لقد لفت نظرى التأجيل المتكرر لإعلان حكومة التراضى فى كل مرة وترقب الشارع السودانى لها؟ مما يؤشر إلى الخلافات الواسعة فى دوائر الأحزاب حول تقسيم المقسم وتجزئة المجزا .
الحكومة القادمة قطعا حكومة ترضيات ، سيكون كل وزير محاط بحاشية حزبية ضيقة همهما الأكبر خدمة أجندات الحزب وقاعدته ، وعليه هل نتوقع المزيد من التردى فى الخدمات والانهيار .. وهل ستذهب الكعكة الصغيرة إلى فئة أخرى جديدة تنتظرها بشراهة أكبر ، وما نصيب الغلابا والمحرومين والمساكين الذين ينتظرون إعلان الحكومة والتشكيل الوزارى منها ؟
أم أن للوطنيين الغيورين والمتحمسين للتغيير كلاما آخر؟
قد أكون مخطئا إن تفاءلت وانتظرت الأفضل وقد أكون مجحفا إن حكمت على حكومة لم تتسلم بعد مقاليد الحكم ولم نرى طحنها وطحينها بعد ، ولكنها المخاوف المشروعة من كثرة المتصارعين على الكيكة الصغيرة والتى ينتظرها الجميع . الصحة تئن والتعليم يصرخ والخدمات تنتظر والشباب يتسكعون فى شوارع البطالة ، والنفق الطويل المظلم إلى السلام والأمن والاستقرار يتسع كل يوم ويهدد جغرافية الوطن . والزحف البشرى والصحراوى يجتمعان ويتفقان على اجتياحنا من كل الجهات دون أن نلقى لهما بالا ..
لا أدرى كيف سوف تستقبل الجماهير إعلان هذه الحكومة ؟ ولكن الأهم هو أن لا تخيب ظننا فيها وان لا تنصرف إلى حيث ما وجدنا عليه آبائنا . وتسلك ذات الطريق المهلك المشين .
وأخيرا تذكرت محاصصات الجمعية التأسيسية فى اخر عهد الديموقراطية الأخيرة ، والطلاقات الشهيرة التى وقعت حول قسمة الوزارات ، أتمنى أن لا يعود بنا التأريخ مرة أخرى وان لا يتكرر ذات المشهد الحزين وأن نرتقى بفهمنا وعقولنا فوق المصالح الحزبية والشخصية الضيقة وان نجعل الوطن نصب أعيننا والمواطن أكبر همنا حتى لا نتفاجا مرة أخرى بالمارشات العسكرية وبيان رقم واحد ، وأيها المواطنون الأحرار الشرفاء سنقدم اليكم بيانا هاما بعد قليل فترقبوه .
بقلم
أحمد بطران