تحدثت تقارير صحفية إثيوبية عن طلب مصر شراء كهرباء سد النهضة، قائلة إن مصر ليست هي الدولة الوحيدة التي طلبت لكن السودان وجيبوتي أيضًا.
لكن وزارة الكهرباء نفت بشدة تلك التقارير، مؤكدة أن خطوط الكهرباء المصرية تمتد منها وإلى الأردن وهناك مشروع حاليًا للربط بين الشبكات مع السعودية، نافية وجود أي شراكة مع إثيوبيا.
ويأتي الرد المصري على خلفية تصريحات لمدير العلاقات العامة والاتصالات في وزارة المياه والري والكهرباء بأديس أبابا، “بزونه تولشا”، والذي أكد أن مصر أبدت اهتماما لشراء الطاقة الكهربائية من إثيوبيا وأن الوزارة بدورها قد أكملت الدراسات المتعلقة بهذا الصدد.
من جانبه، رفض أسامة عسران، نائب وزير الكهرباء، التأكيد أو نفي المعلومات المتداولة عن شراء مصر للكهرباء من إثيوبيا، مؤكدًا في حديث لـ “المصريون”، أنه غير منوط بهذا الأمر.
وعلى الجانب الآخر، اعتبر خبراء الموارد المائية والري، أن ما تتداوله إثيوبيا قد يكون حقيقيًا لأن مصر لم يكن لها رد فعل على التجاوزات الإثيوبية طوال فترة التفاوض التي استغرقت سنوات طويلة، مؤكدين أن اتفاقية المبادئ أيضًا تتضمن بنود توحي بأن مصر قد تستفيد من الكهرباء.
وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود الدولي، إن هذا الأمر “غير مستبعد”، بعد ما وصفه بـ “الانبطاح” أمام إثيوبيا، لافتًا إلى أن مصر هي من سلمت بنفسها رقبتها إلى أعدائها.
واعتبر الشناوي في تصريح إلى “المصريون”، أن مصر تحصل على الكهرباء في مقابل الماء، متسائلاً: هل يعقل أن تتنازل دولة عن حقوقها المائية لتزيد من حصتها الكهربائية.
وأشار إلى خطورة العقلية التفاوضية مع إثيوبيا، معتبرًا أنها تتنازل عن حقوق مصر التاريخية في مقابل الكهرباء.
أما الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، فقد اعتبر أن السودان هي التي تأخذ الكهرباء من إثيوبيا ووقعت عقودًا بذلك، مقللاً من احتمالية استفادة مصر من كهرباء سد النهضة، طالما أن إثيوبيا تبني السد بمواصفات غير متفق عليها.
وأكد القوصي لـ “المصريون”، أن إثيوبيا إذا كانت دولة متعاونة، فكان من الممكن أن يكون معها علاقات واتفاقيات في استيراد الكهرباء، لكنها لم تكن كذلك، وبالتالي فإن حسابات القيادة السياسية لن يكون فيها الاعتماد مستقبلا عن إثيوبيا.
وبينما ينظر غالبية المصريون لسد النهضة على أنه “كتلة ضخمة” جاثمة على أنفاسهم، يبدو أن هناك رأي آخر للقيادة السياسية في الملف، وهي فكرة الاستفادة منه طالما أنه أصبح أمرًا واقعًا، وهي فكرة إلى حد كبير سوف تجعل المصريون في أمس الحاجة إلى كل نقطة مياه، لكنهم حتمًا لن يعانون من نقص الكهرباء.
طارق الديب
المصريون