يثار حديث لايزال في طور الآراء الشخصية ، ينادي بعدم عودة الحرس القديم من قيادات المؤتمر الوطني الذين ترجلوا عن صهوات السلطة خلال الفترة الماضية،
وأبرزهم بلا شك الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية والدكتور نافع علي نافع مساعر الرئيس نائبه الأسبق في المؤتمر الوطني وعدد من الوجوه التي عملت في وزارات مهمة ، وأبعدتهم كما يقال لوائح الحزب وما تم التعارف عليه لاحقاً بعد بقاء الشخص الدستوري أكثر من دورتين في موقعه ، وصدر الحديث القاطع بعدم عودتهم مرة أخرى مرتين من الدكتور نافع الذي يقول إنه من الحرس القديم ومع ذلك ينادي بالمضي قدماً في الإصلاح الحزبي والسياسي وفي الدولة وعدم التقهقر الى الوراء .
> يفسر البعض مثل هذا القول بأنه في إطار مزاعم بوجود صراع بين مجموعات الحرس القديم نفسها، ولا تريد كل مجموعة أن تكسب الأخرى أية نقاط لصالحها ، وتتم عملية قطع الطريق وهدم المعبد عندما تجد كل فئة أنها مضطرة إلى ذلك ، كثيرون فوجئوا باللغة الواضحة والحادة نوعاً ما، التي تحدث بها الدكتور نافع في المؤتمر العام التنشيطي للمؤتمر الوطني بولاية كسلا الخميس الماضي ، وربطوها بتحركات جارية من بعض الجهات داخل المؤتمر الوطني لإعادة بعض رموز الحرس القديم الى واجهة السلطة مرة أخرى كما أشيع وجاء في الأخبار أن الأستاذ علي عثمان محمد طه تم طرحه ومناقشته ومفاتحته وإقناعه بتولي رئاسة البرلمان بحكم خبرته الطويلة والمبكرة بالعمل البرلماني وخبرته السياسية ، فالمرحلة المقبلة في أجواء الانفتاح السياسي والحريات العامة ودخول قيادات سياسية من شركاء الحوار في البرلمان او الهيئة التشريعية القومية تقتضي وجود خبرة مثل التي يمتلكها علي عثمان في قيادة البرلمان والإمساك بدفته والتعامل مع دقة المرحلة حتى تصل السفينة الى بر الأمان .
> كما توجد معلومات أخرى تزعم أن أسامة عبد الله وزير الموارد المائية والكهرباء السابق ربما عاد الى السلطة عبر حقيبة وزارية في القطاع الاقتصادي ، وطرح أيضاً اسم كمال عبد اللطيف وعوض الجاز والحاج آدم يوسف وعثمان كبر وعلي محمود والمتعافي ، وكلها أسماء وجدت حظها من قبل وشبعت من السلطة ومباهجها وقدمت خبراتها وما لديها من اجتهادات ثم رضيت بالمقسوم وابتعدت مكتفية بما حصدت من ثناء وشكر أو بما وجدت من انتقادات وذم .
> الواضح أن فكرة التبديل والإحلال ، وإصلاح الحزب يمكن أن تمضي الى نهاياتها ، فليس هناك (سوبر مان ) او سوبر وزير في السياسة والعمل التنفيذي ، فحواء السودان والدة، ويمكن للكثيرين من قيادات المؤتمر الوطني أن تتبوأ المناصب والمواقع وقبول التكليف وتأدية الواجبات بأحسن مما كان يفعل سلفهم ، التجارب والأفكار والرؤى والكوادر التنفيذية والمدارس التي تبتدع أساليب متنوعة في الأداء والإدارة وصولاً الى مقصد وهدف واحد ، اذا كان التغيير سنة ماضية فلتمضِ الى نهاياتها، وليقدم المؤتمر الوطني القدوة في جعل المواقع والسلطة حسرة وخزي وندامة لمن يتقلدها فهي مسؤولية جسيمة يجب أن يتحاشاها الناس لا أن يسعوا إليها ويلهثون من أجلها ، فليس في السلطة ما يغري بالبقاء في هوادجها ، فمعظم هذه المسؤولية يجعل عدم التعلق بها، والافتتان ببهرجها هو أقصر الطرق نحو الخسران المبين ، ولو درى طلاب السلطة بما فيها من فتنة وما بها من مزالق، لما تمنوها أبداً ولا توهموها في أحلام يقظتهم .
> من واجبنا أن نشجع المؤتمر الوطني على اكتشاف ذاته ، وأن يبحث داخل صفوفه عن دماء جديدة وقيادات تتحمل عبء التكليف وتضع على عواتقها هم العبور بالبلاد الى مربع جديد من الأمن والطمأنينة والسلام .
> دعونا من أقاويل الخلافات والممحاكات وتصفية الحسابات التي تنطلق بها الشائعات كل يوم ، فليبقَ الحرس القديم على عهده ووعده وبيعته يقدم عطاءه من حيثما كان ، من الصفوف الأمامية او الخلفية ، دون أن يحاول هذا الحرس القفز فوق الرقاب من جديد والجلوس على المواقع والمقاعد التي غادروها ذات يوم ..
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة