أكثر من ثلاثين عاما مضت و الشعب السودانى يعيش أزمة الحروب و السياسة والفساد و المؤتمرات والتوصيات و الترضيات على حساب التنمية والأمن و الإستقرار ومعاناة المواطن اليومية . المواطن أصبح لا يعرف سر اللعبة السياسية التى تارة تبشره بالإنفراج السياسى والإقتصادى وقرب الإنتخابات الحرة ومحاربة الفساد وتارة تنفره بالضغط والغلاء وزيادة الرسوم والضرائب وزيادة الحركات المسلحة وفتح جبهات قتالية جديدة و كثرة المؤتمرات والمشاورات . منذ مؤتمر الحوار الوطنى فرض المؤتمر الشعبي نفسه على الساحة السودانية كلاعب رسمى فى بناء المستقبل السودانى بمنظوره وكأنه الحزب الوحيد الذى يمثله نصف أهل السودان .
تأخير إعلان الحكومة الجديدة بالمساومة مع المؤتمر الشعبي يدل على شىء ما إذا عرفنا بأن هناك أحزاب أكثر شعبيه وأقدم منه فى العمل السياسى ولها وزنها السياسى والدينى فى أواسط الشعب وكذلك الحزب الشويعى الذى ظل يناضل ليحافظ على موقعه رغم إنهيار الشويعية ومثله حزب البعث وغيرهم من الأحزاب التى لا تقل وزنا عن المؤتمر الشعبي . لماذا يُرهن على تشكيل الحكومة بموافقة هذا الحزب وما سر هذا الحزب الذى ظل طوال السنوات الماضية معادى للحكومة والشعب وظل أغلب كوادره خارج الوطن يصرحون بالتهديد وإسقاط الحكومة والإنضمام للحركات المسلحة وغيرها من التصريحات التى أضرت بالسودان وشعبه .
هل الأحزاب الأخرى والحركات المسلحة التى وافقت على المشاركة فى الحكومة رضيت بنصيبها الوظيفى و العائد المادى لهذا لم نسمع لها إحتجاجات أو مناقشات مثل المؤتمر الشعبي . لنفرض هناك أحزاب وحركات ممتنعة حاليا ووافقت على المشاركة فى اللحظات الأخيرة أو بعد تشكيل الحكومة هل يعاد تشكيل الحكومة من جديد أم تمنح حقائب وزارية ووظائف حكومية جديدة ؟ لماذا يقتصر النقاش والجدل مع المؤتمر الشعبي ؟ نطالب بمناظرة بين الأحزاب المشاركة لتضح الرؤية حول الهدف من مشاركتهم وبرنامجهم للوطن من خلال مشاركتهم الوزارية .
على كل الأحزاب والحركات أن تغير مسارها الى أحزاب سياسية وطنية قبل كل شىء وأن تعيد صفوفها وترتب أوراقها إستعدادا للإنتخابات القادمة حتى يظهر حجم كل حزب ومكانته الوطنية وحكم الشعب عليه فى صناديق الإنتخابات . كفاية ضياع وقت وكفاية مساومات وترضيات لان الوطن لا يحتمل والمواطن لا يستطيع الصبر وليحزم السيد رئيس الوزراء حكومته لان هذه المرحلة محتاجه الى عمل وإجتهاد ووطنية وإخلاص وتكاتف من أجل الوطن والى اللقاء فى الحكومة الجديدة إن شاء الله .
عمر الشريف