ثلاثة أعوام ونصف مرت على مصر والسودان وهما في خلافات ومناوشات سياسية بسبب المنطقة الحدودية الجنوبية “حلايب وشلاتين”، فمنذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، والسودان يطالب بحلايب وشلاتين ويصر على أنها أراضٍ سودانية؛ خاصة عقب قيام مصر بإبرام اتفاقية ترسيم حدود مع السعودية، والتي بموجبها تنتقل جزيرتا تيران وصنافير للسعودية.
وكانت آخر المناوشات بين البلدين أمس، الأحد، عندما أوقفت السلطات السودانية، دخول شاحنات مصرية إلى أراضيها من مينائي قسطل وأرقين البريين، الرابط بين البلدين، إلى أن يتم الحصول على تأشيرة دخول من قنصليتها في أسوان، ما أدى إلى تكدس نحو 500 شاحنة في منطقة صحاري في مدخل مدينة أبوسمبل، وذلك بعد بدء الحكومة السودانية تطبيق التأشيرة على المصريين.
بدأت الحكومة السودانية تطبيق قرار فرض تأشيرات على المصريين القادمين إلى أراضيها من سن 18 عامًا وحتى 49، والسماح بدخول الفئات العمرية من حملة الجوازات المصرية من سن 50 عامًا فما فوق والنساء والأطفال دون الحصول على التأشيرة، بالإضافة إلى تحصيل رسوم من المغادرين المصريين بقيمة 530 جنيهًا سودانيًا.
وحينها قال وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، إن فرض تأشيرة دخول على المواطنين المصريين بهدف “منع تسلل الإرهاب”.
وقبل هذه الأزمة أرسلت وزارة الخارجية السودانية، خطابًا دوليًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تقول فيه: “إن مثلث حلايب وشلاتين في مصر يقع تحت الاستعمار العسكري”، في إشارة إلي مصر؛ الأمر الذي دفع الخارجية المصرية للرد علي السودان بخطاب شديد اللهجة قالت فيه: “نرفض التعبير الذي ورد في إعلان سوداني وصف وجود مصر في مثلث حلايب بأنه “احتلال عسكري”.
وقالت الخارجية المصرية في نفس الخطاب: “تعلن جمهورية مصر عن رفضها وعدم اعترافها بأى إجراء أياً كانت طبيعته صدر أو قد يصدر مستقبلاً عن السودان، وكذا أي اتفاق دولي أبرمه السودان أو قد يبرمه مستقبلاً مع أي طرف آخر من شأنه المساس بسيادة مصر على إقليمها البري أو البحري”.
وهنا يطرح السؤال متى ستنتهي الخلافات بين البلدين؟ وإلى أين ستصل تلك المناوشات؟!
يجيب السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قائلًا: “إن من مظاهر التوتر بين النظامين، أن يكون هناك مناوشات، مثلما يحدث الآن”.
وأكد “الأشعل”، في تصريحات لـ”المصريون”، أن الخلافات بين مصر والسودان لن يكون لها نهاية، إلا في حالة واحدة، وهى أن يتهور أحدهما”.
ومن جانبه قال محمد عز الدين، باحث متخصص في الشأن الإفريقي، إن الخلافات بين البلدين لن تنتهي بشكل ودي، إلا من خلال حلول دبلوماسية جادة بين الطريق.
وأكد “عز” في تصريحات لـ”المصريون”، أن الإعلام المصري هو السبب الأساسي في الخلافات والأزمات السياسية التي حدثت بين مصر والسودان.
وأشار الباحث في الشأن الإفريقي، إلى أن الإعلام المصري تبني في الفترة الأخيرة حملة إعلامية تهدد بضرب السودان وتشوهها، بحسب قوله.
وتابع: “تلك الحملات جعلت الجانب السودانى يشعر أن مصر تكن له مشاعر الحقد والكره، برغم أن مصر برئية من تلك الاتهامات التي يتسبب فيها الإعلام المصري”.
وأكد أن الإعلام المصري لديه نوع من أنواع “الجهل” الذي يسبب لمصر كثيرًا من الأزمات مع الدول المجاورة منها السودان، بحسب تعبيره.
آية عز
المصريون