إذا كان في حب “مصر” عمالة، فقائمة (العملاء) في بلادي، تضم أبطال الاستقلال الكبار، أعظم شرفاء السودان، محرري الدولة وقادة حركتها الوطنية ابتداءً من الزعيم الخالد رافع العلم .. السيد “إسماعيل الأزهري”، مروراً بمبارك زروق، “عبد الماجد أبو حسبو” والشقيقين “يحيى ومحمود الفضلي”، و”خضر حمد” و”ميرغني حمزة” وإلى الشهيد الشريف “حسين الهندي”، وليس آخرهم آخر الراحلين المقدام “سيد أحمد الحسين” !!
} ولو سألت أي كادر اتحادي عن قائد (واحد) واجه (الإنقاذ) برجولة وشجاعة لقال لك دون تردد: “سيد أحمد الحسين” .. ولو سألت مدير جهاز الأمن السابق الفريق “صلاح قوش”، وقد سئل بالفعل، عن شجعان المعتقلين في حراسات الأمن، فذكر “سيد أحمد الحسين”، رغم أن الرجل استهدفته إحدى صحف الديمقراطية الثالثة يوم أن كان وزيراً للداخلية، فوصمته بالعمالة لمصر، في قصة “الكاسيت” الشهيرة !!
} وما في الكاسيت غير تسجيل لحديث عام بين السياسي الكبير والسفير المصري في ذلك الوقت عن أوضاع البلدين، وقد تحدث مثل ذلك الحديث وأدق منه تفصيلاً ومعلومات، عشرات الوزراء .. قبله وبعده، وقيادات حزبية حاكمة ومعارضة، ومسؤولون في حكوماتنا المتعاقبة مع سفراء عرب و(مبعوثين) أمريكيين وأوربيين، وما اتهمهم أحد يوماً بعمالة !!
} لو كان الرئيس “الأزهري” والشريف “حسين الهندي” و”سيد أحمد الحسين” عملاء لمصر، فيشرفنا .. بل يسعدنا كثيراً أن نكون في قائمة العمالة .
} فمن هم إذن الوطنيون الشرفاء إن لم نكن نحن؟! “الطيب مصطفى” ومنبره المخرب الذي قسم بلادنا إلى قسمين ؟!
} “أمين حسن عمر” الذي جاءنا وصحبه الفلاسفة من (نيفاشا) و(أبوجا) و(الدوحة) باتفاقيات مثقوبة .. معطوبة، فصلت جنوبنا الحبيب، ونزعت عنه (ربع) شعبه و( ربع) أرضه و(ثلاثة أرباع) ثروته النفطية ؟!
} “أمين” (النيفاشي) الذي يتوحد اليوم في معاداة “مصر” متفقاً في كراهيتها مع صاحب منبر (الانفصال) الأسود، بعد أن كان يكيل لهم الشتائم كل صباح ويصفهم بـ(المنبطحين) ؟!
} هل نعتمد رأي الإمام .. الزعيم الحكيم “الصادق المهدي” الذي قال لـ(المجهر): (مصر أهم جارة للسودان، ويجب أن تبقى علاقاتنا معها على الدوام إستراتيجية لا تتأثر بالأنظمة) .. أم نحفل لهتافات .. وجعجعات وهرجلات “الطيب مصطفى” وثلة الموتورين في الجرايد وقروبات الحكومة والمعارضة، بما فيها قروب معارضة “أيلا” في ولاية الجزيرة ؟
} من هم الوطنيون الشرفاء .. “أمين حسن عمر” الناقم على رئاسته وحزبه وحكومته ؟! أم جوقة شيوعيي المهاجر المرفوتين و(غير المنظمين) .. وبقايا معارضة “القاهرة” التي يتكتل شبابها المحبط هذه الأيام في الهجوم على “مصر” من داخل “مصر” !! يا سبحان الله .
} إننا نحمد الله كثيراً الذي جمعهم .. ووحدهم يميناً ويساراً .. على صعيد واحد .. هو صعيد الفتنة .. والسعي لتمزيق السودان وإثارة الحروب مع جيرانه من (الجنوب) إلى (مصر) .. فالمصائب تجمعن المصابينا .. !
} يا لوضاعة تفكيرهم .. وإدعاءاتهم الكذوبة .. ونكرانهم للجميل .. لقد تعودوا جميعاً أن يبصقوا في الإناء الذي أكلوا فيه !!
} إن قائمة الوطنيين الشرفاء في السودان تبدأ بالرئيس “إسماعيل الأزهري” ولا تنتهي عند “الهندي عز الدين” .. ولن نقطع شمالنا “مصر” .. ولو ظللتم تتبعرون على الأسافير خمسين عاماً قادمات.
الهندي عزالدين
المجهر