يبدو أن ساعة الصفر قد اقتربت بشأن إعلان حكومة الوفاق الوطني الجديدة، التى طال انتظارها منذ خواتيم الحوار الوطني فى أكتوبر الماضي، اقتراب موعد إعلان التشكيل الحكومي يبدو واضحا من خلال مسارعة المؤتمر الوطني لدعوة وسائل الإعلام لتصريحات صحفية وصفت بالهامة لنائب رئيس الحزب إبراهيم محمود عقب اجتماع المكتب القيادي الذي سيلتئم مساء اليوم.
اجتماعات مارثونية
بإستقراء ونظرة للحكومة الجديدة والتى تعتبر أول حكومة يشكلها رئيس وزراء في حكومة الإنقاذ، فإن تشكيل الحكومة قد طال انتظاره بسبب صعوبات واجهت التشكيل، وهو ما ظلت تردده قيادة المؤتمر الوطني باستمرار لجهة أن الحوار ضم أكثر من (100) حزب وحركة، الأمر الذي يقتضي إشراكها سواء فى الحكومة أو المقاعد البرلمانية، أبرز الأسباب التى أسهمت فى تأخير التشكيل الحكومي هو خلافات الأحزاب حول الحصة الممنوحة لها في كيكة السلطة، الأمر الذي أدى إلى انخراط قادة الحزب مع تلك الأحزاب في اجتماعات ماراثونية، انتهت بقبول الأخيرة المشاركة في الحكومة، وتقديم قوائم مرشيحها بعد أن تم تحديد المواقع المخصصة لها، سواء فى السلطة التنفيذية أو البرلمان أو المجالس التشريعية الولائية،
تنازلات الوطني
المؤتمر الشعبي وفى خطوة مفاجئة استبق إعلان الحكومة بالكشف عن ممثليه فى الحكومة والبرلمان، أحاديث ولغط كثير دار حول عدم مشاركة مبارك الفاضل والسيسي فى الحكومة، غير أن اتصالات ولقاءات مباشرة حسمت أمر مشاركتهما فى السلطة التنفيذية، بالمقابل فتح تأخير إعلان الحكومة الباب على مصراعيه للحديث عن وجود خلافات داخل الحزب الحاكم بشأن قائمة مرشحيه من الوزراء في الحكومة الجديدة، خصوصاً وأن الحزب ظل يؤكد على الدوام أنه تنازل عن(50%) من حصته في التشكيلة الجديدة للأحزاب الأخرى، بعضاً من خلافات قائمة وزراء الوطني كما يثأر سببها اعتراض البعض داخل الحزب على استمرار وزير المالية الحالي بدرالدين محمود فى موقعه في التشكيلة الجديدة، غير أن الحزب سارع لنفي ما يثار عن وجود خلافات بشأن قائمة مرشحيه، الحزب الحاكم ظل يؤكد على الدوام على وضعه لأسس ومعايير صارمة فى وثيقة الإصلاح الحزبي لاختيار مرشحيه لكل المواقع التى يدفع بمنسوبيه إليها.
اجتماع المكتب القيادي
أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني سارعت أمس لدعوة وسائل الإعلام لتصريحات صحفية لنائب رئيس الحزب إبراهيم محمود عقب اجتماع المكتب القيادي الذي سيلتئم مساء اليوم بالمركز العام للحزب، اجتماع المكتب القيادي سيجيز قائمة وزراء الحزب فى الحكومة بصورتها النهائية، بجانب تحديد موعد إعلان حكومة الوفاق الوطني، نائب رئيس الحزب لن يتجاوز بالتأكيد في حديثه لوسائل الإعلام الكشف عن الملابسات التى أدت لتأخير إعلان الحكومة،
حظوظ البقاء والمغادرة
ولعل التوقعات بشأن وزراء الوطني في الحكومة تشير إلى بقاء وزير المالية بدرالدين محمود، ووزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور، ووزيرة الرعاية مشاعر الدولب، ووزير الكهرباء معتز موسى فى مواقعهم، فيما يرجح مغادرة وزيري الاستثمار والنفط، بينما تحوم الشكوك بين بقاء ومغادرة وزير العدل عوض الحسن النور، الارهاصات تمضي بإتجاه وجود تغيير سيطال عدد من وزراء الدولة التابعين للحزب الحاكم والدفع بوجوه جديدة، المخاض العسير الذي تمر به الحكومة الجديدة والتي يتوقع إعلانها خلال ساعات ربما واحدة من أسبابه رفض النائب الأول ورئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح لعدد من الأسماء والترشيحات التي دفعت بها بعض الأحزاب لعدم تناسبها مع المرحلة المقبلة، والتى تحتاج لمواصفات محددة، بجانب عدم إمتلاك بعضهم للمؤهلات العلمية، بجانب تلك الأسباب قد يبرز سبب آخر ذكره القيادي بالحزب عبدالملك البرير بأن رئيس الوزراء الذي بيده تشكيل الحكومة رجل عرف بالتريث والتمهل وعدم الاستعجال فى اتخاذ قراراته، إذ لا يمثل تأخير إعلانها بالنسبة له أي مصدر إزعاج أو توتر، بالمقابل فالسؤال الذي يبرز ويطرح نفسه بقوة هل ستكون كتيبة رئيس الوزراء الفريق أول ركن بكري حسن صالح الجديدة من الوزراء ووزراء الدولة على قدر التحديات التى ستجابهها، خصوصاً وأنها حكومة معنية بتنفيذ مخرجات الحوار وتكملة ما تبقى من برنامج إصلاح الدولة، تلك الأسئلة ستجيب عليها مقبل الأيام
اخر لحظة