لعل عنوان العمود يأخذ بعداً هجومياً في فحواه للجهات المعنية حتى لا تفاجئنا بتصريحات نارية عن مباغتة وتسلل فصل الصيف الذي يتطلب تدابير احترازية للمآلات الطبيعية من الجهات المعنية
ووضعها لسياسات واضحة ورؤى موضوعية لمواجهة هذه المصائب التي تحيط بالناس والمجتمع وتُزهق الارواح وتدمر الممتلكات.
> ولعلنا نتوقع ان تبادرنا هيئة مياه الخرطوم ووزارة الموارد المائية والكهربائية بمفاجأة فصل الصيف وهما الجهتان المناط بهما ان تتحسبا له بوضع التحوطات اللازمة درءاً لاي معاناة يواجهها المواطن الذي يعاني دون هذه الفصول فكيف ان كان في توقيتها؟ فرغماً عن ان النيل العظيم يروي اراضينا ويسقي زرعنا وحرثنا الا اننا نجد كثيراً من المناطق تتأزم بانقطاع المياه عنها مما يزيد من الارهاق الاقتصادي على دخولهم المحدودة فتصبح مصدر تكسب لاناس يتاجرون حتى في مياه النيل.
> وهذا غير بعيد عما يسببه فصل الشتاء بزيادة الضغط على خطوط المياه الرئيسية في الشوارع والتي في مناطق كثيرة قد عفا عنها الزمن فتتكسر لاقل زيادة في الحمولة من السيارات سواء كانت صغيرة او كبيرة ، وعند دخول فصل الشتاء لكاني بان الناس تنتابها حالة من الخوف من استخدام المياه فتتفجر الخطوط وتتعطل الكثير من الطرق بسبب تراكم المياه وما تجره وراءها من حفر الطرق والعمل على صيانتها مع اقتراب الخريف ، فتصبح الخسارة اكبر والمتضرر اكثر فاكثر المواطن ومن قبله ميزانية الاقتصاد التي اُقتطع منها مال تسيير صيانة هذه الطرق والمعابر ، فيصبح الوضع كما يقول المثل “دفق الماء على الرهاب” إن وجدت هذه المياه فعلاً!
> عندما يأتي الصيف ويلفح لهيبه اوجه الناس مع اقتراب شهر رمضان الكريم ونجد ان التيار الكهربائي غير مستقر والوزارة واضعة يدها على خدها وهي التي تبشر دوماً بقدوم فصل صيف “بارد” بفضل توفر الكهرباء في كل عام ويحدث العكس ، عندها تصبح “السخانة” في خط متواز مع انعدام المياه والتي بتوفرها تضع حداً لقتل الحر الشديد للاسر والبيوت ذات البناء البسيط.
> الامر بصورة مجملة يحتاج الى تقنين البرامج المتعلقة باهمية الالتفات لمثل هذه الاجراءات الاستباقية ، فالعلاقة تواترية بين هيئة المياه ووزارة الكهرباء لتضافر الجهود لاجل مناهضة ما يسببه الصيف من قلق جم والم بلا حدود للمواطن المغلوب على امره.وما يجعل الامر فيه بارقة مشرقة ان دخول فصل الصيف والشهر المعظم تزامن والعطلة المدرسية للطلاب والمعلمين على حد سواء بعد ان كان يرهقهم الصيف بسخونته اللازعة فيصبح الاستيعاب أمراً غاية الصعوبة خاصة ان تواتر ذلك بانقطاع التيار الكهربائي وما تواجهه الكثير من المدارس الحكومية من عدم توفر المعينات البسيطة لاستدرار هواء لطيف ليوسع مساحة الاستيعاب والتلقين للتلميذ.
> ما الذي يضير هيئة مياه الخرطوم بتركيز جهودها في اصلاح وتعديل خطوط الامداد المائي في الاحياء القديمة واستبدالها باخرى اكثر تحملاً وقوة ، وما الذي يمنع هيئة الطرق والجسور من تقنين عملها في سفلتة الطرق بترتيب خطواتها مع الهيئة حتى لا تتأثر الخطوط وينقطع الامداد المائي عن الناس بفعل تعبيد طريق ما او اعادة صيانة لاخر فتتفشى القضية اكثر وتُرهق الميزانية اكثر بعدم التنسيق والذي يتضرر منه المواطن اكثر؟ الى متى يظل الاهمال يلاحق المواطن من قبل الجهات التي من المفترض واوجب واجباتها ان تحميه ؟.
الانتباهة