المخابرات المصرية تبتدر الحرب الجرثومية ضد السودان

شحنة الخراف (175 خروفاً) الملوثة، والمحقونة بالأمراض (الحمى القلاعية) وستة أنواع أخرى من أخطر الطفيليات والأوبئة على قطاع الثروة الحيوانية، التي ضبطتها سلطات ولاية البحر الأحمر في منطقة (قبانيت) قادمة من حلايب، وفي طريقها لبورتسودان، وبالتحديد إلى حظائر صادرات الضأن إلى المملكة العربية السعودية.

النتائج المعملية أكدت أن هذه الخراف عبارة عن (أوعية أو قنابل جرثومية) لو قدر لها الوصول إلى حظائر صادرات الضأن في الميناء، لانتشر الوباء وأصاب كل قطعان الصادر، وعندما يتم اكتشاف ذلك في الطرف المستورد، قطعاً سيرجع كل الكمية تحوطاً، وحتماً سيوقف الاستيراد تماماً، بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية لهذا النوع من أمراض الحيوان، التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان. وبالتالي تكون (المخابرات المصرية) قد ردت على السودان، الذي منع دخول الصادرات الغذائية المصرية، بحجة أنها ملوثة، ومسببة للأمراض، بحرمانه من أهم صادراته وهي الثروة الحيوانية، لأهم جيرانه وزبائنه (المملكة السعودية) التي تعتمد على قطيع الضأن السوداني في السوق السعودي، وفي الأضاحي لموسم الحج.

هذه الخطوة من المخابرات المصرية هي بمثابة (إعلان حرب) على السودان، وتأكيد الشك على مرض فسيلات النخيل التي استوردتها شركة (أمطار) قبل شهرين، مما اضطرها إلى إحراق كامل الرسالة، وتحمل تكلفة ما قيمة (ثمانية ملايين دولار) لضمان سلامة النخيل بشمال السودان، بأن هذا العمل هو عبث أصابع مخابرات لها مصلحة في إيقاف أي مشروعات في السودان، يمكن أن تحسن موقفه الاقتصادي.

قطع شك، لا أحد يمكن أن ينسب إليه الاتهام في هذه الجريمة، غير (المخابرات المصرية)، لأنه بلغة التجارة، فإن صادر الحيوان دائماً من السودان إلى مصر، فلا يستقيم أن تدخل خراف من مصر إلى السودان، وهذا ما لفت نظر الإخوة في الشرطة والأمن، وهو شك في مكانه (فالتحية والتقدير لهم جميعاً على إحباط هذا المخطط الإجرامي الآثم).

إنّ الحرب الإحيائية، هي حرب الجراثيم، حيث يحقن العدو (الفئران، والأرانب، أو أي حيوان) يحقنها بالأمراض، والأوبئة القاتلة سريعة الانتشار، ثم ينقلها إلى أرض العدو، فينتشر المرض، ويهلك قطاعات من الناس والثروات، وسيستنزف مقدرات العدو، وهذا ما أقدمت عليه المخابرات المصرية بالضبط، وهو (ابتدار حرب قذرة، وممنوعة بحسب القانون الدولي) ويعد مرتكبها (مجرم حرب).
ولذلك على السودان ألا يقف فقط عند محطة (إعدام الشحنة) بإحراقها والقضاء على أي احتمالية انتشار المرض، ولكن هذه (جريمة دولية) متعلقه بالصحة العامة للإنسان والحيوان معاً، وإفساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، وعليه يجب أن تكون منظمة الصحة العالمية في الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، على علم بهذا الأمر، وأن تكون قد شهدت عبر ممثليها على (المعروضات الخراف) قبل إعدامها وأن تكون العينات قد أُخذت، لترسل للمعامل العالمية، حتى يتم التأكيد من طرف محايد، وأن يتم التحري والتدقيق مع (عملاء المخابرات المصرية السائق والشخص الذي تم باسمه تنفيذ العملية) وكشفهم للرأي العام السوداني، ومحاكمتهم تحت بنود الإضرار بالأمن الوطني للسودان.

وتقديم شكوى موثقة للجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد الأفريقي، حتى تكون هذه الجهات على علم بهذا الدرك الذي انحدرت إليه مصر عبر مخابراتها في عدائها مع السودان..

يُحكى أن (أخوين) كان لديهما قطيعان من الأبقار، ويعيشان في قريتين متباعدتين، فأصاب قطيع أحدهما مرض أهلك كل القطيع، بينما قطيع أخيه سليم تماماً، فحمله (الحسد والحقد) على أن ينقل العدوى إلى قطيع أخيه، فعمد إلى (مصران مليء بسائل الأمعاء من بقرة ميتة) وجعله حزاماً تحت ملابسه، وذهب إلى أخيه ضيفاً، فأكرمه أخوه غاية الإكرام، ولما همّ بالوقوف، انقطع الحزام (المصران)، وتدفق السائل النتن أمام الحضور، الذين تقززوا، وعافوا المنظر، وظنوا أنه قد (فعلها في نفسه)، فاضطر الرجل للاعتراف، بأن هذا السائل ليس منه، ولكنه أراد أن ينقل العدوى إلى قطيع أخيه، فتعجب الناس، أي أُخوة هذه؟!

وسبحان الله، هذا ما فعلته مصر (المخابرات) مع من تدعي أنه أخوها السودان، تدفع إليه (بمئة وخمسة وسبعين خروفاً) محقوناً بالأمراض المعدية والقاتلة، حتى تدمر قطيع أخيها، وتحرمه من عائدات الصادر، نكاية فيه، وحقداً عليه، “قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”.

اللواء ركن (م) يونس محمود محمد
اليوم التالي

Exit mobile version