وتمضي عاصفةً !!

*ونعني الأحداث؛ وهذه سنن الكون في انعطافاته..

*ومفردة (كون) هنا مقصود بها معناها الفلسفي في مقابل لها هو (الفساد)..

*فالكون- بمعناه الشامل- هي دوماً في حالة (كون وفساد)..

*سواء على صعيد الفضاءات الكونية، أو فضاءاتنا الأرضية..

*أو على صعيد واقعنا المعيش: سياسياً كان أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو فردياً..

*وشاعر سوداني رقيق عبّر عن هذه الحقيقة بطريقة فلسفية بسيطة..

*يقول عوض جبريل (طبيعة الدنيا زي الموج تجيب وتودي)..

*فالأحداث حين تهب عاصفةً تؤدي إلى انقلابات تسر أناساً وتضر آخرين..

*أو تتمخض عن (تكوُّن) واقع و(فساد) آخر..

*فقذائف الحرب العالمية الأولى انهمرت جراء (رصاصة واحدة) في سراييفو..

*ونيران الحرب الثانية اندلعت بسبب وريقة (باردة) في فرساي..

*وثورة الربيع العربي كانت شرارتها (احتراق البوعزيزي)..

*وثورة أبريل- ببلادنا- كان وقودها خطاب استفزازي مرتجل لنميري قبيل سفره..

*فالأحداث العاصفة- على الصعد كافة- قد تبدأ بحدث مفاجئ..

*ثم تمضي في طريقها- وهي تدوي وتكبر وتجن- إلى أن تفرز وقائع جديدة..

*ويكون العنوان العريض لهذا الحراك هو (الكون والفساد)..

*تتخلق أشياء ، وتفسد أشياء، ولا تكون الأشياء هي الأشياء..

*وبلادنا تشهد مثل هذا التحوّل العاصف منذ فترة..

*تحوّل في إطار كلي يجر معه- داخله- سلسلة من التحوّلات الجزئية الفجائية..

*تحولات ما كان يمكن التنبؤ بحدوثها على المدى القريب..

*أو كان يصعب التنبؤ بوقوعها أصلاً من تلقاء أذكى المراقبين والمحللين والمتنبئين..

*وكمثال: ذهاب علي ونافع إلى ما (وراء شمس) الأحداث..

*ثم تأتي الأحداث بواحدة مجهولة من (وراء البحار) اسمها تراجي مصطفى..

*ويصبح الصراع على الكراسي عبر أدوات (مفاجئة)..

*أدوات لم يعرفها السودانيون من قبل مثل (الرصاص) و(الردحي) و(الشحدة)..

*ويفارق السودان إيران لينضم إلى التحالف الخليجي..

*وتتطور أزماته مع مصر من حلايب، إلى الفراولة، إلى الحريات، إلى (ساتي)..

*وتنتقل أمريكا من خانة (دنا عذابها) إلى خانة (دنا ودادها)..

*وينتهي- برمشة قرار- أمل الكاردينال في أن يظل رئيساً للهلال (25) عاماً..

*و(تنقلب) الفيفا على (انقلاب) الرجل المدهش؛ فيندهش..

*ويُؤجل إعلان حكومة الوفاق ليفاجئ الناس بمفاجآت لم تكن في الحسبان..

*ويُغيِّب السنوسي (نفسه) عن المشهد- فجأةً- لشيء في (نفسه)..

*وتمضي الأحداث عاصفةً – في بلادنا- بشكل مذهل..

*تمضي إلى حيث مستقر لها لا يعلمه إلا الله؛ ذلك تقدير العزيز العليم..

*ونمضي نحن إلى خواتيم كلمتنا هذه نلملم (تفلسفنا)..

*ونلملم معه نظرية (الكون والفساد !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version