في الآونة الأخيرة، تعرض الصحفيون السودانيون لاستهداف واضح- بحسب وصفهم- مابين الاحتجاز والإيقاف في مطار القاهرة ومنعهم من الدخول بأمر من السلطات المصرية.
الأمر الذي وصفه الأمين العام للصحفيين السودانيين صلاح الشيخ، بـ التعنت من قبل السلطات المصرية ضد الصحفيين السودانيين.
ونتيجة للانتهاكات التي تعرضوا لها خلال الفترة الأخيرة، أصدر اتحاد الصحفيين السودانيين بيانا يطالب فيه بطرد الصحفيين المصريين من السودان ، بعد إيقاف اثنين من الصحفيين السودانيين بمطار القاهرة ومنعهم من الدخول لأراضيها.
وأشار الاتحاد في بيانه، إلى أن السلطات المصرية أبعدت من مطار القاهرة الصحفي الطاهر ساتي بصحيفة “الانتباهة”،بينما أبعدت السلطات المصرية الصحفية إيمان كمال الدين بصحيفة “السوداني” بعد 24 ساعة من إبعاد ساتي.
وقال الأمين العام للصحفين السودانيين صلاح الشيخ: إن البيان جاء رد فعل على قرار إيقاف الصحفيين السودانيين، وأنه مجرد كلام في لحظة انفعالية فالاتحاد لايملك سلطة طرد الصحفيين المصريين من السودان.
وأضاف لـ”مصر العربية”، أنه لايريد أن تتحول قضايا الصحافة لقضايا أمنية، وماحدث تعنت ضد الصحفيين السودانيين.
وعن سبب إيقافهم، قال الشيخ: “إن الضابط الذي أوقفهم من المخابرات المصرية – بحسب ما قاله لهم- بسبب كتابتهم ضد مصر”، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين طيبة ولايريد أن تصل لهذا الحد .
وتابع حديثه: “قرار الإيقاف جاء عقب ساعات من لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره السوداني، والاقتراح على عقد ميثاق شرف إعلامي بين الاتحاد ونقابة الصحفيين المصرية، وهو ما أغضبنا بالفعل”.
وتمنى إبرام الميثاق بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وأن يتضمن بنود الميثاق وقف الحملات الإعلامية وعدم الإساءة لرموز البلدين، إضافة إلى عدم التعرض لتاريخ البلدين.
وطالب الأمين العام للصحفيين السوادنيين بعدم الالتفاف للقضايا الخلافية بين البلدين- في إشارة لقضية حلايب وشلاتين- فهذه قضية سياسية مختلف عليها فالسوادن ترى بأن حلايب تابعة لها ومصر كذلك تراها تابعة لها.
ورأى أن القضية يجب تركها للحكومتين المصرية والسودانية لإيجاد حلا لها، فالقضية لن تحل في يوم واحد وإذا فشلت الحكومتين فعليهم اللجوء للتحكيم الدولي، ولايجب إدخال الصحفيين من البلدين في هذه القضايا وألا يكونا طرفا فيها، وعلى الإعلام أن يساعد في حل القضية بين البلدين بدلا من تصعيدها.
واستطرد : إذا لم تحل الأزمة أتوقع استمرار التعنت ضد الصحفيين السودانيين خلال الفترة المقبلة.
ومن جهته، قال حاتم زكريا سكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين إن البيان الصادر عن اتحاد الصحفيين السودانيين لا يمكن أن يؤثر على العلاقات بين البلدين، فمصر والسودان شعب واحد والتاريخ يشهد ذلك .
وتابع حديثه لـ”مصر العربية”: “البيان مجرد غضب لحظي من الصحفيين السودانيين ولا أعتقد أن مطلبهم بطرد الصحفيين المصريين من السودان أساسي، وأنهم يرغبون في ذلك، فالعلاقة بين الصحفيين في البلدين طيبة”.
وأشار إلى أنه استقبل خلال الفترة الماضية العديد من الصحفيين السودانيين أثناء زيارتهم لمصر، وعلى راسهم “صلاح الشيخ” الأمين العام لاتحاد الصحفيين السودانيين.
ولفت إلى أن نقابة الصحفيين المصريين تجهز لإعداد لقاء مع اتحاد الصحفيين السودانيين خلال الفترة المقبلة، لمناقشة العلاقات بين البلدين ولإبرام ميثاق شرف إعلامي بين النقابة والاتحاد.
وأوضح أن توقيع ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين لوجود اتصال بشكل مباشر بينهم، وتبادل الخبرات بين البلدين فضلا عن توفير دورات تدريبية للصحفيين، متابعا: “تواصلنا مع سامح شكري وزير الخارجية خلال الفترة الماضية، وطرحنا عليه فكرة إبرام ميثاق شرف صحفي بين النقابة والاتحاد وأبدى ترحيبه بالفكرة “.
وكان اتحاد الصحفيين السودانيين، الثلاثاء الماضي، اتهم السلطات المصرية باحتجاز الصحفيين السودانيين في مطار القاهرة، ومنعهم من الدخول، داعيا في المقابل إلى طرد جميع الصحفيين المصريين من السودان.
قال الاتحاد، في بيان إن “استمرار المخابرات المصرية” في عملية الاحتجاز والمنع “تتم في ظروف بالغة السوء وتعرضهم (الصحفيين السودانيين) وأسرهم للترويع والإهانة، وتحط من كرامتهم، وتقيد حريتهم في التنقل التي كفلتها المواثيق الدولية”.
واستنكر “احتجاز وطرد” إيمان كمال الدين، الصحفية في صحيفة “السوداني”، في مطار القاهرة، مساء أمس، بعد 24 ساعة من إبعاد زميلها الطاهر ساتي، الكاتب في صحفية “الانتباهة”، معتبرا ذلك “استهدافا واضحا للصحفيين السودانيين بلا استثناء”.
ودعا اتحاد الصحفيين السودانيين جميع أعضائه إلى “التوقف عن السفر إلى مصر”.
وأعرب عن استعداده لـ”توفير المساعدة لمنسوبيه في محوري العلاج والسياحة إلى وجهات أخرى تحترم حملة الأقلام، لا إهانتهم وحبسهم وطردهم وتكبيدهم الخسائر المادية والنفسية”، على حد قوله.
ودعا الاتحاد الحكومة السودانية إلى ضرورة “إعمال مبدأ المعاملة بالمثل، بطرد جميع الممثليات الإعلامية والصحفية المصرية من السودان، الرسمية والخاصة، ومنع دخول المطبوعات المصرية، وإصدار الأمر لوسائل الإعلام السودانية المشاهدة والمسموعة والمقروءة بعدم بث أي محتوى مصري”.
وأعرب عن رفضه “تبني أو التوقيع على أي ميثاق شرف مشترك مع الإعلام المصري، قبل أن يستعيد الأخير رُشد التعامل مع الصحفيين السودانيين، الذين لا يرضون الضيم والتقليل من قدراتهم في قيادة التنوير في دولة مستقلة وسيدة قرارها، وساعية بقوة لتحقيق مصلحة شعبها بعيدا عن التبعية العمياء”.
ودعا من أسماهم “عقلاء مصر” إلى التدخل لـ”وقف هذا التصعيد، الذي تحركه آلة هدامة تهدف إلى نسف أي تقارب مصري سوداني، قوامه الندية والمصالح المتكافئة واحترام الآخر”.
وكان الصحفي السوداني، الطاهر ساتي، كتب مقالا ينتقد فيه السلطات المصرية بسبب النزاع المصري السوداني على تبعية مثلث حلايب الحدودي، فضلا عن انتقاده ما اعتبرها “إساءات” من الإعلام المصري للسودان”.
وقبل أيام، ذكرت صحيفة “الانتباهة”، التي يعمل بها ساتي، أن السفارة المصرية في الخرطوم رفضت منح أحد صحفييها، ويدعى هيثم عثمان، تأشيرة دخول.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من استضافة الخرطوم اجتماعات لجنة التشاور السياسي المشتركة، برئاسة وزيري الخارجية السوداني والمصري،
والتي اتفقا خلالها على إبرام مجلسي الصحافة في البلدين لميثاق شرف إعلامي يجنب “إساءة” أي طرف إلى الآخر.
وجاء ذلك وسط توتر في العلاقة بين الجارتين ومشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لبناء لسد النهضة الإثيوبي، الذي تعارضه القاهرة؛ خشية أن يؤثر سلبا على حصتها من مياه نهر النيل.
وفي 19 مارس الماضي تعهدت الخرطوم بالرد بــ”كل حسم وجدية” على تعليقات في وسائل إعلام مصرية بشأن زيارة الشيخة موزا، والدة أمير قطر، لأهرامات البجراوية شمالي السودان، في ذلك الشهر، وهي التعليقات التي اعتبرت وسائل إعلام سودانية أنها تناولت الحضارة السودانية وضيوف السودان بشيء من التقليل والإهانة.
هناء البلك
مصر العربية