المعتصم بالله، والحزن الكبير

أكثر الأخبار المتداولة فى وسائل التواصل الاجتماعى الما ووجعا النهاية المأساوية والتى انتهى اليها طالب الأساس المتفوق المعتصم بالله والذى يسكن فى صالحة حيث أحرز 278 درجة ، الدرجة الثانية على مستوى ولاية الخرطوم، كان خبرا سارا جعل الفرحة العارمة تطغى على كل شعور ، لقد عمت البهجة والسعادة الأسرة الكريمة والتى انتظرت طويلا هذه اللحظات السعيدة لتجنى حصاد وعرق السنين، وامتلات الدار بالمهنئين وتعالت أصوات الزغاريد والدفوف وجاء الشقيق الأكبر يملؤه الحماس والفرح يحمل سلاحا ناريا ليطلق عدة طلقات لتستقر واحدة منها فى جسد ( العريس) ولتكتب شهادة الوفاة والرحيل فى ليلة العرس والتتويج ولحظة الفرح لتختلط الدموع وتسكب العبرات ويرتفع صوت البكاء والنحيب والعويل على ذلك اليافع الصغير والحلم الجميل والذى لم تمتد به لحظات الفرح طويلا وقطع برحيله القلوب وتحولت الدار من صيونات فرح إلى بيت عزاء .. اللهم لا اعتراض فى حكمك ولا راد لامرك ، وهكذا ينزل القضاء بساحة هذه الأسرة ويعم البلاء . إنها المصائب عظم الله أجرهم وتقبل المعتصم بالله قبولا حسنا .
ولكن ثمة أسئلة كثيرة ملحة بعد أن تكررت كثيرا هذه الحوادث المؤسفة والموجعة والمحزنة ، فى بيوت الأفراح والاحتفالات المختلفة إن كان عرسا أو نجاحا أو حتى بعض المناسبات الدينية .. ومنها هل من الضرورى أن نصر على هذه الممارسة الخطرة؟ وأين القوانين المقيدة لهذه الممارسات؟ ولماذا تغض السلطات الطرف عنها؟ وهل نكتفى بالقول ان ما حدث لهذا الطفل البريىء وأمثاله قضاءا وقدرا وكان لابد أن يقع وندفن بذلك رؤوسنا فى الرمال؟
أعتقد لو أننا أطلقنا على كل ممارسة خاطئة قدرا سوف نعذر كل من يرتكب جريمة وننسب ذلك إلى القدر جهلا وغباء من عندنا .. ولابد أن نفرق بين التفريط والإهمال والقدر ، وحتى لا تتكرر مثل هذه المأساة مرة أخرى انا أدعو من هنا السلطات ذات الاختصاص بمنع حمل السلاح وهذه المظاهر فى جميع الاحتفالات الخاصة والعامة ، وإذا كان لا بد من ذلك أن يستخدم عوضا عن الطلق النارى طلقا صوتيا بتصديق وإشراف ومتابعة المسؤولين .
وأخيرا بكل ما تحمل الكلمات من ألم وحزن ووجع اترحم على روح المعتصم بالله واعزى أسرته وأهله وذويه ونسأل الله لهم الصبر وحسن العزاء وربنا يتقبل المعثصم بالله وفى عليين يا رب وانا لله وانا اليه راجعون .

أحمد بطران

Exit mobile version