البروفيسور السوداني أحمد عبد الرحمن فنان ومبدع لدرجة أنه قام بتصميم عدد من الحروف العربية الطباعية التي جعل سنترال هو أولها، وأطلق اسمه إحمد على ثانِي حرف قام بتصميمه، ثم أطلق اسم زوجته هدى على ثالث الحروف، وختم مسيرة تصميماته باسم سارة وهي ابنته الكبرى، (كوكتيل) جلست مع الرجل لتقلب دفاتر قديمة منذ السبعينيات بالإضافة إلى الكثير من النقاط الأخرى في مسيرة ذلك المبدع.
*لماذا أنت بعيد عن الإعلام السوداني؟
هل سأذهب حاملاً تصميماتي وأقول للجميع أنا أحمد عبد الرحمن بلال مصمم الخطوط العربية الأول في العالم..؟..اللوم في الابتعاد لا يقع علي وإنما على الإعلام السوداني البعيد كل البعد عن الاهتمام بجانب الفنون بصورة عامة والخطوط جزء أصيل وفن من أنواع الفنون، و(بعدين أنا ذاتي مستغرب جداً أنكم فتشتوا عني عشان تعملوا معاي حوار).!
*حدثنا عن فكرة إدخالك لصناعة الخطوط العربية في التصميم؟
بداية القصة كانت في أواخر السبعينيات وقبل دخول الحاسوب عندما كانت الكتابة الحرفية على الورق وبعد ابتعاثي في منحة لتحضير الماجستير ببريطانيا وجدت أمامي عدداً من الجنسيات المختلفة من كل العالم وجميعهم يتعاملون مع الحاسوب باللغات اللاتينية عندها طلبت من مشرفي أن أقوم بتخصيص رسالتي ومشروع تخرجي في تصميم خط عربي لإدخالة في أجهزة الحاسوب.
*وهل وافق؟
بكل تأكيد بل ورحب بالفكرة وقال لي: (دي أحسن حاجة عملتها وأنت كدا بتشجع البقية على أنهم يصمموا حاجات يستفيدون منها وتخدمهم وتخدم مجتمعاتهم).
*كيف بدأت في تصميم الفكرة على الجهاز مباشرة؟
أنا لم أتعامل مع الحاسوب على الإطلاق فقط قمت بتصميم الخطوط هذه على الورق وقمت بعرضها على الشركة التي قامت بشرائها مني وهي التي قامت بتصميمها على الحاسوب.
*هل بإمكانك أن تسرد لنا تفاصيل أكثر؟
قمت بتصميم الخط الأول سنترال وبعده أحمد وبعده هدى وقمت ببيعها للشركة التي عرضتها على خبراء عالميين وفرحوا جداً بإدخال الخط العربي الذي يخدم كل العالم العربي بدلاً عن اللغات اللاتينية المختلفة التى كانت سائدة في ذلك الوقت، ومن المعروف عند كل المصممين أنه لا وجود لبرنامج (سوفت ويرد) للغة العربية بأنظمة الحواسيب جميعاً، هم فقط يعملون على نسخ من برنامج يسمى (فولت قريشن) وهو برنامج أمريكي ضخم التكلفة، والجميع يستنسخون من برامج أخرى بديلة ويتحايلون بتبديل الحرف الإنجليزي إلى نظيره العربي ليخرج التصميم الذى تكتب به الصحف واللافتات وكل المطبوعات الإلكترونية الأخرى.
*هل جاء بعدك مصممون في هذا المجال؟
أنا صاحب التجربة الأولى في العالم وكل من جاء بعدي كان من طلابي.
*لماذا قمت بتسمية الخطوط على نفسك وأفراد عائلتك؟
أسرتي كان لها القدح المُعلى حول ما وصلت إليه فزوجتي هدى تعبت من أجلي كثيراً وأضاف ضاحكاً :(دخلتها معاي التاريخ)، مواصلاً: (هي تستحق أكثر من ذلك أما سارة ابنتي الكبرى فلم تكن معنا في بريطانيا في ذلك الوقت لذلك اسميت الحرف الرابع باسمها رغم أن ابني الذكر واحد فقط).
*ماذا عن الحرف الرابع؟
الثلاثة حروف الأولى كانت رسالتي بالماجستير وعند عودتي أرسلت لي شركة بريطانية عالمية كرت زيارة لمدة ستة أشهر فعملت مع الشركة ووقعت معهم عقد لتصميم حرف عربي طباعي جديد على أن تقوم هي بشرائه ويحق لها بيعه عالمياً علماً بانها تعمل في مجال بيع الطابعات التي تسوق معها أحرف كما أن لي نسبة في كل بيعة لشركة معينة وبالفعل صممت لهم سارة.
*كم تبلغ القيمة التي تم بها شراء تصميماتك؟
أجاب ضاحكاً: الكلام دا من نهاية الثمنينيات وبداية التسعينيات لكن العقد يجعلني أخذ نسبة في كل صفقة بيع جديدة للحرف لمدة 25 عاماً.
*حدثنا عن تكريمك بالشارقة؟
كنت أنا ضمن ثلاثة مكرمين من كل العالم ضمن ملتقى الشارقة للخط العربي، وكنت حريصاً على تمثيل دولتي بالزي السوداني الكامل، وكذلك كرمتني جامعة الخرطوم كما أنني حائز على الميدالية الذهبية للمبدعين السودانيين من جامعة الخرطوم والميدالية الذهبية في مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى وعدد من التكريمات المحلية والعالمية.
*ماذا عن الخط الذي قمت بتصميمه لجامعة إفريقيا؟
جامعة إفريقيا طلبت مني تصميم خط بالأحرف العربية لتوحيد الطريقة الكتابية على الحاسوب للدول الإفريقية فقمت بتصميم خط اسميته (العجمي الكوفي) وحروفه عربية لكن اللغة هي لغة الإفارقة وهي غير مفهومة لدينا لكن الحروف عند الجمع على الحاسوب عربية.
حوار: وسام أبوبكر
السوداني