عدم السيطرة على الضحك مرض نفسي

نشرت الدكتورة لينا بيكار أستاذ علم الأعصاب بجامعة شيلفد هالم، مقالة علمية على موقع “conversation” تحلل فيها الضحك وتأثيره على الدماغ البشري، والأمراض المرتبطة به.

وقالت “بيكار”، في مقالها: إن الابتسام والضحك شعور دافئ، وعندما تسمع شخصا ما يضحك خلفك تبتسم، وهناك احتمالات مجرد صوت الضحك يمكن أن تجعلك تبتسم أو حتى تضحك، ولكن لا يمكن للشخص أن يضحك وهو يمشي بمفرده، مضيفة أن الضحك ليس دائما إيجابيا أو صحيحا، ووفقا للعلم يمكن تصنيفه إلى أنواع مختلفة، وهي الضحك عن طريق الدغدغة، والضحك وتقدير الفكاهة هما عنصران حيويان للتكيف الاجتماعي والعاطفي والمعرفي.

وأوضحت بيكار أن الضحك لديه القدرة على تجاوز المشاعر الأخرى، وذلك لأن عضلات الوجه والأجهزة الصوتية تم اختراقها من خلال عواطف أكثر شمولا “الضحك”، ويتم التحكم فيها من قبل دوائر الدماغ المتخصصة والرسائل الكيميائية “الناقلات العصبية”، وان أحد دراسات علمية وجدت أن الشعور متزايد بالفكاهة وضحك في أوقات غير مناسبة يمكن أن يكون مؤشرا مبكرا على الخرف.

وأكدت بيكار أن هناك العديد من مسارات الدماغ التي تساهم في الضحك على سبيل المثال، مناطق الدماغ التي تشارك عادة في صنع القرار والسيطرة على سلوكنا، يجب أن تكون مثبطة لتسهيل الضحك العفوي وغير الجامح، ويعتمد الضحك أيضا على الدوائر العاطفية التي تربط المناطق المسئولة عن تجربة المشاعر.

وحدد تشارلز داروين، أحد المتلازمات التي تنطوي على عرض مزعج من العاطفة غير المنضبطة، وتتميز المتلازمة بالتصرفات لا إرادية ولا يمكن السيطرة عليها من الضحك والبكاء، وهو اضطراب مؤلم من التعبير العاطفي على خلاف مشاعر الشخص، تتحكم محركات العاطفية والدوائر والممرات التعبير الوجهي والعاطفي في الضحك.

وحصل العلماء على معرفة مفصلة عن ملامح الدماغ أثناء الضحك، ساعد عدد من الأمراض والظروف على تسليط بعض الضوء على الوظائف العصبية الكامنة وراءها، هناك عدد من الأمراض التي قد تكون مرتبطة مع الدماغ مثل رهاب الخوف هو خوف شديد من الضحك.

من ناحية أخرى، يمكن أن يتطور الخوف من الرهاب، على وجه الخصوص، إلى حالة من القلق الشديد الذي يحد من الفرح والاكتئاب الشديد.

وتقوم دوائر الدماغ الأمامية بتفسير المعنى الحرفي للغة في سياق اجتماعي وعاطفي، هذا يساعد الناس على تقدير الفكاهة خفية مثل السخرية، وغالبا ما يفقد الشخص هذه القدرة بعد إصابة في جبهة الدماغ الأمامية، وتتمتع القرود بضحكة جيدة، قد تطور ذلك لأنها تساعدهم على البقاء على قيد الحياة، كما أن الضحك هو نشاط جماعي يعزز الترابط، ويخفف من التوتر والقلق، لكن الضحك الانفرادي يمكن أن يكون له دلالات مشؤومة.

سودان تربيون

Exit mobile version