعتماد الدستور الإسلامي للبلاد بنسبة 100% بعد انفصال جنوب السودان.
سودان تربيون