*والأضواء نفسها ثلاثية…لا كأضواء المسرح..
*فثلاثي أضواء المسرح كان تخصصهم – بادئ الأمر- المسرح وحده..
*أما ثلاثتنا هؤلاء فهم ينشدون ثلاثة أضواء للظهور..
*أضواء الإذاعات.. والتلفزيونات.. والجرائد..
*وربما أية أضواء إضافية – إن وجدت- إشباعاً لرغبة ظهور بدواخلهم…لا تشبع..
*فهم يحبون أن يكونوا – دوماً- تحت دائرة أي ضوء..
*صحيح أن حب الظهور هو ظاهرة سودانية الآن… ولكن هؤلاء (زودوها شوية)..
*بل ربما (زودوها كتير) بما إنهم يعشقون الظهور اليومي..
*ثم في اليوم الواحد ذاته- دونما مبالغة- قد يطلون عبر منابر (ضوئية) عديدة..
*تفتح الفضائيات تجدهم (متحكرين) ؛ يستضيفون.. أو يستضافون..
*تفتح الإذاعات تأتيك أصواتهم تجلجل من داخل ستوديوهاتها..
*تفتح الصحف فتستفتح بصورهم…وكتاباتهم..
*ويتساءل المرء بكل براءة و(خباثة): ومتى يجدون وقتاً لتخصصاتهم (الأصلية)؟!..
*أي لأعمالهم الرئيسية التي ينتسبون إليها…ويتصفون بها..
*وقبل يومين دار نقاش بيني وبين أحد ذوي الصلة بمجال الصحافة عن هذا الموضوع..
*وأشار إلى (كبير) في مؤسسة إعلامية يتنقل من ضوء لآخر..
*بل ربما بين ثلاثة أضواء- خلال أسبوع واحد- في خفة وأناقة و(رشاقة)..
*وإنه لهذا السبب- يقول- صار دوماً (تحت دائرة الأضواء)..
*و(تحت الأضواء) اسم برنامج سطع ضوؤه حين كان تلفزيون السودان (ذا ضوء)..
*وما كان مقدمه يضع تحت دائرة ضوئه إلا من يستحق..
*إلا من يستحق أن يُسلط الضوء على موهبته… هكذا كان يفعل حمدي بولاد..
*فمن كان عاطلاً عن الموهبة لن (تُظهره) الأضواء إلا مؤقتاً..
*سوف يحظى بنجومية تتوهج – وقتياً- كما الشهب…ثم تنطفئ سريعاً..
*المهم سألت سائلي : وهل مؤسسته هذه ناجحة أم فاشلة..
*فأجاب وهو يضحك: والله إنها لا تُصنف ضمن نظيراتها المتفوقات..
*طيب…أليست هي الأحق بزمنه وجهده و(جريه) ؟!..
*فهذا هو تخصصه (الأصيل) الذي يأخذ عليه أجراً.. ويُسأل عنه.. ومطالب بإنجاحه..
*وكلٌّ من يجوِّد عمله سيصير نجماً في مجاله؛ و(صاحب بالين كذاب)..
*ولكن من يقنع (مجانين) الأضواء- في بلادنا- هذه الأيام ؟!..
*فمحمد وردي كان نجماً بغنائه..
*ولم يفكر يوماً في أن يكون كاتباً.. أو ممثلاً.. أو مقدم برامج.. أو ضيف أضواء..
*وحسبو سليمان كان نجماً بتخصصه النفساني..
*ولم يسع يوماً لاستجداء نجومية إضافية عبر التهافت على الأضواء..
*وأنيس منصور كان نجماً بقلمه..
*ولم يحس يوماً أن نجوميته غير (مكتفية ذاتياً)… وبحاجة إلى المزيد من الأضواء..
*فيا (ثلاثي الأضواء) الذين لا يطيقون البعد عن الأضواء :
*إن لتخصصاتكم (عليكم حقاً!!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة