* قال الأمين السياسي (أصبح سابقاً.. وبسرعة) السيد كمال عمر.. وهو أصبح أشهر من نار على علم.. أو من سارية المولد.. بالنسبة للشعبي.. توأم الوطني.. قال.. استقلت من جميع مناصبي.. وموقف الشعبي من الحريات مخزٍ.. (!!)..
* فمن عجائب الزمان.. وغرائب الأكوان.. أن يتحدث مثل هذا الرجل (المحامي) عن الحريات.. وهو قبل المفاصلة كان أحد (أعمدة) الحركة الإسلامية.. ومن ثم المؤتمر الوطني.. ونقول لسيادته.. (دون شماتة).. وعملاً بالقول الفصل.. والقول والفطام الحق.. إن (الحرية) لا تتجزأ.. أبداً.. هي (هبة) ربانية من الله سبحانه وتعالى.. لدرجة أنه.. من شاء أن يؤمن.. ومن شاء أن يكفر.. لا دخل للإنسان في التحكم فيها.. إنساناً كان أم نظاماً.. أو حتى (حزباً).. يظن منسوبوه أنهم ظل الله في الأرض.. والأوصياء على عباده.. في زمن انتهى فيه (عصر).. وزمن الأوصياء.. وحتى الأنبياء.. والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. تحدثنا السيرة والتاريخ بأنه كان (يترك) لأصحابه (حرية) تسيير أمور دنياهم.. بحرية العقل والاختيار.. والأمثلة على ذلك يضيق (المكان) بحصرها.. وحتى أنه صلى الله عليه وسلم.. كان يستشيرهم في (أمورهم) ويأخذ بالرأي الأصوب.. والمتفق عليه.. ولذلك لا وصي أبداً على حرية الآخرين.. أو وصاية عليهم..!؟!
* وإذا تكلمنا عن (الحرية).. في زمان الإنقاذ هذا.. وكان (هو) أحد الدهاقنة والمنظرين.. أو المؤيدين بشدة لكل أطروحات (الكبار).. منذ الأيام الخوالي.. (السوداء) الأولى.. لم يفتح الله عليه (بكلمة) اعتراض.. والملايين من الشباب.. أو كبار الموظفين في كل مؤسسات الدولة.. مدنية أو عسكرية.. يقذف بهم الى (أتون) الصالح العام.. بجيوب خاوية.. (وحشايا) محروقة وجائعة.. وغبن يكاد يطل ويصرخ من بين العيون.. وأسر كريمة (تسمرت) عقولها وفتحت أفواهها استغراباً ودهشة ومعظمهم توكل على الله.. وبدأ من جديد هذا غير الذين (ضربوا) في أركان الدنيا.. يبحثون عن العيش الكريم..!!
* أين كانت (الحرية).. والسلطات (إياها) تقتحم منزل رجل الأعمال (محجوب محمد أحمد).. وتقتاد ابنه (مجدي) الى غيابات سجن كوبر.. ثم (تعدمه) في أموال هي من جهد أهله.. وعرق سنين أبيه.. وكررنا القول مراراً عن الطيار جرجس.. والطالب أركانجلو داقاو.. وبعدهم حتى اليوم أصبحت (العملة) تجارة تدار من المكاتب الخاصة وغرف النوم الوثيرة.. ممن كانوا ذات يوم من كبار (دهاقنة) الأجهزة.. ومفاتيح للمسؤولية الشاملة..!؟!
* وكنماذج عن (خطل) القول عن (الحرية).. خلال مسيرة أكثر من ربع قرن.. أين كانت (هي).. في أحداث رمضان.. في أوائل القدوم.. وحرية أن يعرف (الأهل) مقابر ضحاياهم.. وفلذات أكبادهم.. وأولاد كجبار وبورتسودان.. وضحايا (الطلاب) ما بين العاصمة والجزيرة وكردفان.. وحرية أن يخرج الشباب في (سبتمبر) 2013م.. ليقولوا (لا) لرفع الدعم وارتفاع الأسعار.. ولكنهم وجدوا بكل أسف (حرية) أن يحصدهم الرصاص.. ليهلل البرلمان الاتحادي ويصفق لكل قرارات الحكومة..!!.. والحكايات كثيرة.. وللعلم هي موثقة..
* هذا غير (حرية).. النظام الحاكم.. في مصادرة الصحف.. حتى بعد طباعتها.. ومنع بعض الأقلام عن الكتابة.. (وحرية) منع الرأي الآخر.. من عقد أي ندوات.. أو حتى سمنارات.. أو حتى السفر الى خارج البلاد.. لأي سبب.. والكلام عن الحرية يطول.. وصرنا نسمع (حرية) أن يشتمنا الكبار بألفاظ تدمي العقول والقلوب.. (والحوار).. ومن يفكر فيه.. أو حتى يتعاطاه.. أو (الساذج) الذي يفكر في ثمراته..!!
* فيا سيدي.. التشابه بين (واقعنا) منذ بداياته.. وبين الواقع (التركي) اليوم.. قبضة حديدية.. تعديل الدستور.. تجميع السلطات في يد (أردوغان).. القذف بكل منسوبي الحكومة حتى قبل (أردوغان) الى الشارع.. بمعنى (الصالح العام) ثم اعتقالهم.. والزج بهم في السجون.. بعضهم بمحاكمات.. وبعضهم بدون ذلك.. وهل كل هذه (الآلاف) من أنصار المعارض فتح الله قولن.. (الذي كان ذات يوم أستاذاً).. وهل تبلغ (الكنكشة) هذا (الغلو) والشطط في الخصومة.. وما ذنب آلاف الأسر.. في بلاد تدعي (العدالة) ويحكمها حزب العدالة والمساواة..!؟!
* وهل (أحمد) السوداني.. شديد الشبه (بحاج أحمد) التركي.. وهل التاريخ الإسلامي.. يدعو لمثل هذا؟.. وكنتم ذات يوم أحد منارات وحضارات العالم.. كله في أزمنة الجهل والظلام..!!
* أستغرب جداً.. أن تكون أوجه الشبه.. بين البسفور والدرنديل.. ومقرن النيلين..؟!!
* المستر كمال عمر.. أظننا نتفق في هذا الطرح.. رغم البون الشاسع.. بين المنشية.. والحاج يوسف..!!
* أما (الحرية) فستأتينا طوعاً.. أو كرهاً.. بإذن الله.. لأنها فطرة الله التي فطر عليها الشعب السوداني..!؟!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة