كنت فى زيارة للأخ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق برفقة الأخ مأمون حسيب ، بعد دقائق من جلوسنا فى مكتب الجنرال ، جاءت السكرتيرة مسرعة وطلبت منى مفتاح سيارتى لتعطيه لموظف الاستقبال ليبعد سيارتى من منطقة الخطر ! ، وقالت أخشى أن يتم إنزال اللساتك لأن العربة تقف أمام سور منزل مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبد الرحمن الصادق وابن إمام الأنصار الذى يقابل المبنى الإدارى لقناة النيل الأزرق ، فسلمتها المفتاح وواصلت شرب فنجان القهوة وقبل ان اكمل شرب فنجانى غير المقلوب !! جاءت السكرتيرة وقالت ان سيارتى تم إنزال اللساتك الامامية فيها بواسطة حرس منزل عبد الرحمن الصادق ، نزلت مسرعا فلم أجد أحد فى الشارع ووجدت الشاب الشهم ( غسال العربات ) حول السيارة إلى ظل ظليل وبدأ فى تغيير اللساتك واستغرقت عملية التغيير أكثر من ساعتين لبعد البنشر من مقر المعركة !!
الأخ مأمون حسيب أحد عيان ام درمان كان فى أشد الغضب وكان السيارة تخصه هو وأنتظر الحرس الذى أنزل اللساتك وأدار معه حوارا طويلا . وقال له انظر لبيتنا المجاور لمنزل الإمام الصادق المهدى ترى العربات أمامه ونسعد بإيقاف الناس سياراتهم أمام منزلنا وهذه هى ام درمان وإذا حدث حريق فى منزلى ستجد نفس الذين اوقفوا سيارتهم هم من يطفئون الحريق !
رد الحرس ببرود زولك ده رحمناه وكان ممكن ننزل الأربعة لساتك بدلا عن لستكين ! وفعلا صدق الحرس فقد علمت أن الحادثة تكررت أكثر من مرة وفى مرات يتم إنزال الأربعة اطارات !!
أقول لابن إمام الأنصار اللواء عبد الرحمن الصادق ان هذا السلوك جديد على مجتمع ام درمان وهو مجتمع عنوانه البساطة والاحترام
وأسأل مساعد الرئيس اى قانون يتيح لك عمل سور كبير أمام منزلك وإلزام العربات بعدم الوقوف !! وأى قانون يسمح لك بأخذ الحق بيدك ؟ وأى قانون يدعو حرسك بالتهجم على عربات الناس وإنزال الإطارات ؟ هل هذه الديمقراطية التى يتحدث عنها حزب الأمة ام هو السيف الذى أهداه لك والدك فى عقد قرانك وطالبك باستخدامه فى الحق فاستخدمته فى إيذاء الناس ! ام درمان مدينة مفتوحة على الحب والإنسانية وبيوتها لأتعرف هذا الاستعلاء ، بيت الامير عبد الرحمن نقد الله بلا باب مفتوح للناس وبيت الاميرلاى عبد الله خليل مفتوح طوال اليوم حتى بعد وفاته وبيت الزعيم الازهرى مفتوح وامامه موقف للمواصلات . فلماذا يطارد ابن إمام الأنصار العربات التى تقف فى الشارع !
الآن فهمت فقط لماذا تغير السلطة بعض الناس فيحاولون فرض هالة من التقديس عليهم ويستخدمون السلطة فى إرهاب الناس والاعتداء على سيارتهم !!
طارق شريف ساتى
عضو المكتب التنفيذى لاتحاد الصحفيين