لماذا تهتم السفارة الأمريكية بالراحل “محمود عبد العزيز”؟

في بدايات هذه الألفية كان الواقع الثقافي والفني بالبلاد يعاني من انحدار الذائقة السمعية فيه وزهد أغلب الشباب في المراحل العمرية المتقاربة التي يتكون فيها الوعي على الإطلاع على الواقع والتاريخ الثقافي والفكري والسياسي للبلاد، وانعزل بكلياته عن مجمل الثقافات المحلية وتوجهت اهتمامات نحو الثقافات والفنون الوافدة إلى حد ذوبانهم الكامل فيها مع بداية انتشار البث الفضائي وثورة الانترنت والمعلومات .. وتطبع أغلبهم بمناهج حياتية (مغربنة) و(معربنة) وتم تعليب الثقافات الوافدة في شكل مبهج وبراق قادر على لفت انتباههم حتى كاد الجيل بكامله أن يفقد خصوصيته ويمسح ارتباطه بمكونه المحلي..ولكن لحسن الحظ بدأ وقتها نجم الفنان محمود عبد العزيز يزداد لمعاناً ويستقطب إليه كثيراً من أسماع الشباب معبراً عن أحلامهم وآلامهم وواقعهم بصوته القوي الهادر.. وكان محمود كأنه وحده بجسده النحيل يضطلع بدور عجزت عنه المؤسسات الكبيرة في إعادة تثبيت الثقافة السودانية في أدمغة الشباب..ونجح فتى المزاد في مسعاه وانتزع أسماع الطلاب والشباب من بين أنوثة هيفاء وهبي ورقة نانسي عجاج وغنج أليسا..وربما لهذا الأمر بات محمود أيقونة شبابية يملك قوة دفع وتأثير لا يضاهيه فيها أعتى رؤساء الأحزاب السياسية..واستمرت كاريزماه حتى بعد مماته..وربما ذاك هو ما دعا السفارة الأمريكية إلى زيارة منزله أمس الأول والالتقاء بأهله لمعرفة أي سحر بثه هذا الفتى في أدمغة الشباب حتى بات أحد أشهر شاب سوداني خلال السنوات الأخيرة…

المجهر السياسي

Exit mobile version